من الموجع أن تنتهي حياة طفل صغير في عمر الزهور التي لم تتفتح بعد ، والأكثر وجعًا هي تلك الحادثة الغريبة التي خطفته من الحياة ، إنها قصة قد تتكرر كل يوم بل كل لحظة في جميع أنحاء العالم ، ولكن أحداثها قد تختلف بعض الشيء ، على الرغم من أنها تترك نفس الإحساس بالألم والحزن ، وقد رحل بطل هذه القصة في حادثة غريبة وغير متوقعة على الإطلاق ، فما هي قصة الصغير الذي رحل عن الحياة فوق سطح أحد المستشفيات .
زيارة الجدة المريضة :
ذهب الطفل ريان أحمد الداود البالغ من العمر خمس سنوات إلى أحد المستشفيات الحكومية في الرياض برفقة أمه ، حيث كانا الاثنان في زيارة جدة ريان المريضة المنومة في هذه المستشفى ، وحينما حان وقت العودة إلى المنزل ؛ اتصل والد ريان بوالدته ليخبرها بأنه سيأتي إلى المستشفى ليصطحبهما إلى المنزل .
اختفاء ريان :
بعد انتهاء مكالمة الوالد أسرع ريان راكضًا في أنحاء المستشفى وكأنه كان يرغب في مقابلة أبيه ، ولم تستطع أمه اللحاق به ، ولكنها دخلت في دوامة من البحث عن ابنها ، وقد لجأت على الفور إلى إدارة المستشفى ليبحثوا عن الطفل ريان ، وكان طاقم العمل يحاول تهدئة الأم ، ولكنها شعرت بأنها لن تعثر على ابنها مرةً أخرى ، فطلبت من العاملين بالمستشفى تفريغ كاميرات المراقبة .
تهاونت الإدارة في أمر البحث في كاميرات المراقبة ، وظلت الأسرة في دوامة منذ الساعة السابعة مساءًا وحتى الساعة الثانية عشر منتصف الليل ، حتى تغير طاقم العمل بالمستشفى ، وحينما جاء الطاقم الجديد قام بإعادة تشغيل الفيديوهات المسجلة منذ دخول الطفل المستشفى وحتى اختفائه ، وهنا ظهرت الحقيقة المفجعة .
ظهور الطفل :
حينما اختفى ريان في المستشفى ؛ تبين من خلال الفيديو المسجل أنه دخل المصعد ، ليجد نفسه فيما بعد في مخارج الطوارئ ، وكلما كان يدخل بوابة كانت تُغلق خلفه بشكل أوتوماتيكي ، كما أن هذه البوابات لا يمكن فتحها أو العودة منها مرةً أخرى ، لذلك لم يستطع العودة من حيث أتى ، كما لم يكن هناك أي شخص ليلاحظ وجود هذا الطفل في هذه الأماكن .
ظل الطفل هكذا حتى وصل إلى سطح المستشفى وحده ، وحاول أن يعود من حيث أتى ولكنه لم يستطع ، فتسلق بيت الدرج العلوي الموجود على السطح ، وهناك لم يتمكن من وجود أي مخرج من هذا المأزق الذي وجد نفسه به فجأة ، وهو ما تسبب في إصابته بالذعر حتى سقط من فوق سطح الدرج ، وهو ما تسبب في وقوع كارثة حقيقية .
الكارثة :
ذهب الجميع على الفور إلى سطح المستشفى ، ليجدوا ريان طريحًا على الأرض دون أن ينزف نقطة دم واحدة ، ولكنه كان قد فقد حياته إلى الأبد تاركًا ألم الفراق الموجع إلى أسرته التي باتت تتألم وتئن من رحيل ريان بهذه الطريقة المفزعة ، وقام والده بتحويل قضية وفاة ابنه إلى الطب الشرعي ، كما أنه اتهم المستشفى بالتهاون والإهمال ، ولكنه بدا مؤمنًا بقضاء الله وقدره ، حيث استرد الله تعالى أمانته ، ولكن الوالد يسعى إلى تنبيه الآخرين من أجل عدم تكرار مثل هذه الحوادث مع أي شخص ، لان آلامها لا تزول ولا تنتهي .