قصص دينية

قصة الثلاثة الذين تخلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض

قصة الثلاثة الذين تخلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض يحكى أنه في زمن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حدثت غزوة تبوك، وهي واحدة من الغزوات التي واجه فيها المسلمون ظروفًا صعبة للغاية. كانت تبوك تقع في الشمال، بعيدًا عن المدينة المنورة، وكان الجو حارًا جدًا، والرواحل قليلة، والمجاهدون يواجهون مشاق كبيرة في رحلتهم الطويلة. لم يكن من السهل الذهاب إلى تلك الغزوة، لكنها كانت دعوة للجهاد في سبيل الله، ولم يتخلف عنها إلا من كان له عذر شرعي، أو من كان من أهل النفاق.

كان من بين الصحابة ثلاثة رجال مخلصين: كعب بن مالك، هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، رضي الله عنهم جميعًا. هؤلاء الثلاثة لم يكن لديهم عذر شرعي للتخلف، لكنهم تأخروا عن اللحاق بركب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه في غزوة تبوك. كان ذلك دون نفاق أو كذب، بل بسبب تأخرهم وتسويفهم في التحرك، حتى فاتهم اللحاق بالغزو.

عندما عاد النبي، صلى الله عليه وسلم، والجيش الإسلامي منتصرًا، بدأ الناس في تقديم أعذارهم. جاء المنافقون يقدمون أعذارًا واهية، محاولين إرضاء النبي حتى يستغفر لهم، فقبل النبي أعذارهم على ظاهرها واستغفر لهم، ولكن لم يكن راضيًا عنهم في داخله.

ثم جاء دور كعب بن مالك، الذي كان معروفًا بصدقه وإيمانه، لكنه جلس بين يدي النبي واعترف بصراحة أنه لم يكن له أي عذر في تخلفه عن الغزو. اعترف بأنه أخطأ ولم يبحث عن عذر واهٍ مثل غيره. فعل الشيء ذاته هلال بن أمية ومرارة بن الربيع، واعترفوا بتقصيرهم.

قصة الثلاثة الذين تخلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض

كان النبي، صلى الله عليه وسلم، عادلًا، فأمر المسلمين بمقاطعة هؤلاء الثلاثة حتى يتوبوا إلى الله. أمر النبي الجميع أن يتجنبوا الحديث معهم أو التعامل معهم، حتى أن نساءهم أُمرن بالابتعاد عنهم. كانت تلك أيامًا عصيبة على الثلاثة، حيث عاشوا في عزلة شديدة، لا أحد يتحدث معهم، ولا أحد يقترب منهم. ندموا أشد الندم على تقصيرهم، وكانت قلوبهم مليئة بالحسرة والرجاء في رحمة الله.

ظل الحال هكذا لمدة خمسين يومًا، والرجال الثلاثة في عزلة تامة، يدعون الله أن يغفر لهم وأن يتوب عليهم. وفي النهاية، بعد صبرهم الطويل وتوبتهم الصادقة، أنزل الله فيهم آية في سورة التوبة، تُبشرهم بقبول توبتهم. يقول الله تعالى:

“وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” (سورة التوبة، الآية 118).

فرح الثلاثة فرحًا عظيمًا عندما عرفوا أن الله قد غفر لهم، وعاد الناس للتحدث معهم والتعامل معهم من جديد. كانت هذه القصة درسًا كبيرًا في الصدق، والتوبة، وكيف أن الاعتراف بالخطأ والندم الصادق يجلب رحمة الله ومغفرته.

هذه القصة تظل واحدة من أبرز القصص التي تعلّمنا أهمية الصدق مع الله ومع الناس، وأن التوبة الصادقة والإصرار على الرجوع إلى الله تفتح أبواب الرحمة والمغفرة.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

Lars

منشور له صلة

برج الحوت اليوم الثلاثاء 26/11/2024 نوفمبر

برج الحوت اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…

3 ساعات منذ

برج الدلو اليوم الثلاثاء 26/11/2024 نوفمبر 2024

برج الدلو اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…

3 ساعات منذ

برج الجدي اليوم الثلاثاء 26/11/2024 نوفمبر 2024

برج الجدي اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…

3 ساعات منذ

برج القوس اليوم الثلاثاء 26/11/2024 نوفمبر 2024

برج القوس اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…

3 ساعات منذ

برج العقرب اليوم الثلاثاء 26/11/2024 نوفمبر

برج العقرب اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…

3 ساعات منذ

برج الميزان اليوم الثلاثاء 26/11/2024 نوفمبر 2024

برج الميزان اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…

3 ساعات منذ