فقط عندما تتوحد الأحلام ، وتتشابه تفاصيلها تصبح حقيقة ، وبكلمة سحرية قوامها التمني والمناجاة الجماعية تلفظ البشرية جمعاء طلسم الوجود ، فينشق البحر رغم أنفه ، ويتمخض بقوة ، ويدفع من أحشائه الراكدة ومن زبده المستلقي في هشاشته مدينة الأحلام التي تتهادى على صفحاته ، وتستقر في بقعة ضوئية يكسوها ضوء القمر الصيفي بوافر نوره .
ليلة أحلامنا :
كانت ليلة لا تختلف عن أي ليلة من تلك الليالي ، التي عرفتها البشرية عبر تاريخها المديد الغابر ، إلا أن البشرية في تلك الليلة ، وفي لحظة واحدة وبفم واحد ينقسم بين مليارات الأفواه والقلوب والأمنيات والأعراق والألوان التي تمنت أن تحقق أحلامها ، تمنت أن تصدف أمانيها أمامها تمامًا ، لتذوق طعم ذلك البعيد الذي باتت تتحرق إليه ، وتصبو إلى ضمه ، وتعلق السعادة على وجوده وتسميها أحلامنا !!
مدينة الأحلام :
عندما برزت مدينة الأحلام إلى حيز الوجود المدرك ، اختلفت نواميس الطبيعة ، ودبت الفوضى في النظام الكوني ، كثير من الكواكب غادرت مكانها ، بعض البحار غارت في قلب الأرض ، وجبال أخرى برزت حيث لا يجب أن تكون ، تقاربت مسافات الأرض ، وانكمش أديمها ، وبات الكون يتخلص في مدينة الأحلام والبشر الذي يتدافعون نحو هذه المدينة ، التي نودي في الأرض إنّه آن لهم أن يدخلوا إلى هذه المدينة .
التي تحوي أحلامهم ، بعد أن فكوا جميعًا وبلسان واحد طلسم بوابتها التي ستفتح لهم لأول مرة منذ الخليقة ، ليحصلوا على أحلامهم وليغادروها آمنين ، وقد نالوا رغبتهم الأزلية ، أي أحلامهم .
نالت البشرية حلمها الأرضي :
في البدء لم يصدق البشر نداء السماء ، وشعروا بتوجس وريبة ، بعض المحبطين والشجعان ورجال الاستخبارات دخلوا تلك المدينة على مضض ، كان الكل مدججًا بالخوف والطمع ، في تلك المدينة كانت الأحلام ، تنتشر في كل مكان ، منضدة في رخاوة محار الأصداف ، كم كانت الأحلام جميلة ودافئة ولها بريق مائي وطعم حلو وملمس حنون !!
كل حلم كان ينتظر صاحبه ، وكانت الطرق تتداخل وتتباعد وتتقارب ، لتوصل ضيف المدينة بكل يسر إلى حلمه ، خرج الرواد الأوائل مبتهجين ، يحملون أحلامهم ، بعض منهم حملته أحلامه ، إذن فقد نالت البشرية حلمها الأرضي ، ردد البشر تلك الجملة المغمورة في أكسيد السعادة ، وبكل اللهجات والنبرات والأصوات ، وتدافع البشر إلى مدينة الأحلام ، كانت المدينة صغيرة بأسوار بلورية ، وقبة شفافة تتراءى السماء والقمر والنجوم أعلاها ، ولكنها كانت تتسع للبشر أجمعين .
كما اتسعت طوال وجودها السري لأحلامهم ، وإن ابتلعتها دهرًا طويلاً ، وقلما لفظت شيئًا منها مكرهه غالبًا ، راضية نادرًا ، كان البقاء فيها رائع ، كانت تشبه مزقة من الفردوس الذي سمعوا عنه طويلاً في كتبهم ومن أنبيائهم ، لكن فرحة لقاء الأحلام كانت أعظم وأبلغ أثرًا ، وأدعي لهم بالخروج بها من الحياة .
زمن الأحلام :
خرج البشر من المدينة الحالمة ، كل يحمل على عاتقه ، حلمه المحفوظ في طاقة من زبد البحر ، كانوا يشعرون أنّ للحياة طعمًا آخر ، ومن تلك اللحظة بدأ تاريخ جديد للبشرية ، بعض المؤرخين أسماه زمن الأحلام ، وبدأت الأيام تحصى من ذلك اليوم .. في زمن قليل كان البشر قد تقاسموا أحرمهم ، وهجروا مدينة الأحلام ، التي بدت خالية من البشر ، ولكنها لا تزال تمور بالأحلام التي تتجدد ، ولا تعرف نهاية كما لا تعرف بداية .
ماذا بعد :
بعض البشر عادوا من جديد وبحثوا عن أحلام جديدة ، وحصلوا عليها مرة ثالثة ورابعة ، بعضهم بدّل حلمه في طريق العودة ، وعاد من جديد يبحث عن حلم آخر ، وبقيت المدينة كريمة لا تبخل على أحد بدخولها ، ولا تضّن على إنسان بحلمه ، في البداية غمرت السعادة البشرية التي لطالما تنفست المدينة زفير راحتهم وطمأنينتهم ورضاهم ، وردّدت رجع صدى أحلامهم … لكن ماذا بعد ؟
مدينة تحط الأحلام والتمنيات :
لم يعد تحقيق المستحيل ، ولا تجديده بممنوع ، ولا استبداله بمرفوض ، كل شيء كان موجودًا حتى المستحيل ، لم يعد هناك معنى للحياة ، ولا للزمن ولا للعمل ، بل لم يعد هناك معنى للوجود ، وغرق الزمن في رتابة لم يعرف لها مثيل ، ولا لسلطانها حدود وغدا حلم البشرية أن تجد حلمًا لا يتحقق .
لكي تلهث وراؤه باشتهاء ، وأخيرًا شعر البشر أن مدينة الأحلام قد حطّمت أحلامهم ، وحرمتهم من متعة ممارسة التمني ، ومن دبيب سعادة الجري وراء الأحلام ، وفي صوت واحد ومن جديد تمنى البشر أن تختفي مدينة الأحلام .
الأمنيات تتحقق مرة واحدة فحسب :
ومن جديد فكت البشرية طلسم الوجود ، وابتلع البحر على هوادة مدينته السحرية ، وغاب القمر عن صفحته اللامعة ، كان البشر يشهدون اختفاء المدينة ، لكنهم اكتشفوا لاحقًا انهم لا يزالوا محبوسين مع أحلامهم ، غابت مدينة الأحلام ، وخلّفت الأحلام خلفها .
كان لأحلامهم سحن لم يلحظوها من قبل طاردتهم طويلاً وأرهقت أجسادهم ، وعذّبت أرواحهم ، عرفوا أن الأحلام تغدو كوابيس بشعة ان حبس الانسان معها ، وأصبح عبدًا لها ، ومرة أخرى تمنوا من جديد ليردوا إليها كل الأحلام والأمنيات ، ولكن البحر صمّ أذنيه عن أمنيتهم ، ولم يسمعوا داعي السماء ، وأدركوا متأخرين أن الأمنيات تتحقق مرة واحدة وحسب .
برج الحوت اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الدلو اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الجدي اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج القوس اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج العقرب اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…
برج الميزان اليوم على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب والزواج توقعات برج…