حصل علماء المناعة لأول مرة، على صورة واضحة للبروتين السكري، وهو بروتين يلعب دورا مهما في التسبب في داء الكلب. سيساعد هذا في إنشاء لقاح أكثر فعالية ضد المرض المميت.
ونشرت مجلة “Science Advance”العلمية، الدراسة التي أجراها علماء أمريكيون وفرنسيون، مشيرة إلى أن شركة Sapphire الأمريكية، بالتعاون مع فريق بقيادة الدكتور Hervé Buri في معهد “باستور” الفرنسي، قد مهدوا الطريق لتصميم لقاح أفضل لداء الكلب.
وأضافت أن العلماء قد تحصلوا على صورة عالية الدقة لبروتين سكري لفيروس داء الكلب في شكله الثلاثي الأبعاد، والتي يأخذها قبل إصابة الخلايا البشرية.
وقامت مؤلفة الدراسة الرئيسية هيذر كالواي من معهد “لا خوي” لعلم المناعة بإقران البروتين السكري بجسم مضاد بشري، مما ساعد في تحديد مكان تعرض التركيب الفيروسي للهجوم. بعد ذلك، التقط الفريق صورة ثلاثية الأبعاد للبروتين السكري باستخدام أحدث المعدات، وهي مجهر الإلكترون البارد.
بفضل هذا، تمكن العلماء من رؤية العديد من السمات المهمة للبروتين، التي لم تكن معروفة من قبل. على وجه الخصوص، تم تصوير جزأين رئيسيين من البنية الفيروسية، يطلق عليهما الببتيدات الاندماجية، لأول مرة كما يظهران في الحياة الواقعية. يربط هذان التسلسلان الجزء السفلي من البروتين السكري بالغشاء الفيروسي ويتم إسقاطهما في الخلية المستهدفة أثناء الإصابة. يقترح الباحثون أنه إذا تم استهداف اللقاح تحديدا في هذا الموقع، فسيصبح تأثيره أطول.
وقال أحد مؤلفي الدراسة، الأستاذ بمعهد علم المناعة في “لا جولا” (كاليفورنيا) إيريكا سافير
“داء الكلب هو أخطر فيروس نعرفه – لقد عُرف منذ العصور القديمة، ومع ذلك لم يتمكن العلماء بعد من النظر في جزيء سطحه. من المهم فهم هيكلها من أجل إنشاء لقاحات وعلاجات أكثر فعالية، وكذلك لفهم كيفية دخول داء الكلب والفيروسات الأخرى مثله إلى الخلايا”.
يعد فيروس داء الكلب من أخطر الفيروسات في العالم. معدل الوفيات في مرحلة ظهور الأعراض السريرية مئة في المئة. كل عام، يموت 59000 شخص من هذا المرض. نحو 40 في الئة من المصابين هم من الأطفال.
الطريقة الرئيسية لوقف انتشار العدوى هي تطعيم الحيوانات الأليفة، ومعظمها من الكلاب، والتي تتخلص من الفيروس بنسبة 99 في المئة من الوقت. ومع ذلك، فإن الأدوية الموجودة لها عيب مهم: فهي لا توفر حماية مدى الحياة. يجب تطعيم الحيوانات الأليفة كل عام إلى ثلاث سنوات.