التقط مسبار المريخ (TGO) صورة غريبة من سطح الكوكب الأحمر، حيث ظهر في المشهد دائرة تشبه جذع شجرة عملاق ومع الحلقات وتفاصيل دقيقة جدا وبشكل غريب، الأمر الذي شد انتباه الأوساط العلمية.
وسجلت المشهد الغريب مركبة “ExoMars Trace Gas Orbiter (TGO)”، وهي مهمة مشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة الفضاء الروسية “Roscosmos” (روسكوسموس)، تهدف إلى دراسة كوكب المريخ من الأعلى.
وتدور المركبة حول الكوكب الأحمر وتجمع البيانات من غلافه الجوي الواسع، بالإضافة إلى ذلك، تسمح الحركة المدارية للمسبار برصد وتصوير سطح المريخ من الأعلى من خلال كاميرا مزودة بنظام التصوير الملون والسطح المجسم (CaSSIS).
وتظهر الصورة التي كشف عنها مؤخرا، والتي التقطتها المركبة، مشهدا غريبا يشبه إلى حد كبير جذع شجرة مقطوع مع دوائر (التي تشير إلى العام عند الأشجار) متحدة المركز.
ويؤكد العلماء أن هذه الصورة ليست إلا حفرة ضخمة ناتجة عن اصطدام كبير على سطح المريخ، أما الحلقات فهي لا تدل على عمر هذه الحفرة، لكن الأنماط الغريبة الموجودة داخل الحفرة يمكن أن تساعد الباحثين على فهم أفضل لما يتكون منه هيكلها وما حدث على المريخ طوال تاريخه.
بحسب البيان الصادر عن وكالة الفضاء الأوروبية، فإن العلماء متأكدون من شيء واحد يمكن أن تقدمه هذه الحفرة، هو أنها مليئة بالرواسب الغنية بالجليد المائي؛ الرواسب التي ظهرت في وقت مبكر جدا من تاريخ الكوكب،
ويعتقد العلماء، بحسب المقال المنشور في مجلة “livescience” العلمية، أن هذه الرواسب في فوهة الارتطام استقرت بمكانها بسبب تغير ميل الكوكب أو محور الدوران بمرور الوقت.
ويتسبب ميل الكوكب، والذي نشعر به في كوكب الأرض، في تغيرات موسمية، وقد تغير ميل المريخ بشكل كبير بمرور الوقت مقارنة بميل الأرض.
ويعتقد الباحثون أن تكون “حلقات” الحفرة والشقوق الملحوظة ناتجة عن التغيرات البيئية بمرور الوقت. ويتوقع العلماء أن هذه الميزات ناتجة عن تغير الفصول ودرجات الحرارة، مما يتسبب في تمدد المادة الموجودة في فوهة البركان وتقلصها مع الحرارة والبرودة.