كان أحمد ينتقل في كل زاوية بالمحطة من السادسة صباحًا ومعه آلة كبيرة ، فقد كان أحمد يغسل الأرض ويحدث ضجة رهيبة ، وفي احد الأيام سقطت آلة التنظيف على الدرج  وتفككت ، كل هذا وأولئك المسافرون هناك ينظرون إليه وهو يحاول إصلاحها ، وينتظرونه أن يمهد الطريق كي يعبروا في سلام .

كان أحمد يحاول سحبها لكنها كانت ثقيلة بالفعل ، ثم جاءت مارلين لمساعدته ومارلين كانت سيدة تبلغ من العمر 64 عامًا ، وهي  توزع الصحف عند مدخل المحطة ، رغم أن هذا لم يكن من الجيد لها لأن الناس كانوا يأخذون جرائدها ، لكنهم لا يهتمون بها ويرمونها حالما تحول عيناها هكذا  في وسط المحطة .

أما أحمد فكان ينظف دون أن يقول أي شيء ، ويضع ما يسقط في سلة المهملات في هدوء عجيب ودون تأفف من أفعال المسافرين ، وفي نفس المحطة كان هناك أيضًا بعض الموظفين الذين يدخلون مكاتبهم في نفس الوقت ويخرجون بعد 5 دقائق للذهاب لشرب القهوة .

كانوا جميعًا رؤساء أو هكذا كان يبدوا لي ، ورئيسهم كان يشبههم فكلهم يرتدون نفس الزي ، ليتعرف المسافرين عليهم في حال كانوا يريدون المعلومات ، ولكن دائمًا ما كانت مارلين تسأل بعضهم لكنهم كانوا لا يجيبون ، بسبب موقعهم القيادي أو أن لديهم الكثير من الأشياء الأخرى التي عليهم القيام بها ، مثل الدخول والخروج من المكتب للذهاب أو لتأمين أبوابهم في وقت الغداء .

وهناك أيضًا بالمحطة مكتب استخبارات ، لكن قائمة الانتظار طويلة جدًا وكانت مارلين تحفظ جميع الجداول عن ظهر قلب ، وتساعد المسافرين في العثور على طريقهم ، وبالكاد كانوا يقولون لها شكرا ثم يدخنون السيجار ويسحقونه على الأرض ،  حتى يصل أحمد ويقوم بالتقاط الأعقاب مع عينيه الساطعة .

فبالرغم من عمله الشاق كان لديه روح مدهشة ؛ روح الفكاهة والضحك لكن لا أحد يهتم فالجميع مسرعون ومنشغلون ، وهناك قطارات صباحية غالبًا ما تكون متأخرة ولا تجعل الناس في حالة مزاجية جيدة ، لذلك عندما كانت مارلين تقول لهم صباح الخير كانوا يخفضون رأسهم ، حتى لا يشعرون بأنهم ملزمون بأخذ جرائدها .

وفي المحطة كان هناك الموظفون الذين دائمًا ما يأخذون نفس القطار ، وينتهي الأمر بابتسامة عابرة إلى مارلين أما أحمد فلا يحق له أن يفعل شيئًا ، فهو هناك فقط للتنظيف ، كان الصوت في الميكروفون ليس واضحًا للغاية ولا يُعرف من أين يأتي ، ربما من الطابق الأول ليخبرنا إنه يجب ألا نفلت القطار ، لأن القطار متأخر وقد لا يكون لديه وقت للانتظار .

وهناك أشخاص آخرون كانوا يسألون عن المحطة ، حيث استوقفوا مارلين عند مدخل المحطة ، بينما أولئك الذين ينتظرون المصعد وهو بالأسفل أخذوا يحدثون بعض التذمر مع حقائبهم على الدرج ، كان أحمد يلتقط القمامة الخاصة بهم من المناديل المعلقة هناك وورق الساندويتشات ، وصحف مارلين.

وكان بالمحطة أيضًا من لا يعرف ماذا يفعل أثناء انتظار القطار ؟ ومن ثم تحدثوا مع مارلين ، لقد سمعت مارلين كل هموم العالم وكل مشاكل الناس ، لكنهم رغم ذلك لا يستمعون إليها ولا يسألون أبدًا عن مشاكلها ، ومع ذلك كان لديها دائمًا من يسأل عنها إنها الشرطة البلدية التي تمر ثلاث مرات في اليوم ، للتحقق من أن جرائدها على الألواح التي تنتمي إلى المحطة ، وليست على  الطريق .

فبخلاف ذلك سيكون لديها غرامة ، ثم هناك رئيسها الذي يفحص في جميع الأوقات مقدار ما يعطيها ، ويهددها عندما لا تبيع كل شيء ، إنه عالم غريب حيث يجتمع الناس في المحطة دون كلمة واحدة دون ابتسامة ، فهم قلقون هل سيغادر القطار في الوقت المحدد ؟

هناك علامات تشير إلى رحيل القطار ووصول أخر ، وهناك من يبكي على منصة المحطة وهناك أولئك السعداء ، وأولئك الذين يحملون حقائب كبيرة ويصرخون إلى مارلين فتقول لهم : أنتم لا ترون أني مشحونة ! عندما تقدم لهم قراءة مجانية لرحلتهم ، أما أحمد فيقوم أحمد بتأمل ما يحدث وبصوت منخفض ، يجعل مارلين تضحك .

كثيرًا ما تقع بعض المشكلات حيث يتم إلغاء القطارات ، ويصبح المسئولين ورئيس الطهاة ورؤساء المحطة ليسوا سعداء ربما بسبب الإرهاق ، وهناك أولئك الذين يركضون وأولئك الذين يذهبون ببطء ، الشباب والشيوخ والناس من جميع الأعمار ، هناك أشخاص يأخذون القطار و يذهبون في رحلة .

ومارلين وأحمد ما زالوا هناك يشاهدون القطار وهو يغادر ، ويستعدون للقطار القادم ثم أن هناك عصابة من الخارجون عن القانون كانوا يتجولون ويصلون إلى عدة أجزاء  بالمحطة وينتشرون بها ، وبمجرد أن يترك شخص ما حقيبته ، كان يقفز أحدهم ويلتقطها ويركض ، ووسط كل هذا الصخب كان هناك أحمد بفضل كل هذه الأشياء غير النظيفة ، فبسببها فقط كان لديه وظيفة .

ذات مرة سألته مارلين ما إذا كان عليه القيام بهذا العمل الدائم ، فهو أمر لا ينتهي أبدًا ؟ فابتسم أحمد إنها المرة الأولى التي يضحك فيها ، عادة ما يكون هو الذي يجعلها تضحك ، فهو يستمتع بالحياة دون أن يسخر من الناس ويقضي على آثار المسافرين العابرين ، أما هي ففخورة بعملها رغم بساطته ، لذا يجب على الجميع مراعاة شعور أصحاب تلك الوظائف وتقديرهم لأن بدونهم لن نستطيع العيش .

Lars

منشور له صلة

الأبراج الأكثر حظًا في الأشهر الأخيرة من عام 2025

الأبراج الأكثر حظًا في الأشهر الأخيرة من عام 2025 تأتي الأشهر الأربعة الأخيرة من عام…

11 ساعة منذ

توقعات فنجان برج الحوت لعام 2025 الحظوظ والأحداث

توقعات فنجان برج الحوت لعام 2025 الحظوظ والأحداث على الصعيد المهني والعاطفي والصحي بداية مميزة…

11 ساعة منذ

توقعات فنجان برج الدلو لعام 2025 الفرص والتحديات عبر أشهر العام

توقعات فنجان برج الدلو لعام 2025 الفرص والتحديات عبر أشهر العام يحمل علم الفنجان لمواليد…

12 ساعة منذ

توقعات فنجان برج الجدي لعام 2025 نظرة شاملة على العام القادم

توقعات فنجان برج الجدي لعام 2025 نظرة شاملة على العام القادم لعام 2025، يحمل الفلك…

12 ساعة منذ

توقعات فنجان برج القوس لعام 2025 بداية جديدة وفرص مميزة

توقعات فنجان برج القوس لعام 2025 بداية جديدة وفرص مميزة يتوقع الفلك وعلم الفنجان لمواليد…

12 ساعة منذ

توقعات فنجان برج العقرب لعام 2025 رحلة من التحديات والفرص

توقعات فنجان برج العقرب لعام 2025 رحلة من التحديات والفرص يتوقع الفلك وعلم الفنجان أن…

12 ساعة منذ