أجرت “لها” حواراً مع الفنان عاصي الحلاني كشف فيه عن الفترة الصعبة التي عاشها بعد إصابته وعائلته بفيروس كورونا سابقاً من دون الإعلان عن الأمر. ونرفق إليكم أبرز ما كشفه الحلاني في هذا الحوار.

-لماذا رفضت الإعلان عن إصابتك بفيروس كورونا؟

لم أكن راغباً في الكشف عن إصابتي بهذا الفيروس اللعين، لأنني لا أهوى إثارة الضجة من حولي، ولو لم يكشف ابني الوليد عن ذلك الأمر في إحدى المقابلات التلفزيونية، بسبب طيبة قلبه، لما كان أحد قد علم بتفاصيل إصابتنا.– ما الذي شعرت به خلال فترة الإصابة؟

لا أحبّذ التحدّث عن تلك الفترة، وأكتفي بالقول إنها كانت فترة عصيبة ومرّت بسلام.

– ما أصعب اللحظات التي مررت بها أثناء فترة تفشي وباء كورونا المستجد؟

في الأيام الأولى لتفشّي جائحة كورونا في العالم، واتخاذ قرار بغلق المطارات، ووقف الرحلات الجوية، كانت زوجتي كوليت وابناي دانا والوليد في العاصمة الفرنسية باريس، وكنت أنا وابنتي ماريتا في منزلنا بالعاصمة بيروت. فطلبتُ من زوجتي والأولاد العودة سريعاً إلى بيروت خوفاً من منع السفر لمدة طويلة، وعادوا في آخر رحلة طيران بين باريس وبيروت، لكن ظللنا متباعدين عن بعضنا البعض لمدة 16 يوماً للاطمئنان على صحتهم، بعد خضوعهم لتحاليل الـ pcr والفحص الطبي، والحمد لله ظهرت نتائج التحاليل سلبية، ومنذ ذلك اليوم لم نعد نفترق أبداً، وأمضينا فترة الحجر المنزلي معاً في الغناء وممارسة الرياضة.

– هل اقتربت من أسرتك أكثر خلال فترة الحجر المنزلي؟

أنا بطبعي أحب كثيراً المكوث مع الأسرة، ولكنني أضطر للسفر فأبتعد لأيام وأسابيع عن المنزل بسبب حفلاتي. وفي النهاية البيت مقدّس بالنسبة إليّ، فالمجتمع الشرقي يختلف كثيراً عن المجتمع الغربي في ما يتعلّق بالتماسك الأسري، فمهما انشغل الأب والأم بالعمل يعودان الى المنزل للمّ شمل العائلة. مثلاً، في الغرب حين تبلغ الفتاة أو الشاب سنّ الـ 18 يستقل كلٌ منهما بحياته، بخلاف الشاب والفتاة في المجتمع الشرقي، واللذين لا يستقلّان بحياتهما إلا مع الزواج. وإذا بقي الشاب عازباً يستمر في العيش في منزل العائلة، فالآباء والأمهات العرب ينظرون إلى أبنائهم على أنهم أطفال مهما تقدّموا في السنّ، فأنا حتى رحيل أمي وأبي كانا يعاملانني كطفل، وأنا اليوم أعامل أولادي بالطريقة نفسها.

– ما الذي تعلّمته خلال فترة تفشي جائحة كورونا؟

نشكر الله على النِّعم التي أغدقها علينا ولم نكن نشعر بها، فكلٌ منا كان يرى أن الخروج والسفر والترحال وزيارة الأهل والأصدقاء أمر عادي، ولكن بعد جائحة كورونا تعلّمنا أن أي أمر يقوم به الإنسان مهما كان بسيطاً، لا بد من أن يشكر الله عليه، فإذا أراد الخروج من منزله لقضاء حاجة ما، يستمر في التفكير في ما سيفعله خوفاً من التقاط العدوى بفيروس لعين لا يُرى بالعين المجردة. أصبحنا اليوم غير قادرين على احتضان أقاربنا وأصدقائنا خوفاً عليهم من المرض، فمهما بلغ علم الإنسان ورغم صعوده الى القمر والمريخ، يبقى عاجزاً عن الصمود أمام فيروس خفي.

المصدر المنقول

By Admin