قصة معاناة بدور ونجاتها من المرض بفضل الله
مرض بدور: في سن السابعة عشر، بدأت بدور، فتاة شابة تعيش في المملكة، تشعر بآلام شديدة وغير مبررة. بعد سلسلة من الفحوصات الطبية، تم تشخيصها بمرض نادر يُعرف بـ”البلاستيك أنيميا”، وهو مرض يصيب نخاع العظم ويؤدي إلى فشله في إنتاج خلايا الدم. المرض لم يكن وراثيًا، بل نتيجة طفرة جينية غامضة. لم يستطع الأطباء تحديد السبب بدقة، لكن بدور تذكرت حادثة من طفولتها حين تعرضت للدغة أفعى، مما أثار شكوكًا حول علاقة الحادث بمرضها.
الطريق إلى العلاج: أوصى الأطباء بإجراء عملية زرع خلايا جذعية كعلاج ضروري لإنقاذ حياتها. لكن المشكلة كانت في العثور على متبرع تتطابق خلاياه الجذعية مع خلايا بدور. أُخذت عينات من أسرتها وأُرسلت إلى مختبرات متخصصة في الولايات المتحدة. بعد أسابيع، جاءت النتائج، وكانت المفاجأة أن الشخص الوحيد المتطابق معها كان شقيقتها الصغرى، التي لم تكن تبلغ سوى تسعة أعوام.
الخوف من العلاج: على الرغم من توفر متبرع، رفضت بدور العملية خوفًا من العلاج الكيميائي القاسي الذي يتطلبه إعداد الجسم لزرع الخلايا الجذعية. عاشت سنوات طويلة وهي تصارع المرض الذي ينهش جسدها ويجعلها أسيرة الفراش. شعرت بالاكتئاب والحزن، خاصة مع تدهور حالتها يومًا بعد يوم.
الانتكاسة الكبيرة: حينما بلغت بدور سن 23 عامًا، ساءت حالتها بشكل كبير. أكد الأطباء أن نخاع العظم أصبح شبه فاشل، وأنها بحاجة ماسة للعملية. لكن الصدمة كانت أكبر عندما أُعيدت فحوصات شقيقتها، ووجدوا أن التطابق لم يعد موجودًا، مما جعل الوضع يبدو أكثر سوءًا.
المعجزة: متبرعة من ألمانيا: في الوقت الذي بدا فيه الأمل مفقودًا، أعلن الأطباء عن بحث عالمي عن متبرع. بعد فترة قصيرة، جاءت الأخبار السعيدة بأن هناك متبرعة من ألمانيا تطابقت خلاياها الجذعية مع بدور بشكل كامل. كان ذلك حدثًا نادرًا للغاية، حيث أن التطابق التام عادةً ما يكون بين الأشقاء فقط.
إجراء العملية: قصة معاناة بدور
سافرت المتبرعة الألمانية إلى المملكة لإجراء العملية، وتم إعداد بدور لإجراء زرع الخلايا الجذعية. تمت العملية بنجاح مذهل بفضل الله، وبدأت بدور في التعافي تدريجيًا. بعد أشهر من المتابعة الطبية المكثفة، استعاد جسدها قوته، وعادت إليها صحتها.
اللقاء المؤثر: بعد عام من العملية، سمح الأطباء لبدور بمقابلة المتبرعة التي أنقذت حياتها. كان اللقاء مليئًا بالمشاعر الجياشة، حيث عبرّت بدور عن امتنانها العميق لهذه المرأة الرائعة. تبادلتا الهدايا وأرقام التواصل، وبدأت بينهما صداقة قوية ترمز إلى الإنسانية والمحبة العابرة للحدود.
العبرة من القصة: قصة معاناة بدور
قصة بدور ليست فقط عن معاناة المرض، بل عن أمل لا يموت وإيمان بأن الله قادر على كل شيء. عندما ظن الأطباء أن إنقاذها مستحيل، أتى الفرج من حيث لا يتوقع أحد. إنها دعوة للتفاؤل والصبر، والإيمان بأن الله يدبر الأمور بأفضل مما نتخيل.