قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها تعرض على موقع عرب كلوب وتناسب جميع الاعمار بين القديمة الحديثة

قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها بعد وفاة زوجها

ام مكافحة, إن للأم منزلة عظيمة في الإسلام وذلك لما تقاسيه في سبيل تربية

أبنائها منذ حملها لهم، وعندما يموت الزوج وتتفرغ الأم لتربية أبنائها فإن

أجرها عند المولى عز وجل يكون عظيمًا، فهي أولًا تأخذ أجر كفالة يتيم

وهو أجر عظيم، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال ” أنا وكافل اليتيم في

الجنة هكذا” وأار عليه الصلاة والسلام بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما شيئًا،

وكافل اليتيم لا يعني الغريب فقط بل حتى الأم التي تربي أبنائها الأيتام تنال أجر كافل اليتيم.

أما الأجر الثاني فهو أجر المبتلى بشيء وصبر عليه، وأما الأجر الثانيفعن

عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها، فلم تجد عندي

شيئاً غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها، فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل

ام مكافحة

منها شيئاً، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم

فحدثته حديثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار”.

وأيضًا ورد في حديث إسناده جيد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال”

أنا أول من يفتح له باب الجنة، إلا أنه تأتي امرأة تبادرني، فأقول لها: مالك

من أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وفي كل هذا دليل على المكانة العظيمة للأم التي تكافح من أجل تربية أبنائها الأيتام عند الله ورسوله.

قصة كفاح أم

ذات يوم كنت أتحدث مع صاحب أكبر مخبز في شارعنا والذي يملك

فروع في كثير من الأحياء الراقية حيث أنه يتميز بجودة مخبوزاته،

وقد تطرق الحديث للأم حيث اعتدت أن أتحدث معه فنحن جيران

منذ مدة طويلة وكنت أحكي له عن تعب أمي، فروى لي أنه

لولا أمه لما كان قد وصل لما هو فيه، وقد أغرورقت عينيه بالدموع وهو يتذكرها،

ويتذكر اليوم الذي توفى فيه والده.

قصة ام مكافحة

فقد كان والده عامل زراعي يتلقى أجره باليوم، وقد توفي فجأة ولم

يكن بمنزلهم أي نقود، وكانت والدته سيدة فلاحة بسيطة غير متعلمة،

ويذكر أن والدته أثناء تلقيها العزاء في والده، سألتها سيدة من أهل القرية،

كيف ستطعمين هؤلاء الأطفال؟ فقد كان هو أكبر إخوته الثلاثة، ولم يكن

عمره يتخطى العشر سنوات، بينما كانت أخته الصغرى لم تكمل عامها الأول،

وقد لمحت في عين أمي وقتها نظرة لا يمكن أن أنساها.

ويتذكر أنه بعد انصراف المعزين نام هو وإخوته ونامت الأم وسط أبنائها وقد

سمعتها وهي تشتكي إلى الله بصوت مرتفع وتقول يارب ليس لي سواك

فأنا اعتمد عليك وحدك، فأنا لا أعلم كيف سأطعم أطفالي.

ويذكر أنه خلال أيام عزاء والده كان أهل القرية يجلبون لهم الطعام،

لكن بعد انتهاء الأيام الثلاثة وانصراف كل إلى بيته، بقي بيتهم بدون

طعام إلا قليل من الطحين والأرز، وبدلًا من أن تسأل الأم الناس.

استيقظت والدته في الصباح وصنعت خبز من الطحين، ثم طبخت بعض الأرز،

وتركته ليأكلوا منه، ووضعت الخبز في سلة وحملته فوق رأسها وسارت

حتى وصلت لسوق قريب من قريتهم، وجلست تبيع الخبز.ام مكافحة

وقد أكرمها الله عز وجل وباعت كل الخبز، وقد اشترت مزيد من الطحين

وهي عائدة للمنزل، وفي اليوم التالي استيقظت فجرًا وخبزت مزيد من الخبز،

لكن في اليوم التالي طلب من والدته أن يعطيه الخبز ليذهب هو لبيعه

في السوق لأنه لا يستطيع أن يذهب للمدرسة ويتركها تبيع الخبز.

لكن الأم أصرت على أن يذهب ابنها للمدرسة،وقد أخبرته أن هذا العمل

لا يليق به وأنها تخشى أن يراه أحد زملائه في المدرسة،لكنه لم يكن

يكترث بهذا الأمر فقد كان كل همه هو عدم ترك والدته تتحمل هذا العبء

بمفردها، وبعد جدال طويل بينهما أخبرها أن عليها الانتظار حتى يعود

من المدرسة ثم يذهب للسوق بدلًا منها، وفي النهاية وافقت الأم،

ام مكافحة

فكان يذهب للمدرسة كل صباح وعندما يعود يحمل سبت الخبز ويقف يبيعه في مكان مختلف.

وكان الناس حين يجدون طفلًا يبيع الخبز كانوا يقبلون على الشراء منه،

ومع بيع المزيد من الخبز كانوا الناس يطلبون منه أنواع من الفطائر فكان

يذهب ويخبر والدته، فكانت تخبز أنواع الفطائر المختلفة، وكان الزبائن يطلبون المزيد.

وكنت أعطي كل المال لأمي فكانت تحسن التدبير حيث كانت تنفق

جزء علي وعلى إخوتي وتشتري بجزء الخامات اللازمة للعمل، ولأننا

كنا نعيش في الريف فقد كانت جميع المنازل تقريبًا تقوم بتصنيع

منتجات الألبان مثل الزبد والجبن بالمنازل، وقد فكرت أمي وبدأت

تشتري بعض المنتجات من سيدات القرية، وكنت أعرض تلك المنتجات

على زبائني وقد أعجبتهم كثيرًا وبدأوا يطلبوا المزيدن وقد فتحت أمي

ذلك أبواب رزق لسيدات قريتنا الفقيرة أيضًا.

قصة ام مكافحة في سبيل تربية ابنائها

واستطعت أنا وأمي في غضون عدة سنوات إنشاء تجارة وتكوين زبائن

لكننا لم نكن نملك متجر في الواقع حيث كنت أبيع في السوق وأوزع

على منازل الزبائن، ومع الوقت وعندما كبرت ووصلت للمدرسة الثانوية

قررت أن ألتحق بالتعليم الفني المتوسط لأني كنت أريد توفير نفقات تعليمي،

لكن أخي وأختي كانوا صغار، وقد اتفقت مع أمي أن نستأجر أول مخبز لنا في المدينة.

 

لكن كنت أعمل أنا وأمي بمفردنا في البداية، لكننا مع الوقت توسعنا

في العمل وأصبح لدينا عمال وأصبحت أمي تقوم بمهمة الإشراف فقط،

ثم توسع المخبز ليصبح لدينا عدة فروع في أماكن مختلفة وقد حصل

أخي أيضًا على شهادة متوسطة وهو الآن يعمل معي، لكن أختي فقد تزوجت،

وكل ذلك بفضل أمي التي لم تفكر يومًا أن تعرضنا لسؤال الناس،

وتحملت مشقة التعب لسنوات حتى نصبح ما نحن عليه، فرحمة الله عليها.

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

 

By Lars