سافر من المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إتمام دراسته في مجال الاقتصاد ، حتى أصبح على وشك الحصول على الدكتوراه في هذا المجال ، ولكنه واجه الموت على يد بعض الأشخاص الهمجيين الذين غدروا به نتيجة لوطنيته وحبه لبلده ودفاعه عنها ، فمن هو هذا الشاب وما هو الذي حدث معه .

نقاش حول كرة القدم :
كان الشاب ماجد المزيني يجلس على مقهى بوسط العاصمة الأمريكية واشنطن برفقة صديقين له وبعض الأشخاص الآخرين ، وهناك دار بينهم حوار حول كرة القدم وكأس العالم ، حتى بدأ الحديث يأخذ منحنى آخر عن الأوطان ، حيث تعمد بعض الأشخاص التحدث بشكل غير لائق عن المملكة ، غير أن ماجد لم يسمح بذلك ولكنه كان يتحدث بأدب .

انتهت الجلسة المنعقدة على المقهى بشكل طبيعي ، ليمضي كل شخص في طريق عودته ، ولكن ماجد لم يتمكن من العودة ، حيث أن ما حدث معه لم يكن في الحسبان على الإطلاق ، فهو لم يتوقع الغدر من هؤلاء الأشخاص الذين فقدوا احترامهم أثناء حديثهم معه ، وهاهم يفقدون إنسانيتهم بما فعلوه معه .

اعتداء مفاجئ :
بينما كان ماجد يمضي في طريقه بعد مغادرة المقهى مع صديقيه ؛ اعترضتهم سيارة تحمل هؤلاء الأشخاص الذين كانوا معهم على المقهى منذ لحظات ، وبشكل مفاجئ بدؤوا ينهالون عليهم بالضربات القاسية من الخلف ، حتى أصيب صديقا ماجد ببعض الإصابات ، بينما تلقى ماجد ضربات شديدة القسوة أدت إلى إصابته بكسر في الجمجمة .

رقد ماجد في الفراش الأبيض بمستشفى جورج واشنطن يصارع الموت ، حيث تسببت له تلك الضربات في نزيف داخلي بالمخ وهو ما جعله يغيب عن الوعي أثناء تلقيه العلاج ، وعلى الفور سافرت زوجته ووالده من أجل الوقوف بجانبه في تلك المحنة المؤلمة ، وأثارت قضيته الرأي العام حيث أن كاميرات المراقبة قد رصدت تلك الحادثة .

القضاء الأمريكي :
تم التعرف على المعتدين من خلال كاميرات المراقبة ، فهم شباب وفدوا من شمال أفريقيا ، وتم القبض على إثنين منهم ، وقد تم إسناد قضية ماجد وصديقيه إلى القضاء الأمريكي ، كما قامت السفارة بتعيين محامي خاص لمتابعة سير القضية حتى ينال هؤلاء المجرمين عقابهم ، وبينما يراقب الأهل والأصدقاء والرأي العام تلك القضية ؛ استفاق ماجد من غيبوبته.

فرحة العودة :
عاد ماجد إلى الحياة مجددًا ليروي قصته أمام العالم أجمع ، لم يقص أمورًا معقدة ، بل هو انتفض فقط من أجل بلاده ، وهذا كل ما حدث مع هذا الشاب الخلوق ، شعر الجميع بفرحة غير عادية بعد أن استفاق ماجد من غيبوبته التي دامت لأربعة أيام  ، حيث أنه استطاع الحديث من جديد ، وبدأت الطلبات تنهال عليه من الأصدقاء من أجل الاحتفال بتعافيه .

وقد كانت أولى عبارات ماجد بعد عودته للحياة هي :”حسبي الله عليكم..” ، حيث أنه عاش أصعب لحظات حياته دون أن يعلم ما هو الذنب الذي اقترفه ، ولكنه أصبح مثالًا مشرفًا أمام العالم أجمع ، لكونه شاب وطني يدافع عن بلاده ولو بمجرد كلمة جيدة .

ومن الجدير بالذكر أن ماجد تلقى بعض العروض من جامعات مختلفة في الولايات المتحدة كي يقوم بتدريس الطلاب علم الاقتصاد ، ولكنه رفض ذلك لأنه يرغب في إتمام رسالة الدكتوراه أولًا قبل أن ينخرط في المجال العملي ، وقد تفاعل العالم مع قصة هذا الشاب الوطني المجتهد الذي سعى إلى رفع راية بلاده عالية أمام الجميع بكل أدب واحترام .

By Lars