قصة المعلم الحكيم

قصة المعلم الحكيم وحكمة الكأس

كان يا ما كان، في إحدى المدارس، كان هناك معلم حكيم معروف بحرصه على تعليم طلابه دروسًا ليست فقط في المنهج الدراسي، ولكن أيضًا في الحياة. كان طلابه ينتظرون بفارغ الصبر كل حصة ليكتشفوا ما سيتعلمونه منه من حكمة ونصائح.

في أحد الأيام، دخل المعلم الحكيم إلى الفصل كما يفعل دائمًا، لكن هذه المرة كان يحمل كأسًا مملوءً بالقليل من الماء. بعد أن حيا الطلاب، طلب منهم أن يجلسوا وتحدث إليهم قائلًا: “أيها الطلاب الأعزاء، من يستطيع أن يخبرني كم يزن هذا الكأس بالجرامات؟”

أخذ الطلاب يخمنون بأرقام مختلفة: 30 جرامًا، 40 جرامًا، 80 جرامًا، وحتى 100 جرامًا. ابتسم المعلم وقال: “بصراحة، أنا لا أعرف الوزن الحقيقي لهذا الكأس. لكن الأمر الذي يهمني اليوم ليس وزنه. أريد أن أسألكم سؤالًا آخر: ماذا سيحدث لو رفعت هذا الكأس لفترة قصيرة من الزمن؟”

نظر الطلاب إلى بعضهم البعض، ولم يجب أحد. فقال المعلم: “ماذا لو رفعت الكأس لمدة ساعة كاملة؟” أجاب أحد الطلاب بسرعة: “ستشعر بألم في ذراعك يا معلمي!”

قصة المعلم الحكيم

أجاب المعلم: “بالضبط. والآن، ماذا لو أبقيت الكأس مرفوعًا لمدة يوم كامل؟” ضحك الجميع عندما قال طالب آخر: “ستشعر بتنميل شديد في يدك، وربما تحتاج إلى زيارة الطبيب!”

ضحك المعلم وقال: “صحيح، ولكن هل تغير وزن الكأس في أي وقت من الأوقات؟” أجاب الطلاب: “لا، الوزن لم يتغير.”

فرد المعلم: “إذن لماذا شعرت بالألم؟” أجاب طالب آخر بحماس: “بسبب طول المدة التي أبقيت فيها الكأس مرفوعًا.”

ابتسم المعلم وقال: “تمامًا. هذا الكأس يمثل المشاكل والهموم التي نحملها في حياتنا. إذا فكرنا في مشكلتنا لبعض الوقت، لن يؤثر ذلك علينا كثيرًا. ولكن إذا تمسكنا بها لفترة أطول، ستبدأ في إيلامنا. وإذا حملناها طوال اليوم، يمكن أن تُشلّنا.”

أكمل المعلم الحكيم: “المشاكل، مثل الكأس، لا تزداد ثقلاً بمرور الوقت. لكن كلما تمسكنا بها، كلما زادت معاناتنا. الحل ليس في تجاهل المشاكل، بل في معرفة متى نضع الكأس جانبًا ونتخلص من التوتر والهموم.”

وهكذا، تعلم الطلاب درسًا مهمًا في الحياة: أن المشاكل لا تظل مشاكلًا إلا إذا تمسكنا بها، وأن الحياة ستكون أفضل عندما نعرف كيف نترك الأمور ونواصل السير.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك