يمكن للموسيقى أن تثير المشاعر على وجه المستمع، لكن العلماء اكتشفوا أن بإمكانهم “استبصار” نوع اللحن الذي يُعزف عند تحليل دماغ الفرد.
وباستخدام التعلم الآلي والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وجد باحثون في جامعة توركو، أن القشرة السمعية والحركية تنشط عند تشغيل موسيقى سعيدة أو حزينة.
وتعالج القشرة السمعية العناصر الصوتية، مثل الإيقاع واللحن، ويمكن أن ترتبط القشرة الحركية بحقيقة أن الموسيقى تلهم مشاعر الحركة.
ونظرت الدراسة أيضا في الموسيقى التي تثير الخوف، وكشفت عن ارتباطها بالبنى تحت القشرية المرتبطة بالذاكرة والعاطفة والمتعة.
ويمكن للموسيقى أن تحفز تجربة ذاتية قوية للعواطف، ولكن هناك جدل حول ما إذا كانت هذه الاستجابات تشترك في الدوائر العصبية نفسها، مثل المشاعر التي تثيرها الأحداث المهمة بيولوجيا، كما شارك باحثون في الدراسة المنشورة في Oxford Academic.
وقالوا: “فحصنا الأساس العصبي الوظيفي للعواطف التي تسببها الموسيقى لدى عينة كبيرة من الأشخاص، الذين استمعوا إلى مقطوعات موسيقية جذابة عاطفيا، بينما تم قياس نشاط دماغهم الديناميكي الدموي باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)”.
وشارك ما مجموعه 102 شخصا في هذه الدراسة، حيث طُلب منهم الاستماع إلى موسيقى الآلات أثناء فحص العلماء لأدمغتهم.
ثم استُخدمت خوارزمية التعلم الآلي لتعيين مناطق الدماغ التي تُنشّط عند حدوث مشاعر مختلفة ناجمة عن الموسيقى
وبعد هذه العمليات، تمكن الباحثون من التنبؤ بما إذا كان المشاركون يستمعون إلى موسيقى سعيدة أو حزينة. ويتمثل سبب تنشيط القشرة السمعية في أن هذا الجزء من الدماغ يلعب دورا رئيسيا في قدرتنا على إدراك الصوت، وستساعدنا هذه المنطقة في معالجة العناصر الصوتية للموسيقى مثل الإيقاع واللحن.
وعلى الرغم من أنه طُلب من الأشخاص الاستلقاء أثناء إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، فإن القشرة الحركية ما تزال نشطة. وذلك لأن القشرة الحركية تشارك في التخطيط والتحكم وتنفيذ الحركات الإرادية.
ووفقا للعلماء، عندما كان الأشخاص يستمعون إلى الموسيقى، كان لديهم شعور بالحركة.
وعند النظر إلى استجابة الخوف، نُشّط عدد من مناطق الدماغ – النشاط تحت القشري ثنائي الجانب في جذع الدماغ، المهاد، البوتامين.
واكتشف الباحثون أيضا مناطق الدماغ التي تُنشط عندما شاهد المشاركون في البحث مقاطع فيديو تثير مشاعر قوية، واختبروا ما إذا كانت المناطق نفسها تُنشّط عندما كان المشاركون يستمعون إلى الموسيقى التي تثير المشاعر.
وتشير النتائج إلى أن المشاعر التي تثيرها الأفلام والموسيقى تعتمد جزئيا على عمل آليات مختلفة في الدماغ.
وتعمل الأفلام، على سبيل المثال، على تنشيط الأجزاء العميقة من الدماغ التي تنظم المشاعر في مواقف الحياة الواقعية. وقد يكون هذا بسبب حقيقة أن الأفلام يمكنها بشكل أكثر واقعية نسخ أحداث الحياة الواقعية، التي تثير المشاعر وبالتالي تنشيط آليات العاطفة الفطرية.
أما بالنسبة للعواطف التي تسببها الموسيقى، فهي مبنية على الخصائص الصوتية للموسيقى، وملونة بالتأثيرات الثقافية والتاريخ الشخصي.