قصة حوار مع ملحد

قصة حوار مع ملحد قاده إلى الإيمان

بداية الحوار في مطعم بلندن

في أحد الأمسيات بلندن، ذهب الدكتور مظفر قاسم مع ضيوفه لتناول العشاء في مطعم عربي. قبل تقديم الطلبات، استأذن الدكتور للحظات، وعندما عاد، سأله أحد الضيوف:

“أين كنت؟”

أجابه الدكتور:

“كنت أصلي.”

ابتسم الضيف وسأله بسخرية:

“هل ما زلت تصلي؟ ومنذ متى وأنت تفعل ذلك؟”

رد الدكتور بكل هدوء:

“تعلمت الصلاة في السابعة من عمري، وأتقنتها في التاسعة، ولم أفارقها منذ ذلك الحين ولن أفارقها أبدًا بإذن الله.”

سؤال الملحد

استطرد الضيف قائلاً:

“وماذا لو اكتشفت بعد الموت أنه لا توجد جنة ولا نار، ولا عقاب ولا ثواب؟ ألا تعتقد أن صلاتك وصيامك كانت بلا جدوى؟”

رد الدكتور بهدوء وثقة:

“لن أفعل أي شيء؛ لأنني عبدت الله لأنه أهل للعبادة. لكنني أيضًا أعتقد أن جمال هذا الكون، وإبداعه، وعظمته، لا يمكن أن تكون بلا صانع مبدع عظيم. هذا الإيمان يمنعني من أن أكون ملحدًا.”

الرد بالمثل

ابتسم الدكتور وسأل ضيفه بالمقابل:

“وماذا لو عكسنا الفرضية؟ ماذا لو اكتشفت بعد الموت أن الله موجود، وأن الجنة والنار حق، وكل ما ورد في القرآن الكريم حقيقة؟ ماذا ستفعل حينها؟”

ساد الصمت بينهما للحظات، ثم قال الضيف بصوت خافت:

“إن صدقت فرضيتك، فسأكون أنا في النار وأنت في الجنة.”

التغيير المفاجئ

بعد شهر من هذا اللقاء، اتصل الضيف بالدكتور وطلب مقابلته مجددًا في نفس المطعم. وعندما التقيا، احتضن الضيف الدكتور والدموع تملأ عينيه.

قال الضيف:

“جئت أشكرك. كلماتك أثرت فيّ كثيرًا، وظلت ترن في رأسي طوال الوقت. عدت للصلاة بعد انقطاع دام أكثر من عشرين عامًا. لم أستطع النوم بعد لقائنا، شعرت بأن بركانًا انفجر بداخلي. لقد أصبحت إنسانًا جديدًا، أشعر بالسكينة والأمان وراحة الضمير التي لم أشعر بها طيلة حياتي كملحد.”

البصيرة فوق البصر

ابتسم الدكتور وقال له:

“ربما كانت تلك الكلمات التي سمعتها مني قد أيقظت بصيرتك بعدما خذلك بصرك.”

رد الضيف:

“هذا هو ما حدث بالضبط. شكرًا لك من القلب.”

العبرة من القصة: قصة حوار مع ملحد قاده إلى الإيمان

البصيرة أقوى من البصر: أحيانًا قد يغفل الإنسان عن الحقائق الواضحة أمامه حتى يوقظ بصيرته موقف أو كلمات صادقة.

الحوار الهادئ قوة دعوية: الأسلوب الراقي والهادئ في الحوار قد يكون المفتاح الذي يفتح قلوب الآخرين ويعيدهم إلى الحق.

الإيمان يعيد السلام الداخلي: الرجوع إلى الله يمنح الإنسان طمأنينة وسكينة لا يمكن أن يجدها في أي مكان آخر.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك