إن القرآن الكريم لهو معجزة بحق، وقد تحدى المولى عز وجل المشككين في كتابه أن يأتوا بسورة مثل كلام الله عز وجل، لكنهم فشلوا أن يأتوا حتى بآية واحدة تضاهي كلام الله تعالى في الإعجاز.

والإعجاز في القرآن الكريم ليس لفظي فقط، لكن الإعجاز العلمي في القرآن أمر لا يمكن لأي صاحب عقل أو علم أن ينكره وقد شهد بذلك حتى غير المسلمين، وهناك الكثير من قصص العلماء الذين أسلموا بسبب  أبحاثهم العلمية.

قصة إسلام البروفيسور تاجاتا تاجاسوني

كان الدكتور تاجاسوني يدين بالبوذية قبل اعتناقه الإسلام وقد كان أستاذًا في علم التشريح وقد شغل منصب رئيس قسم التشريح وعلم الأجنة في جامعة شيانج بتايلاند، وهو الآن عميد كلية الطب في الجامعة.

وخلال المؤتمر الطبي السعودي الثامن الذي عقد في الرياض قام البروفيسور تاجاتا تاجاسون  بنطق الشهادتين، والسبب في ذلك هو دراساته وأبحاثه التي قام بها،

فقد عرض عليه بعض علماء المسلمين أثناء إحدى محاضراته بعض الآيات القرآنية التي تعرض وتشرح كيفية تكون الآجنة بالتفصيل،وقد كان رده حينها

إن لديهم أيضًا في كتبهم البوذية أوصافًا دقيقة للغاية لمراحل النمو الجنينية، وقد أخبره المسلمون أنهم مهتمون للغاية برؤية تلك الأوصاف والتعرف على هذه الكتب التي تتحدث عنها.

وبعد ذلك بعام أصبح الأستاذ تقامي ممتحنًا خارجيًا بجامعة الملك عبد العزيز، وقد قابل العلماء المسلمين مرة أخرى وقد ذكروه بما قاله لهم قبل عام وطلبوا منه أن يعرض عليهم الكتب البوذية التي تحدثت عن تكون الجني ، لكنه اعتذر وقال إنه في الواقع أدلى بذلك البيان دون التأكد من الأمر،وأنه عندما قام بفحص الكتب البوذية وجد أنها لا تحتوي على أي شيء ذي صلة بهذا الموضوع.

وكان رد هم أن قاموا بعرض محاضرة كتبها البروفيسور الكندي كيث مور حول توافق علم الأجنة الحديث مع ما هو وارد في القرآن والسنة ثم سألوا  البروفيسور تاجاسوني عما إذا كان يعرف البروفيسور كيث مور، فأجاب أنه يعرفه بالطبع ، مضيفًا أن الأستاذ مور كان من أشهر العلماء العالميين في هذا المجال.

وعندما أطلع الدكتور تاجاسوني على البيانات التي وردت في مقال دكتور مور أصبح مندهشًا للغاية.

ثم سألوه عن بعض الأبحاث الشخصية التي قام بها والتي تخص بعض الاكتشافات الحديثة، وكان أحد الأسئلة حول الخصائص الحسية للجلد والذي يعد اكتشاف حديث نسبيًا في الأمراض الجلدية حيث يعتبر الجلد هو مصدر الإحساس وإذا اختفى الجلد تمامًا فإن الإنسان سوف يفقد الإحساس.

وقد أخبروه وقتها أنه سوف يهتم كثيرًا عندما يعرف أن القرآن الكريم ، والذي أنزل قبل 1400 عام يشير إلى لحظة عذاب الكفار بنار جهنم وقد جاء فيه أن الكافرين عندما تتحطم بشرتهم وتذوب جلودهم فإن الله عز وجل يصنع لهم جلداً آخر ليستمر عذابهم بالنار، وهذا فيه إشارة إلى علم النهايات العصبية في الجلد ، والآية الكريمة هي من سورة النساء الأية 56 حيث يقول تعالى:” إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارًا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزًا حكيمًا” صدق الله العظيم.

ثم سأله المسلم إذا كان يوافق على أن هذا فيه دليل على أهمية النهايات العصبية في الجلد في عملية الإحساس فأجاب الدكتور تاجاسوني أنه يوافق على هذا الرأي.

ثم سأله المسلمون عما إذا كان هناك احتمال أن تلك الآيات الكريمة التي نزلت على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام منذ 1400 عام هل يمكن أن تكون من تأليف البشر، فأجاب أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك أحد من البشر على علم بتلك المعلومات.

لكن البروفيسور تاجاسوني الذي لم يكن لديه خلفية كافية عن الإسلام سألهم من أين تلقى النبي محمد هذه الآيات، فأجابوه أنها من الله عز وجل خالق كل شيء.

وقد اهتم البروفيسور تاجاسوني بعدها بدراسة القرآن الكريم وقد زاد اندهاشه عندما علم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان أميًا لا يستطيع القراءة والكتابة، وقد دغه ذلك لدراسة القرآن الكريم بالتفصيل حتى أعلن إسلامه في النهاية.[1]

قصة إسلام عالم الرياضيات جيفري لانج

كان العالم الأمريكي جيفري لانج ينتمي لعائلة مسيحية، ومع فإنه لم يجد في الديانة المسيحية رد على شبهاته وأفكاره حول وجود الله عز وجل فاتجه إلى الإلحاد، ثم حاول أن يستخدم الرياضيات ليبرهن على وجود الخالق عز وجل.

ويقول الدكتور لانج أنه كان قد اعتاد على ترك باب مكتبه في جامعة كنساس مفتوح لأنه اعتاد أن ينسى مفاتيحه، كما اعتاد طلابه أن يتركوا له بعض الكتب على مكتبه.

وذات يوم عندما دخل الدكتور لانج مكتبه وجد كتاب أخضر، وعندما نظر إليه وجده كتاب معاني القرآن الكريم بالإنجليزية، فتعجب لأنه كان يعرف عائلة مسلمة لكنهم لم يكونوا متدينين، ثم فكر أنه ربما يشعرون بالخجل من الحديث عن الأديان لكنهم يريدون تعريفه بالإسلام بطريقة لطيفة.

فأخذ الكتاب ووضعه في شقته، ولم يتحدث معهم عن الكتاب، وفي أحد الأيام كان لانج يجلس وحيدًا في شقته في سان فرانسيسكو ولم يكن يملك أي كتاب أخر في منزله، وعندما نظر حوله وجد كتاب تفسير معاني القرآن الكريم، فقال لنفسه سوف أقرآه وبالتأكيد سأشعر بالملل وأنام بعد عشر دقائق.

وعندما قرأ أول سورة من القرآن الكريم قال إن كاتب هذا الكتاب ذكي فقد كان يعتقد أن بشرًا هو من كتبه، وعندما قرأ بداية سورة البقرة ضحك وقال لنفسه هل هذا هو الكتاب الذي يحمل الحقائق التي أبحث عنها.

ثم بدأ يدرك أن هذا الكتاب له أسلوب مميز ومختلف عن كل الكتب التي قرآها، وأنه يقدم له إجابة تلو الإخرى عن كل تساءل يدور في ذهنه حول الكون والخلق، ثم وصل للقصة التي غيرت حياته وهي قصة خلق الله عز وجل لآدم عليه السلام، حيث قرأ قول الله عز وجل في سورة الأنعام: ” وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة” صدق الله العظيم.

بعد قراءة تلك الآيات الكريمة بدأت كل الأفكار الإلحادية تتهاوى داخل قلب البروفيسور جيفري لانج، وشعر أنه في غاية الراحة والسلام الداخلي بعدها، وكان يبكي كثيرًا عند قراءة القرآن الكريم، حيث أنه وجد إجابة لكل الإشكاليات والأسئلة التي كان يبحث عن إجابة لها منذ صغره.

وقد كان في الجامعة كنيسة ضخمة، لكن زميلة يهودية له في الجامعة أشارت له أسفل قبو الكنيسة ذات يوم وأخبرته أن الطلاب المسلمين يصلون في ذلك القبو، ولم يكن يعرف أن بالجامعة مكان يصلي فيه المسلمون، فقرر أن ينزل في أحد الأيام ليتأكد من ذلك.

ولكنه عندما حاول النزول وجد أن قدميه لا يستطيعان حمله، وكان يتصبب عرقًا، وفجأة قرر أن ينظر للسماء ويسأل الله عز وجل وهو لم يفعل ذلك منذ أن أصبح ملحدًا وهو في السادسة عشر من عمره، ودعا الله أن يعينه على فتح الباب إذا كان يسمعه.

وبالفعل دخل المسجد وجلس مع بعض الطلاب وعرضوا عليه أن يجيبوا عن أي أسئلة تخص الإسلام، ثم دخل شيخ ليصلي وعندما شاهد ارتباكه جلس بجواره ليطمئنه وتحدث معه عن الإسلام، ثم سأله إذا كان لديه أي أسئلة.

فشكره البروفيسور في البداية، ثم تذكر سؤال أخر وهو كيف تشعر وأنت مسلم؟، فأجابه الشيخ بخشوع أن الله يحبنا أكثر من حب الأم لرضيعها، ونحن لا نفعل أي شيء إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة من شجرة عالية إلا بإذنه، ونحن عندما نسجد له عز وجل نشعر بالراحة.

ثم سأله الشيخ هل يريد أن يصبح مسلمًا، لكنه ضحك وقال له لقد كنت أسأل فقط، فقال له الشيخ لماذا لا تجرب؟، وكان حينها يفكر في رد فعل أهله وأصدقائه، لكنه بعد أن فكر قليلًا قال لهم نعم سأدخل الإسلام، ثم ردد الشهادة معهم، وأصبح مسلمًا.

By Lars