يحكى أنه كانت هناك امرأة ، قد أصابها السحر ، وقد عانت تلك المرأة كثيرًا ، كما عانى الجميع ، ممن كانوا حولها ، زوجها ، وأهلها ، وأخذوا يطوفون بتلك الزوجة المسكينة ، عند الأطباء تارة ، وعندما لا يجدي ما يفعلونه ، ويستعصى على الأطباء التعرف على حقيقة ما يصيبها ، أخذوا يطوفون بها عن السحرة تارة أخرى ، من دون أن تنفعها تلك المحاولات ، وأخذوا يسافرون ، ويتنقلون بين البلاد ، ليتم التعرف على ما يعتريها ، ويصيبها .

لكن للأسف الشديد ، كل المحاولات ، قد باءت بالفشل الذريع ، فالأمور تتفاقم يومًا ، بعد يوم ، والمرأة تعاني أكثر من أي وقت سابق ، وتتزايد شكواها ، والجميع من حولها في حيرة ، لا يملكون أن يصنعوا لها شيئًا ، حتى تتحسن ، وتصبح أفضل ، وكان الجميع يسهر ، ويتألم ، لما ألم بتلك المرأة ، وما أصابها مما لم يكن يخطر على بال .

فما كان منهم آخر المطاف ، إلا أن سمعوا عن شيخ جليل ، يعالج بآيات القرآن الحكيم ، فأسرعوا إليه ، وكلهم أمل في الخلاص مما أصاب المرأة ، حتى المرأة جاءت إليه ، كالملهوف ، الذي يريد أن يتخلص مما أصابه بأي طريقة ، وبأي شكل من الأشكال ، المهم أن تطون بحال أفضل ، وأن تزيل عنها كافة ما ألم بها ، والذي أضر بحياتها ، وقلب معيشتها رأسًا ، على عقب .

أخبر الشيخ المرأة ، بأنها لو أرادت الخلاص مما ينتابها ، ويضرها بالفعل ، فلا بد أن تكون معاونًا فعالًا ، له ، ولأسرتها جميعًا ، وأن تؤمن جيدًا بأن الشافي ، والمعافي ، هو المولى جل علاه ، ولا بد أن تثق في ربها ثقة يقينية ، فهو القادر على كل شيء ، وإن أراد لها الخلاص ، فلن يضرها شيء .

بدأ الشيخ يضع لها خطة حكيمة ، في قراءة سورة البقرة بالتدريج ، مرة واحدة في اليوم ، فمرتين ، فأكثر ، إلى أن وصل بهما المطاف ، إلى قراءة سورة البقرة عشر مرات ، على مدار اليوم ، هذا بالإضافة إلى بعض الأذكار ، والبرامج الأخرى ، التي خططها الشيخ للمرأة ، وكانت سورة البقرة ، بمثابة الأساس القويم لكل ما أقر الشيخ للمرأة بفعله .

وبالفعل ، ظل الأمر على ذلك ، أيامًا طوال ، مع صبر شديد من المرأة ، التي كانت ترغب في أن تصبح كما كانت من قبل ، وأن تتخلص من جميع ما يضرها ، وبالفعل ، تمكنت المرأة من التخلص من الإطار ، الذي وضعت فيه ، وطالما أذيت منه ، مما كان له تأثير سلبي على حياتها الزوجية ، والأسرية ، والشخصية قبل أي شيء ، ومن يومها ، والمرأة تلتزم بقراءة سورة البقرة ، والمواظبة عليها .

كما كانت المرأة تلتزم بتشغيل سورة البقرة في أرجاء بيتها ، وتحلت بخلق القرآن ، ومن يومها ، والسعادة عادت ، لتدب حياتها ، وأخذت المرأة ، تنعم بالراحة ، والطمأنينة ، والسكينة ، والتقوى ، تحصن نفسها بنفسها ، ولا تنتظر وقوع البلية ، حتى تبحث عن علاجها ، فكم عانت كثيرًا ، وباتت فترة عصيبة ، شعرت فيها بجميع ألوان العذاب ، والدمار النفسي ، وعرفت أن التوكل على الله ، والإيمان بما أنزل ، هو سبيل الخلاص من كل شر .

By Lars