قصة الداعية الصغيرقصة الداعية الصغير

قصة الداعية الصغير ثمن مشروب غازي يغير حياة

بداية القصة

يحكي الدكتور عبدالرحمن السميط، الداعية الإفريقي الشهير، عن موقف أثر في حياته بشكل عميق. يقول إنه كان ذات يوم في أحد مراكز البعثة في إفريقيا، حيث كان الأطباء يقدمون الرعاية للأطفال الصغار. فجأة، جاءت إليه سيدة إفريقية تبكي بحرقة وتتوسل لطبيب أن يقبل ابنها الرضيع ضمن الأطفال الذين يتلقون الرعاية.

الحالة الصعبة للطفل

كان الطفل الرضيع في حالة حرجة للغاية، وأخبر الطبيب الدكتور عبدالرحمن أن هذا الطفل “في حكم الميت”، وأنه لن يعيش إلا أيامًا معدودة. كانت الأم مصرة على أن تتلقى مساعدة لإنقاذ حياة طفلها، وظلت تتوسل بدموع تملأ عينيها.

التدخل الإنساني

تأثر الدكتور عبدالرحمن السميط بموقف الأم وسأل الطبيب عن تكلفة رعاية الطفل. وعندما علم أن المبلغ المطلوب لا يتجاوز ثمن مشروب غازي في بلده، قرر أن يتحمل التكلفة من ماله الخاص. قال للأم: “سأدفع لك نفقة عام لطفلك، وإن نفذت الأموال، يمكنك العودة لمساعدينا.” ووقع لها على صك يكفل استمرار الدعم.

المفاجأة بعد 12 عامًا

مرت السنوات، ونسي الدكتور السميط هذا الموقف. بعد 12 عامًا، دخلت عليه سيدة إفريقية ومعها شاب وسيم هادئ الطبع، يبدو عليه الوقار. قالت السيدة: “هذا ابني عبدالرحمن، الذي رعيتَه يوم أن كان رضيعًا. الآن، هو حافظ للقرآن الكريم، ويعرف الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. حلمه أن يصبح داعية معكم.”

الطفل يصبح داعية

تحدث الطفل بلغة عربية فصيحة، وقال: “أريد أن أكون داعية معكم. أجيد اللغة الإفريقية، ولا أحتاج إلا طعامي. أريد أن أُسمعك تلاوتي للقرآن.” بدأ الطفل يتلو آيات من سورة البقرة بصوت شجي. حينها، تذكر الدكتور السميط القصة كاملة، وأدرك أنه نفس الطفل الذي كان في حكم الميت، والذي رفض الأطباء رعايته.

لحظة التأثر

لم يتمالك الدكتور عبدالرحمن نفسه من الفرحة. سقط على الأرض وهو يبكي ويشكر الله على هذه اللحظة. سجد لله شكرًا على أن ثمن مشروب غازي كان سببًا في إنقاذ روح، وفي تحويل طفل كان من المتوقع أن يموت إلى داعية من أشهر دعاة إفريقيا، يعمل على نشر الإسلام بحب وقبول بين القبائل.

العبرة من القصة

  • الصدقة مهما كانت بسيطة، تصنع أثرًا عظيمًا: المبلغ الزهيد الذي أنفقه الدكتور عبدالرحمن أنقذ حياة الطفل، وجعله منارة للإسلام.
  • التقرب إلى الله طريق السعادة: الأعمال البسيطة التي تُرضي الله قد تكون سببًا في تغيير حياة إنسان وتمنحك الأجر الكبير.
  • الدعوة للإسلام تبدأ بالعطاء: الإحسان والعمل الخيري هما أساس نشر الرسالة الإسلامية.

قصة الداعية الصغير

هذه القصة الحقيقية تعكس عظمة الصدقة والعمل الإنساني في تغيير مسار حياة الناس. إنها تذكرنا بأن ما نعتبره صغيرًا قد يكون عظيمًا في ميزان الله، وأثره في الحياة قد يفوق توقعاتنا.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars