قصة رجل باع ابنته عبرة مؤثرة من حياة مليئة بالتحديات
القصة في سطور:
يحكي الشيخ الدكتور يحيى بن إبراهيم اليحي عن جارٍ له، مرّ بأصعب الظروف وأشدها قسوة، فاضطر لبيع ابنته الصغيرة في سوق العبيد تحت وطأة الجوع والفقر المدقع، ليجد لها مأوىً يطعمها، وينقذ أسرته بثمن بيعها. ولكن الله، بلطفه وكرمه، قلب المحنة إلى منحة، وردّ إليه ابنته والرزق الذي فقده، ليترك وراءه قصة مليئة بالعبر والدروس.
ملخص القصة:
كان الرجل يعيش حياة صعبة في مكة المكرمة، يعاني من فقر شديد، ولم يجد عملًا ليعيل زوجته وابنته الوحيدة. بعد ثلاثة أيام من الجوع الشديد، قرر بيع ابنته الصغيرة في سوق العبيد لإنقاذها من الهلاك وإطعام عائلته. رغم معارضة زوجته الشديدة، تمكن من إقناعها بالموافقة.
باع الرجل ابنته لرجل من البادية مقابل 12 ريالًا من الفضة. أخذ المال وذهب إلى سوق التمور ليشتري طعامًا، لكنه فقد المال وزاد همّه وكربه. قرر الذهاب إلى الحرم والدعاء لله، وهناك التقى بالرجل البدوي الذي اشترى ابنته.
عندما علم الرجل البدوي الحقيقة من الفتاة الصغيرة، رق قلبه وأعادها إلى أبيها. لم يكتفِ بذلك، بل أعطى الأب 30 ريالًا ليعينه على حياته. المفاجأة الكبرى حدثت عندما عاد الأب إلى السوق ووجد الحمال الذي كان يحمل له التمر، ليعيد له الزنبيل وأخبره أن المال الذي فقده كان مخفيًا أسفل الزنبيل.
الدروس والعبر:
- الإيمان والتوكل على الله:
- عندما ضاقت السبل بالرجل لجأ إلى الله في الحرم، فكان الدعاء سببًا لتبدل حاله.
- مع العسر يأتي اليسر، وهذه القصة تجسيد حقيقي لهذه الآية الكريمة.
- الكرم والرحمة:
- الرجل البدوي أظهر مثالًا للكرم والإحسان، إذ لم يعيد الطفلة فحسب، بل قسم ماله مع الأب.
- الرحمة بين الناس تنقذ الأرواح وتخفف المعاناة.
- عدم اليأس مهما بلغت الظروف:
- رغم شدة الجوع والضيق، لم يستسلم الأب، بل استمر في البحث عن حل، حتى أنقذه الله من محنته.
- الوفاء وشكر النعمة:
- تعلّم الأب من محنته ألا يستهين بنعمة الطعام، وألا يتركه ليهدر أو يُرمى، وظل مخلصًا لعهد قطعه أمام الله.
ختام القصة: قصة رجل باع ابنته
القصة تجسد معاني الصبر، الشكر، والثقة برحمة الله. فحتى في أصعب الظروف، كان لطف الله قريبًا، ليحوّل الألم إلى أمل، والمحنة إلى منحة. تذكرنا القصة بأهمية التكاتف والرحمة بين الناس، وأن الفرج قد يكون أقرب مما نتخيل، فقط إذا توكلنا على الله وأحسنا الظن به.