قصة ضيف إبراهيم

قصة ضيف إبراهيم يحكى أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، نبي الله وخليل الرحمن، كان يعيش حياة مليئة بالإيمان والطاعة لله تعالى. كان إبراهيم عليه السلام مثالًا للصبر والتضحية، إذ ابتلاه الله بعدة ابتلاءات، وكانت كلها امتحانات لإيمانه وثقته في قدرة الله.

ومن أعظم القصص التي تدل على صبر سيدنا إبراهيم وقوة إيمانه قصة بشرى الملائكة له بولده إسحاق عليه السلام. بدأت هذه القصة حين جاء إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام ثلاثة ضيوف، كانوا في الحقيقة ملائكة مرسلين من الله، ولكنهم جاءوا في صورة بشر. وكعادة سيدنا إبراهيم، الذي كان معروفًا بكرمه وحسن ضيافته، استقبل هؤلاء الضيوف بكل ترحاب، وسرعان ما ذهب ليجهز لهم الطعام.

ذبح إبراهيم عجلًا سمينًا وقام بشوائه، ثم قدمه لضيوفه. ولكن الغريب في الأمر أن الضيوف لم يمدوا أيديهم للطعام، وهذا الأمر أثار الخوف في قلب سيدنا إبراهيم، فقد كان من تقاليد العرب في ذلك الوقت أن الضيف الذي لا يأكل من طعام المضيف قد يضمر شرًا. حينما لاحظت الملائكة خوفه، طمأنوه وأخبروه بأنهم ليسوا بشرًا عاديين، بل هم ملائكة أرسلهم الله لتنفيذ عقابه على قوم لوط العصاة.

قصة ضيف إبراهيم

في تلك اللحظة، بشرت الملائكة سيدنا إبراهيم وزوجته سارة بأنهما سيرزقان بابن، وكان هذا الخبر بمثابة معجزة عظيمة، لأن سارة كانت عجوزًا وعقيمًا، ولم تكن تلد طيلة حياتها. تعجبت سارة بشدة وقالت: “أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا؟ إن هذا لشيء عجيب!”، لكنها سرعان ما تذكرت قدرة الله تعالى وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

وبالفعل، كانت بشرى الملائكة قد تحققت، وولدت سارة إسحاق عليه السلام، الذي أصبح فيما بعد نبيًا صالحًا. ولم تقف البشرى عند هذا الحد، بل أخبرتها الملائكة بأنها سترى أيضًا حفيدها يعقوب عليه السلام. كانت هذه البشرى تأكيدًا على عظمة رحمة الله وقدرته، وأنه جل جلاله يحقق المستحيل بقدرته المطلقة.

تجسد هذه القصة إيمان سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، حيث كانا موقنين بأن الله يحقق ما يشاء في الوقت الذي يريده، بغض النظر عن الصعوبات أو العقبات. كانت القصة مثالًا على الصبر والثقة في الله، وكيف أن المكافآت تأتي بعد التحمل والإيمان.

تعد هذه القصة واحدة من أجمل قصص القرآن الكريم التي تبرز أهمية الثقة في الله والصبر على البلاء. وهي تذكرنا دائمًا بأن الله هو القادر على كل شيء، وأن رحمته ولطفه يفوقان كل شيء، فهو الذي يجلب الخير والبركة لمن يثق فيه ويتوكل عليه.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك