تتوالى عمليات اختطاف الأطفال المفزعة كل يوم ، بل إنها تتزايد بشكل مخيف للغاية داخل المجتمعات العربية التي باتت معذبة مما تتعرض له العديد من الأسر ، وتتم عمليات الاختطاف في معظم الأحيان بحرفية وإتقان ، ويكون لها العديد من الأسباب والنتائج الوخيمة ، فهناك اختطاف بغرض الحصول على أعضاء الطفل وبيعها ، أو لغرض بيع الطفل نفسه لأسر من خارج البلاد ، أو لتسريح الطفل في الشوارع للتسول والحصول على المال ، ولكن في حالة الطفلة سلطانة التي اُختطفت من منزلها ؛ كان الوضع مختلف تمامًا ، فما هي قصة سلطانة .
اختطاف من المنزل :
تعيش سلطانة مع والدتها في منزل بالرياض ، وهي طفلة تبلغ من العمر ست سنوات ، وقد تم اختطافها بشكل غريب ومثير من منزل والدتها ، حيث ذهبت فتاتان إلى المنزل وحينما قامت الخادمة بفتح الباب ؛ اقتحمتا المنزل وقامتا بإجبار سلطانة على النزول معهما ، على الرغم من محاولة الخادمة لإرجاعهما والتي باءت بالفشل ، حيث أنها كانت بمفردها في المنزل آنذاك .
تمكنت الفتاتان من اختطاف سلطانة ، فقامت الخادمة على الفور بإبلاغ أمها ، والتي لجأت على الفور لإبلاغ الشرطة ، وقد أكدت أن زوجها السابق والد سلطانة هو الذي اختطف ابنته بهذه الطريقة ، وهو ما نفاه الأب تمامًا ، ولكن بعد البحث والتدقيق في قضية سلطانة ؛ بينت الحقائق الصادمة التي لم تكن مفاجئة للأم .
الوصول إلى سلطانة :
تم العثور على سلطانة بالفعل عند والدها ، وتمت عملية إعادتها إلى والدتها ، بعد أن تم اكتشاف حقيقة الخاطفتين ، حيث تبين أن الفتاتين هما شقيقتي سلطانة ، حيث أنهما تعيشان مع والدهما الذي تمكنا من السيطرة عليهما بشكل تام ، وقد عانت والدة سلطانة فراق بنتيها اللتين لم تستطع رؤيتهما على مدار عام كامل إلا مرتين ولمدة ساعتين فقط ، وكانت ترى بنتيها في الأسواق .
لم تتمكن الخادمة بالطبع من التعرف على شقيقتي سلطانة ، وذلك لأن والدهما يمنعهما من زيارة أمهما ، وحينما حاولت الأم رؤية بنتيها من خلال رفع قضية نفقة ضد زوجها ؛ ادعىّ حينها أن البنتين تعيشان مع أمهما ، التي ظلت تعاني فراقهما وتغير معاملتهما معها ، حيث أن الوالد كان له تأثير كبير بهذا الشأن .
لماذا انفصلت أم سلطانة عن زوجها :
كانت والدة سلطانة تعاني قسوة الحياة الزوجية مع زوجها ، حيث أنه كان عاطلًا بلا عمل بينما هي تعمل في وظيفة مرموقة ، كما أنه كان يعاملها بشكل سيء حيث كان يلجأ إلى استخدام العنف معها ، وهو ما جعلها تقرر الانفصال عن هذا الزوج القاسي ، على الرغم من إنجابها أربعة أبناء منه ، فهي أم لثلاثة بنات وولد واحد .
حصلت والدة سلطانة على حريتها وتركت منزل الزوجية ، إلا أنها لم تتحرر من ذل المعاناة نتيجة لفقدان بنتيها ، وكثرة اللجوء إلى المحاكم ، حتى تطور الأمر حد الانفجار حينما تم اختطاف الطفلة سلطانة ، والتي ترفض أن تترك والدتها لأي سبب ، وقد رأت والدة سلطانة أن طليقها ربما أراد مساومتها من أجل العودة إليه ، ولكن هذا الأمر بالنسبة لها مستحيل تمامًا ، أو لأنه يرغب أن يساومها ماديًا كي تتنازل عن منزلها الذي قامت بشرائه من أموالها الخاصة .
وقد عادت سلطانة إلى حضن والدتها سالمة ، إلا أن قصتها لم تنته بعد ، فمازال هناك أب يرغب في تحقيق رغباته الشخصية حتى لو كانت على حساب أبنائه ، ولازالت هناك أم تعاني من فراق فلذتي كبدها وانفصالهما معنويًا ، ولازالت هناك خلافات زوجية يدفع ثمنها الأبناء قبل الآباء .