قصة مرض سيدنا أيوب

قصة مرض سيدنا أيوب يحكى أنه في زمن بعيد، ابتلى الله سبحانه وتعالى نبيه أيوب عليه السلام بابتلاء شديد، حيث أصيب بفقدان كل ما يملك من رزق ومال وأولاد، وتعرض لأمراض متعددة تغلغلت في جسده، إلا أن قلبه ولسانه بقيا سالمين، وكان دائمًا مداومًا على ذكر الله وحمده في كل وقت، سواء كان ذلك بالليل أو النهار.

كان الناس جميعًا قد ابتعدوا عن نبي الله أيوب بسبب مرضه، حيث خافوا من أن يصيبهم ما أصابه، ولم يقترب منه أحد، سوى زوجته التي ظلت وفيةً له، تقوم على رعايته وتخدمه دون تذمر. كانت تلك الزوجة تتحمل الابتلاءات الكثيرة بصبرٍ عظيم، سواءً في فقدان المال أو الولد، وكانت تعمل لدى الناس كأجيرة لتحصل على طعامٍ لهما، لكن مع مرور الوقت، بدأ الناس يبتعدون حتى عن زوجته، خشية أن تنتقل العدوى إليهم.

لم تجد زوجة أيوب سوى حلٍ صعب، حيث قامت ببيع جزء من شعرها لبنات من الأشراف مقابل الطعام، وعندما نفد ما تملكه من شعر، أصبحت مضطرة لبيع الضفيرة الأخرى أيضًا. هذا ما دفع نبي الله أيوب عليه السلام للتعجب من جلبها المزيد من الطعام دون أن يخبرها أحد من الناس بأنه يشتري منها شيئًا. وعندما علم أنها باعت شعرها، رفع أيوب عليه السلام يديه إلى السماء، ودعا الله جل علاه قائلًا: “وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.

قصة مرض سيدنا أيوب

لم يترك الله سبحانه وتعالى دعاء عبده أيوب دون استجابة. فاستجاب الله لدعائه، كما ورد في قوله تعالى: “فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين”. ثم أمر الله أيوب عليه السلام بأن يضرب الأرض برجله، فنبعت عين ماء بارد، وأمره الله بالاغتسال والشرب منها، حيث قال الله تعالى: “اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب”.

اغتسل أيوب عليه السلام من الماء المبارك وشرب منه، فشفاه الله تمامًا من جميع أمراضه وأعاد إليه صحته وقوته. كما أعاد له الله أهله ورزقه، وجعل هذا الابتلاء والشفاء ذكرى للعابدين، ليتعلموا منه الصبر والثبات في مواجهة الابتلاءات، والثقة في رحمة الله وعدله.

تظل قصة سيدنا أيوب عليه السلام رمزًا للصبر والإيمان بالله، ودرسًا عظيمًا في أن الله، سبحانه وتعالى، قادر على أن يرفع البلاء ويرزق عباده بعد الشدة والضيق، فهو أرحم الراحمين.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك