باتت الحياة الزوجية على وشك الانهيار في العديد من الأسر ، وذلك نتيجة لكثرة الخلافات وعدم التفاهم بين الطرفين ، وفي كثير من الأحيان تستمر هذه الحياة على الرغم من وجود العديد من الانكسارات الداخلية ، ولكن لعدة أسباب وأولها وجود أبناء قد تستمر هذه الحياة التي تحمل في طياتها براكين من الممكن أن تنفجر في أي لحظة ، ويظهر ذلك بوضوح من خلال القضايا المتكدسة بين أروقة المحاكم بين الزوجين ، وهاهي زوجة تُقدم على رفع دعوى على زوجها ليعوضها عن ضربه لها بالعقال منذ ثلاث سنوات .

زوج يعتدي بالضرب على زوجته :
اجتمعا زوجان من المملكة أمام أحد قصور الأفراح الموجودة في جدة ، وهناك حدث خلاف بينهما وهو ما جعل الزوج يفقد عقله ، فامتدت يده لضرب زوجته أمام أبنائها في هذا المكان العام مستخدمًا عقال كان معه ، ليثير الحزن في قلب الزوجة التي كانت على مقربة من سن الخمسين ، حقًا لقد قضيا عمرًا طويلًا مع بعضهما ، وقد رزقهما الله بسبعة من الأبناء .

عادت الزوجة إلى بيت الزوجية من أجل أبنائها ، وبعد الحادثة شعر الزوج بمدى إهانته لزوجته ، وهو ما جعله يقوم بتعويضها ماديًا بمبلغ قدره عشرة آلاف ريال ، وذلك كنوع من التعويض عن الضرر الذي أصابها سواءًا جسديًا أو نفسيًا ، وتمر سنوات العمر بشكل طبيعي بعد هذه الواقعة ، وبعد انقضاء ثلاثة أعوام من الحادثة تداهم الزوجة زوجها بمفاجأة غير متوقعة .

دعوى قضائية لتعويض جديد :
لم تنس الزوجة ما حدث لها قبل ثلاثة أعوام على يد زوجها ، حيث تجرأت وقامت برفع دعوى قضائية ضده لأنه ضربها بالعقال أمام أحد قصور الأفراح ، حيث طالبت بتعويض عما حدث لها ، كما طلبت الاقتصاص من زوجها ، وقامت بتعزيز موقفها عن طريق تقديم تقرير طبي يتضمن إصابتها بكدمات متفرقة في منطقة الحوض والعضد والكتف ، وأوضحت أن مدة الشفاء من تلك الإصابات قد استغرقت خمسة أيام .

تم استدعاء الزوج على إثر هذه الدعوى ، وبالفعل امتثل للاستجواب أمام هيئة النيابة ، حيث أكد أن واقعة ضربه لزوجته حدثت بالفعل ولكنها قديمة ، كما قام بتأكيد تعويضه ماديًا لزوجته واستدل بذلك أنها عادت إلى منزله وانتهت المشكلة ، وقد أوضح أن السبب وراء هذه الدعوى المتأخرة التحريض من إحدى قريباتها التي تعمل محامية .

لم تنكر الزوجة ما قاله زوجها ، بل إنها أكدت صدق حديثه ، ولكنها أوضحت أنها لم ترفع دعوى في ذلك الوقت لأنها لم تجد من يقف بجانبها من الناحية القانونية ، وأنها عادت إلى المنزل فقط من أجل أبنائها السبعة ، ولكنها لم تنس ما حدث لها في ذلك اليوم على الإطلاق ولم تتنازل عن حقها القانوني ، وهو ما جعلها رفعت الدعوى في هذا التوقيت المتأخر .

رفض الدعوى :
لم تجد هيئة المحكمة سببًا لاستمرار هذه الدعوى المتأخرة ، حيث مرت عليها ثلاثة أعوام كاملة ، كما أن الزوجة قد عادت بالفعل إلى بيت الزوجية ، ولذلك تم رفض دعواها القضائية لتعود خائبة الأمل إلى أسرتها بعد أن أثارت المشاكل مجددًا مع زوجها ، ولكنها لازالت تشعر بجرح كبير في مشاعرها وقلبها ، وهو ما جعلها راغبة في الانتقام الذي لم تكتمل معالمه ، وهكذا عادت إلى حياتها المكسورة منذ أعوام ، وقد تكون مُجبرة مثل الكثيرات على الاستمرار في حياة غير مرغوب فيها نتيجة للكثير من الظروف المحيطة .

By Lars