ما أن صعدت إلى السيارة بجوار زوجها ، حتى أدارت جهاز التسجيل ، وأخذت تنصت السمع إلى الموسيقى الهادئة ، حتى إذ ما انطلقت السيارة ، وقد تركت شباكها المجاور مفتوحًا ، تطايرت خصلات شعرها الناعمة في الهواء ، وتساقطت بفوضى مجنونة على وجهها ، فزادت انسجامها مع أحلامها ، حتى قد بدا لها أنها لم تخرج بعد من أجواء الحفلة التي انتهت للتو .
تجاهل الزوجة :
انتبه لها الزوج فحاول أن يأخذها إلى أجواءه بحديث ما ، لكنها كانت ترد باقتضاب أحيانًا ، وأحيانًا أخرى لا تنتبه إلى سؤاله إلا بعد أن يكرره مرة أخرى ، ولأول مرة شعر الزوج بعدم الرضى لحالة الشرود التي تسود مزاج زوجته ، ورغبتها الواضحة في الانفراد بنفسها بعيدًا ، بما يشبه التجاهل لوجوده ، الأمر الذي يمس رجولته .
لكنه كظم انفعال عدم الرضا ، ولم يسمح له بالتصاعد ، آملاً أن يستوعب الأمر ، حين يصلا إلى البيت ، أما هي فمازالت تتذكر تلك اللحظات ، بل مازالت تعيشها ، وتتلذذ لذلك الشعور الذي انتابها لحظة بعد أن عاشت سنينا ، اعتقدت خلالها أن مثل ذلك الشعور لن ينتابها أبدًا .
الحفل :
كانت فاتن قد دعيت في تلك الليلة إلى حفلة عيد ميلاد إحدى صديقاتها ، وكعادتها لم تشعر وهي تتأبط ذراع زوجها شيئًا ما سيحدث في ذلك المساء ، سوى انها ستقضي وقتا ما تقتل فيه الفراغ ، والملل ثم تعود إلى المنزل ، في آخر الليل ككل مرة ، وتندس في فراشها ، ثم ما تلبث أن تغط في النوم ، وما أن وصلت المكان .
حتى استقبلتها صديقتها بحفاوة التي تليق بمكانة زوجها ، الذي ما لبث كعادته أن استأذن منها وأخذ يتنقل بين رجال الأعمال باحثًا عن صفقة ما ، وكان أن جلست إلى طاولة تضم لفيفا من المدعوين ومن بينهم فتى ، ما أن رأته حتى اختلج كيانها لوسامته ، أشاحت وجهها عنه ، وشاغلت نفسها بمحاولة التعرف على أجواء المكان وعلى عشرات الناس الذين كانوا كعادتهم أيضًا يتبارون في مثل هذه السهرات بأناقتهم وعطورهم وابتسامتهم العريضة ، وحتى أحاديثهم التي لا تخرج في الغالب عن إطار المجاملات وعن أصول العمل والأتكيت .
تعارف وانفعال :
لحظات وكانت صديقتها المضيفة تقوم بتعريفها إلى الجالسين حولها ، ومن بينهم الفتى الذي ما أن سمعت اسمه حتى شعرت أنها تعرفه ، ربما أكون قد قرأت عنه في مجلة ما ، ربما أكون قد صادفته قبل سنوات من الجامعة ، ربما غالبت انفعالها وهي تمد يدها لتصافحه ، وما أن نظرت إلى عينيه حتى اضطرب كيانها فشعرت برعب اللحظة ، التي خشيت طوال سنواتها الماضية التي تمر بها.
الفن والامتلاك :
كان فتى رقيقا وكانت الصدفة قد وضعته على المقعد المقابل لمقعدها تماما ، فكان لابد من الحديث بينهما ، وكان الواجب يفرض عليه أن يجاملها بالحديث ، فحدثها عن الفن ، وكيف انه يكون في قمة الاضطراب حين يمسك بالريشة ويبدأ بتلوين اللوحة ، وأنه حين ينتهي منها ، إنما يشعر كأنه ملك ، امتلك الدنيا بأسرها ، حتى إذا ما انتهى منها ، شعر بخيبة أمل كبرى ، تلازمه إلى أن يبدأ لوحته التالية وهكذا .
القدر والحب والموسيقى :
الفن كالسراب هكذا قال لها لكنه رائع ، وكم أتمنى لو أن الناس جميعًا يمارسون الفن ، كانت تستمع إليه بكل جوارحها ، فتتخيل أنها تسمع أعذب صوت سمعته في حياتها ، فتطرق رأسها ، إلى أن بدأت موسيقي الفالس بالعزف حينها استأذن ليرافقها بالرقص ، كان لابد لها أن توافق .
وما أن لامست يده يدها ، واقترب جسدها من جسده ، حتى شعرت كأن القدر يحاصرها ، ورأت نفسها وقد عادت بها السنون ، وأنها مازالت فتاة صغيرة تجلس على مقاعد الدراسة ، تحلم بفستانها الأبيض ، بجوار فتى جميل يشبه هذا الذي يراقصها ، يفاتحها بالحب ثم يطلب يدها ، فتطير بها الدنيا .
بين الحلم والواقع :
مازالت الموسيقى تنساب هادئة ، ومازال الهواء الربيعي البارد يطير بخصلات شعرها ، ويلامس وجنتيها الحمراوين لارتفاع حرارتهما من الانفعال والخجل ، ومازال الفتى الوسيم بحديثه العذب عن الفن والحب ، يمسك بيدها ويقترب منها ، ومازال الاضطراب يجتاح كيانها مع ملمسه ، مع لهاثة ، مع حديثه العذب ، مع طلبه ليدها! فجأة يضرب زوجها على الفرامل ، فتتوقف السيارة ، يطفئ المحرك ، فتهدأ الموسيقى وتتهدل خصلات شعرها على وجهها .
خاتم الماس والصفقة :
ينزل ، ثم يدور من أمام السيارة ، ويفتح لها الباب ، تخرج وتتجه مطرقة ، إلى داخل البيت ، تبدأ بخلع ثيابها ، وارتداء ملابس النوم ، ثم تندس في الفراش ، لكنها تفاجأت بزوجها ، ينحني على جبينها ويطبع قبلة باردة ، تلقتها ببرود ، همّت أن تنام ، لكنه ما لبث أن مد يده ، وأخرج من جيبه علبة مغلفة بورق الحرير ، ثم قال : حبيبتي أغمضي عينيك .. فعلت .. افتحيها ، فعلت ، كان خاتمًا ألماسي باهظن الثمن.. قال لها : ما رأيك ؟
المحبس :
قالت : جميل ولكن ما المناسبة ؟ ، أجابها : صفقة مهمة نجحت بعقدها الليلة ، قالت له : مبروك ، ثم همت بالنوم ، آملة أن تحلم بالفتى التي طالما طاف بخيال مراهقتها ، ولم تره سوى هذه الليلة ، إندس إلى جوارها ، واحتضنها بعد أن التصق بها ، تمنعت ، لكن يده اليسرى لتلامسها ، فيما كانت الأخرى تتنول الخاتم الألماس لتضعه جانبًا .
شعرت بالإحباط وبالرغبة في أن تصرخ وتقول لا ، ومع ضغط يده عليها ، ابتعدت بهلع ، وما إن رأت المحبس حتى صرخت دون أن تقوى على كتمان الصرخة هذه المرة ، فقد تذكرت تلك اليد بمحبسها وقد امتدت يوما ، إلى تحت فستانها ، فيما كانت اليد الأخرى تقدم لها الحلوى ، ولم يكن لها من العمر حينها سوى خمس سنين فقط .
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
قراءة فنجان الابراج اليوم توقعات الابراج اليوم حصريا من موقع عرب كلوب تعرفوا على اشهر…
توقعات برج الحوت اليوم على الصعيد العاطفي والمالي والمهني والصحي الأبراج اليومية مكتوبة لحجز…
توقعات برج الدلو اليوم على الصعيد العاطفي والمهني والصحي والمالي الأبراج اليومية مكتوبة برج الدلو…
توقعات برج الجدي على الصعيد المالي والمهني والعاطفي والصحي الابراج اليومية مكتوبة برج الجدي اليوم…
توقعات برج القوس اليوم على الصعيد المالي والمهني والعاطفي والصحي الأبراج اليومية مكتوبة حظك اليوم…