قصة فتون هداية ورحمة من الله

في أحد مستشفيات المملكة، تحديدًا في مختبر التحاليل، كنت على موعد لإجراء بعض الفحوصات الروتينية للاطمئنان على صحتي. هناك، قابلت فتاة شابة تعمل موظفة في بنك الدم، وكان الجميع في المستشفى ينادونها باسم فتون. لم يكن هذا الاسم مجرد عنوان؛ بل كان يحمل دلالات انعكست على سلوكها ومظهرها.

المشهد الأول: فتون وسط الأضواء

كانت فتون فتاة لافتة للأنظار:

  • حجابها بالكاد يغطي نصف شعرها.
  • ملابسها ضيقة تُبرز تفاصيل جسدها.
  • رائحة عطرها تنتشر في الأرجاء.

لاحظت أن الجميع يعرفها، البعض يبادلها الحديث، وآخرون يرمقونها بإعجاب. عندما اقتربت مني لأخذ البيانات، حاولت بشتى الطرق جذب الانتباه، ولكنني غَضَضْتُ بصري، متذكّرًا تعاليم ديني التي تنهى عن الوقوع في الفتنة.

التحدي الداخلي

بعد مغادرتي المستشفى، شعرت بثقل في قلبي. كنت ألوم نفسي على أي نظرة تسللت منها مشاعر الإعجاب غير الواعية. فكرت كثيرًا في كيفية التعامل مع هذا الموقف، خاصة أنني كنت مضطرًا للعودة للمختبر في مواعيد أخرى.

  • الخيار الأول: الاتصال بها أو ترك رقمي لها لمحاولة نصحها مباشرة.
  • الخيار الثاني: كتابة رسالة تحتوي على نصيحة صادقة دون لقاء مباشر.

كنت مدركًا أن الشيطان يحاول استغلال هذه اللحظة لجرّي إلى طريق آخر، ولكنني تذكرت قول الله تعالى:

“إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ” (الأعراف: 201).

لذا قررت كتابة رسالة قصيرة لها.

رسالة التغيير

كتبت الرسالة بحرص ودون حكم:

  • بدأت بالإشارة إلى ضغوط العمل ومشقته، مدركًا أن هذه نقطة ضعف يمكن أن تُفتَح من خلالها أبواب النصيحة.
  • أوضحت لها أن الدنيا دار عمل واختبار، وأن الجنة هي راحة المؤمنين.
  • دعوتها للتفكير في حياتها بعين البصيرة وأن تتقرب من الله.

اللحظة الحاسمة

في زيارتي التالية للمستشفى، انتظرت حتى ظهرت فتون. أعطيتها الرسالة دون أن أطيل الحديث معها، وانصرفت بسرعة لتجنب أي سوء فهم من الحاضرين.

المفاجأة بعد سنوات

مرت أعوام، وعادت بي الظروف إلى المستشفى نفسه. كنت أتوقع أن أرى فتون مرة أخرى في مكانها المعتاد، لكن لم أجدها. في المقابل، كان هناك ممرض رجل يعمل في مكانها. أثناء انشغالي بالإجراءات، سمعت صوتًا مألوفًا خلف الستار.

كانت فتون نفسها. لكن هذه المرة، كانت مختلفة:

  • ترتدي ملابس ساترة وحجابًا كاملاً.
  • بدت واثقة وهادئة، كأنها انعكاس لحياة جديدة اختارتها لنفسها.

رحبت بي بابتسامة خجولة، وكانت كأنها تقول: “لقد سمعت رسالتك واستجبت لها.” غادرت المستشفى شاكرًا الله على نعمة الهداية التي منحها لنا ولها.

الدروس المستفادة قصة فتون

  1. الهداية من الله: الإنسان قد يكون وسيلة، ولكن الله وحده هو من يملك تغيير القلوب.
  2. التعامل بالحكمة: النصح والإرشاد يحتاجان إلى أسلوب لطيف ومقاربة ذكية تلامس القلوب دون إلحاق الضرر أو الحرج.
  3. القدوة الصامتة: في بعض الأحيان، تصرف بسيط أو رسالة صادقة قد تُحدث تغييرًا كبيرًا.

قصة فتون هي تذكير بأن النية الصادقة، حتى لو كانت صغيرة، يمكن أن تكون بداية لمعجزة في حياة شخص آخر.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

Lars

منشور له صلة

abraj alyawm 29/12/2024 حظك اليوم

abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…

13 ساعة منذ

توقعات الأبراج اليوم حظك اليوم الاحد 29/12/2024 ديسمبر كانون الاول

توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…

13 ساعة منذ

فنجان الابراج اليوم الاحد 29/12/2024 ديسمبر كانون الاول

فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…

13 ساعة منذ

abraj alyawm 28/12/2024 حظك اليوم

abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…

يومين منذ

توقعات الأبراج اليوم حظك اليوم السبت 28/12/2024 ديسمبر كانون الاول

توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…

يومين منذ

فنجان الابراج اليوم السبت 28/12/2024 ديسمبر كانون الاول

فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…

يومين منذ