قصة حدثت في السعودية: عاقبة الإحسان وإخراج الكرب
القصة:
يقول الله تعالى في سورة الرحمن: “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”. من يعمل الخير يجزى بالخير، وأحيانًا لا يكون الجزاء ممن أحسنت إليهم، بل من الله عز وجل. هذه القصة التي حدثت في المملكة العربية السعودية تُظهر فضل الإحسان والسعي في قضاء حوائج الآخرين.
يحكي أحد الرجال أنه كان مسافرًا مع عائلته من الطائف إلى الرياض. بينما هم في منتصف الطريق، تعطلت سيارته، وبقي الرجل مع عائلته تحت الشمس الحارقة دون أن يعرف ماذا يفعل. ذهب إلى إحدى المحطات على الطريق، ولكن قيل له إن إصلاح السيارة يتطلب ورشة كبيرة في الرياض أو الطائف.
حاول الرجل إيقاف السيارات المارة للحصول على مساعدة، لكن لم يتمكن أحد من نقله هو وأسرته بسبب ازدحام السيارات بالعائلات. بعد وقت طويل، توقفت سيارة لرجل مسافر بمفرده. عرض عليه الرجل أن يأخذ سيارته ويوصل عائلته إلى الرياض، قائلاً له: “خذ سيارتي، أنا سأنتظر هنا في المحطة حتى تعود أو ترسل لي سيارة”.
تعجب الرجل من هذا العرض السخي وسأله: “كيف تعطيني سيارتك وأنت لا تعرفني؟”، فرد عليه الرجل: “توكل على الله، لا تقلق”. وبالفعل، أخذ الرجل السيارة ووصل إلى الرياض في وقت متأخر. في اليوم التالي، عاد إلى الرجل الذي منحه السيارة، وشكره كثيرًا وطلب رقمه للتواصل معه لاحقًا.
رد الجميل:
بعد فترة من الزمن، قرر الرجل الاتصال بهذا المحسن للاطمئنان عليه. ردت عليه زوجة الرجل وأخبرته أن زوجها في السجن بسبب تراكم الديون. كانت الزوجة في حالة صعبة، وأخبرته أن زوجها مدين بمبالغ كبيرة ولا يستطيع سدادها.
قرر الرجل رد الجميل، فاتجه إلى السجن ودفع مائة ألف ريال لسداد جزء من ديون الرجل، لكنه طلب من الضابط ألا يخبره من دفع المال. عندما أُخبر الرجل في السجن بأن شخصًا دفع جزءًا من ديونه، شكر الله، لكنه أوضح أن ديونه تتجاوز ثلاثة ملايين ريال، وأن المبلغ الذي دُفع لن يخرجه من السجن.
الإحسان المستمر: قصة حدثت في السعودية
رغم حاجته إلى المال، طلب الرجل المسجون من الضابط أن يُدفع المبلغ المُهدى لسداد ديون مساجين آخرين. بفضل هذا التبرع، تم تحرير سبعة أشخاص من السجن.
تعجب صاحب القصة من كرم هذا الرجل، وقرر أن يجمع الأموال لسداد ديونه كاملة. خلال ثلاثة أشهر، تمكن من جمع مبلغ الثلاثة ملايين ريال بمساعدة معارفه من أهل الخير. دفع الدين، وأُفرج عن الرجل دون أن يعلم من وراء هذا الإحسان العظيم.