اكتشف باحثون في الصين أقدم حفرية معروفة لبرعم زهرة، مما دفع بتطور الأزهار والنباتات إلى الوراء في التاريخ بما لا يقل عن عشرين مليون سنة.
وأطلق الباحثون على الزهرة المكتشفة اسم “Florigerminis jurassica”، هي نوع من نباتات كاسيات البذور، أي أنها نبات مزهر.
وتعتبر أصول نباتات كاسيات البذور موضوع جدل طويل في علم الأحياء القديمة؛ فالزهور عادة ما تكون هشة للغاية بحيث لا يمكنها البقاء على قيد الحياة لملايين السنين في السجل الأحفوري، وبالتالي فإن الأدلة على تطورها متقطعة جدا.
ولكن بحسب المصادر العلمية الجديدة، فإن الزهرة المكتشفة تغير فهمنا “لطريقة احتفال الديناصورات بعيد الحب”، حيث أن اكتشاف هذه الزهرة، دفع بتطور الأزهار والنباتات إلى الوراء في التاريخ بما لا يقل عن عشرين مليون سنة، أي أن الديناصورات استمتعت أيضا بالزهور الجميلة وألواها البهية ورائحتها الزكية.
قال شين وانغ، الباحث في معهد نانجينغ للجيولوجيا وعلم الحفريات، والمؤلف الرئيسي لورقة بحثية جديدة عن الاكتشاف، نُشرت في مجلة الجمعية الجيولوجية في لندن، في تصريحات لمجلة “Live Science” العلمية، لقد”فوجئ العديد من علماء النباتات القديمة بالأحفورة، لأنها مختلفة تماما عما ورد في الكتب.. لكن بالنسبة لي. لست مندهشا”.
واعتقد العلماء سابقا أن هذه الزهرة كانت موجودة فقط في فترة ما قبل العصر الطباشيري ما بين 66 و145 مليون سنة، ولكن بعض العلماء جادلوا بأن هذه الزهرة (N. dendrostyla) لم تكن معقدة بدرجة كافية ليتم اعتبارها من نباتات كاسيات البذور، بينما جادل آخرون بأنها معقدة جدا بحيث أنها ناب غير مزهر أي “عاريات الزهور”.
“لا تشمل الزهرة غصنا مورقا فقط. ولكن أيضا مرتبطة جسديا بالفاكهة وبرعم الزهرة. وهذا يزيل كل الغموض: إذا كان بإمكان نبات واحد أن يحتوي على برعم زهرة وفاكهة ناضجة، فهذا يعني وجود أزهار متفتحة في المرحلة البينية”.
شين وانغ
الباحث في معهد نانجينغ للجيولوجيا وعلم الحفريات
ويأمل الباحثون أن يؤدي اكتشافهم الجديد إلى إعادة التفكير في أصول النباتات المزهرة، وربما حتى تحريض حفريات “عاريات البذور” الجوراسية مثل “N. dendrostyla” في نادي كاسيات البذور.
ويأمل الباحثون، بحسب “iflscience”، أن يكون اكتشافهم للزهرة الجديدة، بفرعها وندبات الأوراق وبرعم الزهرة والفاكهة المتصلة بها جسديا، قد يساعد في تخفيف عدم قبول وجود نباتات كاسيات البذور قبل العصر الطباشيري، حيث أكد الباحثون في ورقتهم أن “نظرية تطور كاسيات البذور الحالية تحتاج حاليا إلى المراجعة”.