في أول يوم دخلت فيه إلى المدرسة ، صدمني وجهه ، كان يحتكم على وجه صحراوي عابس القسمات ، عصيّ البسمة ، شحيح الطيبة .
مدرس الفصل :
له شارب كث ، وعينان مزروعتان بكتاب الإملاء ، وصوته الحلزوني ذو الصرير الحاد ينخر في رأسي بقسوة ، يتبخر في الفصل ، وعصاه تهتز فتعكر قلوبنا الصغيرة .
قسوة وخوف ودماء :
يدور بين طاولاتنا ويملي علينا ما نكتب ونكتب ومع كل قطعة إملاء كانت ثمة عصا تتكسر ، ودموع تتناثر ، وخوف يسيل في الأفئدة ، يكفي أن تخطيء خطأً طفيفا حتى يثور ، ويعدل خطأك بعصاه الريانة ، التي إذا ما لمست جلدك حتى تببله بالدم .
أنا وكراستي وغضب المدرس :
وقف في مقدمة الفصل ، وأطلق صوته : كان شهمًا فارسًا .. وعندما مد بصره في كراستي صعق ، ورفع صوته غاضبًا : اسمعوا ما كتب هذا الحمار ، كان سفيهًا ماجنًا …! أهذا ما تفوهت به !
غضب وعقاب :
فجاءت تلك الأصوات من التلاميذ ، تردد : لا يا أستاذ .. لم تتفوه بذلك ، فشدني من شعري ، وأوقفني بجوار السبورة آمرًا إياي برفع يدي وقدمي اليمنى ، في البدء أضفت حرفًا ، وتعبت من الوقوف ، ومع الأيام أضفت جملاً ولم أتعب .
تأديب للفصل كاملاً :
كنت قبل أن يمرر بصره على كراريسنا أخرج وأقف ، بجوار السبورة رافعًا يدي وقدمي اليمنى ، ثم تبعني الآخرون ، حتى وقف الفصل كاملاً ، تقطر وجهه بالبشر ، وتطلع إلى وجوهنا ، بمكر وقال : جميل أن تأدبوا أنفسكم .
العنف والدماء مرة أخرى :
وفي مرة من ذات المرات وأثناء العقاب الجماعي على السبورة ، تعبت وشعرت أنني أريد أن أريح قدمي قليلاً ، فأسقطتها بعنف على صوته القوي ، وما كان منه حينها إلا أنه ارتفع عصاه على هامتي ليتقطر الدم على حذائي الأبيض .
العودة من خارج البلاد :
مرت الأيام ومرت والسنوات ، وأكملت دراستي الجامعيه ، وسافرت إلى خارج البلاد لأحظى بتخصص شديد الدقة في المجال الذي درسته في الطب ، وعدت بعد دراستي من الخارج وأصبحت أمتلك مشفى خاص يحمل اسمي ، فقد اشتهر صيتي في مجال الطب كثيرًا ، ومع ذلك لم أنسى قط مدرس الاملاء .
ذكريات رغم مرور السنوات :
وفي إحدى الأيام ، جاءت للمشفى حالة خطرة لرجل عجوز ، تسمرت حينما وقعت عيني على تلك القسمات العابسة ، إنه هو بالفعل بنفس الغضب والقسمات العابسة ، ولكن أصابه الوهن مع العجز وكبر السن ، لم أنسى العصا ولا الصوت الأجش ، ولا الخوف كل ذلك مر لثواني على ذاكرتي .
وأثناء تحضيري للدخول غرفة العمليات لإجراء العملية للحالة الخطرة ، وبعد الانتهاء بنجاح باهر من اجراء العملية ، تساءلت في نفسي ، هل كان نجاحي في العلم يحتاج إلى كل هذا الكم من العنف والعبوس ، هل كان يحتاج تقطير الدماء على الحذاء الأبيض ، هل كان يحتاج إلى الرعب من الإملاء ؟
برج الحوت اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الدلو اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الجدي اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج القوس اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج العقرب اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الميزان اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…