من منا لا يعرف فنان العرب محمد عبده ، من منا لم يستمع لأغنياته أو يحفظها عن ظهر قلب ، فهو واحد من أشهر الفنانين العرب ومن أجمل الأصوات العربية بالوطن العربي ، ويرجع له الفضل في تطوير الأغنية السعودية ووضع فيها لمسات من روحه ، استطاع بها أن يصل لملايين المعجبين داخل وخارج المملكة ، ومن ضمن هؤلاء المعجبين كانت الفتاة الكويتية دلال الدليمي التي عشقت فنان العرب إلى حدٍ كبير .
فقد سمعت دلال صوت الفنان محمد عبده للمرة الأولى وهي طفلة في الخامسة من عمرها ، حينما فتح والدها الكاسيت على أغنية أسمر عبر ، فجذبها اللحن شديد العذوبة وأخذت تردد المقاطع مع الأغنية ، ومن وقتها ظل صوت فنان العرب عالقًا في ذهنها على الرغم من سماعها لأصوات مطربين آخرين .
وفي إحدى المرات وفي غضون خمسة أيام فقط ، سافرت الفتاة الكويتية دلال الدليمي من مكان دراستها بسان فرانسيسكو إلى الدوحة ، وذلك لحضور حفلة لفنان العرب محمد عبده ثم انتقلت مباشرة إلى الكويت لتحضر له حفلة أخرى بمهرجان فبراير كان مقرر عقدها تلو حفلة الدوحة ، وعقب انتهائها عادت مرة أخرى إلى أمريكا ، وغالبًا ما تكرر دلال هذه التنقلات السريعة للعديد من الدول والبلدان خلف فنان العرب فهي عاشقة له ولفنه .
لقد عاشت دلال الدليمي طفولتها بين فرنسا والكويت ودرست بالمدارس الفرنسية ، لذا هي تجيد ثلاث لغات بطلاقة العربية والفرنسية والإنجليزية ، وهي الآن تدرس بأمريكا للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في ريادة الأعمال التكنولوجية بالإضافة إلى أنها سيدة أعمال .
ولعل عشق دلال للفنان محمد عبده هو ورث ورثتها من عائلتها ، فقد قالت أن حبها للفن ورثته عن جدها الذي كان يعشق الفنون والتراث الشعبي ، وكان دائمًا يثري معرفتها الفنية ويسمعها أعذب الألحان ، كما أن والدها نفسه قد ورث نفس الشيء فقد نشرت مقطع فيديو لوالدها ، وهو في المستشفى يتعالج من المرض السرطان ، كان يطلب منها فيها أن تفتح اللاب توب على أغنية مشرق النور لمحمد عبده ، فكأن صوته سيبرئ علته ويبعث على نفسه الأمل .
والغريب في دلال أنها تعرف الكثير عن تحركات الفنان محمد عبده وتسرب الكثير من أخباره لمعجبيه عبر صفحات التواصل الاجتماعي ، وحينما سألتها بعض الصحف عن طريقة معرفتها بكل تلك الأخبار قالت لهم ببساطة : لا تسأل محبًا كيف يعرف أخبار محبوبه .
وفي عام 2017م تلقت دلال دعوة لحضور حفل فنان العرب بدار الأوبرا بمصر ، وهناك أخذت تبث للجمهور الحفلة عبر بعض التقنيات الحديثة ، وتابعت وسائل الإعلام البث الذي تابعه أكثر من 130 ألف شخص من محبي الفنان ، وحينما غطت الصحف الأمر ذكرت أن الأمسية تم بثها عبر حساب عذبة الصوت وهو اسم حساب دلال الدليمي .
وحينما سئلت الدليمي عن أكثر أغاني الفنان قربًا لها لم تستطع التحديد ، فهي عاشقه له بكل ما يقدمه وذكرت أمثلة من الأغاني المقربة لقلبها كأنشودة المطر، وخطأ وربيع العمر وترحب بغيري وعقد المحبة وإنت معاي وانتوا اللي تغيرتوا وغيرها من أروع الأغاني التي قدمها أبو نوره وأمتعنا بها ، ورغم تغير الساحة الفنية إلا أن فنان العرب ما زال كما هو أسطورة قلما تتكرر ، ولهذا تقول الدليمي : يجب أن ينال فنان العرب التكريم الذي يليق به وبتاريخه العريق فخلال مسيرته الفنية كان مثالًا للفنان المبدع الذي يقدر فنه ومستمعيه .