قصة في ليلة زفاف كانت الفتاة مثالاً للالتزام والعفاف، أكرمها الله بزوج ملتزم، واجتمعا في ليلة زفافهما ببيت الزوجية الجديد. جهزت الزوجة عشاءً بسيطًا وشاركا الطعام معًا في أجواء هادئة وسعيدة.
لكن فجأة، قرع الباب بصوت مزعج، فنهض الزوج غاضبًا، يتساءل عمن قد يطرق الباب في هذا الوقت. طلب من زوجته أن تعرف من الطارق. وعندما عادت لتخبره أنه سائل يطلب طعامًا، غضب بشدة، قائلاً: “أهذا وقته؟!”
خرج الزوج إلى السائل، ولكنه لم يكتفِ برفض طلبه بل تعدى عليه وضربه بشدة، ثم طرده. عاد الزوج إلى الداخل، لكنه لم يكن يعلم أن تصرفه سيغير حياته للأبد.
ابتلاء الزوج وزوال النعمة
بعد لحظات، شعر الزوج بضيق شديد وكأن شيئًا أصابه. بدأت نوبات من الاضطراب والصرخات تسيطر عليه، وغادر المنزل تاركًا عروسه وحيدة في ليلة زفافها. حاولت الزوجة أن تصبر وتحتسب، لكنها لم ترَ زوجها منذ تلك الليلة. عاش الرجل تائهًا، يُعاني من آلام نفسية وجسدية، بينما واصلت الزوجة حياتها بصبر وإيمان، حتى مرت خمسة عشر عامًا.
الزواج الثاني بعد سنوات من الصبر
بعد تلك السنوات الطويلة، تقدم رجل مسلم لخطبة الفتاة. كان شخصًا متدينًا ورحيمًا، فوافقت على الزواج بعد تردد، وبدأت حياة جديدة مليئة بالأمل.
في ليلة زفافهما، وأثناء جلوسهما لتناول العشاء، سُمع صوت قرع على الباب. نهض الزوج الجديد بهدوء وطلب من زوجته أن ترى من الطارق. وعندما عادت، أخبرته أن هناك سائلًا يطلب الطعام.
بلا تردد، حمل الزوج الطعام بنفسه وقال: “خذي كل ما لدينا، دعيه يأكل حتى يشبع. ما بقي سنأكله نحن.”
لحظة اللقاء المؤثرة قصة في ليلة زفاف
عندما عادت الزوجة وقدمت الطعام للسائل، لاحظت ملامحه، وتذكرت أنه زوجها الأول، الرجل الذي تركها قبل خمسة عشر عامًا. عادت إلى زوجها وهي تبكي بحرقة، فأخبرها أنه زوجها السابق.
تفاجأ الزوج الجديد وانفجر في البكاء هو الآخر. سألته عما يبكيه، فقال:
- “يا الله! أتعرفين من أنا؟ أنا ذلك الرجل الذي ضرب السائل وطرده قبل خمسة عشر عامًا. أنا من أهلكني غضبي وظلمني سلوكي، وأنا من أعاد الله ترتيب حياته ليعلمني درسًا عن الرحمة والتوبة.”
العبرة من القصة قصة في ليلة زفاف
- التعامل برحمة مع المحتاجين: الدنيا قد تدور، وقد نصبح نحن من نحتاج إلى العون.
- الصبر مفتاح الفرج: الزوجة صبرت على ابتلاء عظيم، وكافأها الله برجل جديد رحيم.
- التوبة تجدد الحياة: الزوج الأول عانى كثيرًا بسبب أفعاله، لكنه عاد وتاب، وفتح الله له باب الرحمة.
- القدر يعلّمنا: لا نعرف كيف تُرتب الحياة أحداثها لتعيد لنا دروسًا بطرق مختلفة.
اللهم اجعلنا من أهل الرحمة والتسامح، واهدنا لما فيه الخير دائمًا.