ميرنا تلك الشابة اليتيمة ، التي تعيش وحدها منذ المراهقة عقب وفاة والديها ، ولا تدري إلى أين ستأخذها الحياة ، لم تكن تدرك أن القدر سيوقعها في براثن هذا الشخص تحديدًا ، إنه أحمد رجل الأعمال الشهير .
ميرنا شابة عشرينية ن تعيش منذ بضعة أعوام خلت ، وحدها بمنزلها في حي متواضع ، تركه لها والديها لتعيش وحدها ، دون أقارب من الطرفين ، فالفتاة كانت متبناه من هذين الأبوين ، الذين لم يكن لهما وريث ولا عائلة ، وللأسف انقلبت بهما سيارة النقل ، التي كانا يعملان عليها من أجل كسب قوت يومهما ، والتمكن من الإنفاق على تلك المسكينة ، التي كانت ملاذهما في تلك الحياة ، وشعرا برفقتها أنهما أخيرًا وجدا مبررًا منطقيًا لحياتهما .
بدأت ميرنا في البحث عن عمل ، من أجل الإنفاق فهي لن تستمر على المعونات ، التي تأتيها من الجيران وقد بدأ ، مخزون الأموال البسيطة التي تركها الوالدين بالبتني في النفاد تقريبًا .
تابعت ميرنا الصحف يومًا ، حتى وجدت وظيفة العمل سكرتارية لأحد رجال الأعمال ، مع شرط إجادة اللغة الانجليزية والتفرغ التام ، وإمكانية السفر هنا وهناك لعدة أيام ، بالطبع لم يكن لدى ميرنا ما تقلق بشأنه ، فما المانع أن تسافر برفقة رجل أعمال شاب ، وتنال راتبًا لم تحلم به من قبل ، قد يغير مجرى حياتها كليًا .
تأنقت ميرنا وكانت الفتاة تتمتع بوجه جميل ، وجسد ممشوق بالفعل ، ومنذ أن وطأت قدميها إلى الشركة الخاصة بالإعلان ، حتى أخذت لب كل من فيها ، وانتظرت قليلاً ثم قابلت رجل الأعمال الشاب .
لا يفوتنا الحدث عن هذا الشاب الشهير ، فقد اشتهر بعلاقاته الغرامية المتعددة ونزواته الكثيرة ، ولكنها لم تطل أعمله ونجاحه قط ، فقد كان متفوقًا بكل شيء ويحصل على ما يريد ، أو هكذا منى نفسه كثيرًا ، ومنذ أن وقعت عيناه على ميرنا حتى أدرك أنها هي من يرغب في مرافقته .
تحدث أحمد معها وقد تبسط إليها كثيرًا ، وبالفعل ارتاحت هي لحديثه وبدأت في مبادلته الحوار دون خوف ، فأجابها أحمد بموافقته على العمل برفقته ، وطلب منها أن تنتقل إلى سكن قريب من الفيللا التي يقطن بها ، سوف يوفره هو لها ويمنحها راتبها مقدمًا .
تحمست ميرنا وعادت منزلها فرحة ، وبدأت في حزم أمتعتها من أجل الانتقال برفقة السائق الذي بعثه معها أحمد ، ليس لديها من يلومها أو يحذرها ، وإنما تنساق خلف ما تراه صوابًا ، من وجهة نظرها هي وحدها وفقط .
مرت الأيام بعد أن انتقلت ميرنا إلى محل إقامتها الجديد ، في الحي الراقي وقد شعرت في بداية الأمر ، أنها مقبلة على حياة مختلفة ولكنها قد تكون مرهقة ، فهي لم تتعلم الكثير بات أحمد يعلمها كل شيء ، وبدأت هي في حبه ، نعم أحبت معاملته الرقيقة لها وكل ما يفعله من أجلها ، وظلت تتساءل هل يا ترى أحبها هو الآخر ، أم أنها مجرد موظفة تعمل لديه ويرغب في أن تكون ، بنفس مستواه ليس أكثر .
لم يمض الكثير من الوقت حتى صارحها أحمد ، يريد الزواج منها عرفيًا وعدم الإنجاب ، حفاظًا على مظهره الاجتماعي ، فهي ليست من عائلة معروفة ، ووافقت ميرنا ! نعم هي لا تغرب في المكوث وحيدة طيلة عمرها ، ولن يرض أي شخص بواحدة مثلها ليس لها جذور أو أصول ، وافقت وهي تبكي حظها الذي جعلها وحيدة طيلة حياتها .
عقب مرور عدة أشهر ، كانت ميرنا تشعر بأنها حامل وصارت تثور لأتفه الأسباب ، فهي تعلم أن أحمد سوف يتركها إذا ما اكتشف هذا الأمر ، ولن يرحمها أو يعترف بهذا الطفل ، ولكن رغبتها في الحصول عليه جعلتها تتهور .
فبدأت في وضع بعض الكاميرات بشقتها عندما يأتي أحمد ، تبدأ بتسجيل كل ما يحدث بينهما ، حتى تستطيع الحصول على حقوقها فيما بعد علم أحمد بقدوم الطفل ، وبالطبع نهر ميرنا وأهانها على عدم وفائها ، وجرحها بالكثير من الكلمات ، ولكن ما لم تتوقعه هي ، هو جبروته وظلمه فقد أرسل إليها ، عددًا من رجاله حملوها إلى مزرعة نائية ملك لأحمد ، وحبسها داخلها حتى يأتي موعد الإجهاض ، نعم فقد قرر أن يتخلص من هذا الطفل بطريقته هو ، طالما أن ميرنا لن تتخلى عنه.
وبالفعل أتى بالطبيب وتم تخديرها وإجهاض الطفل ، ولما استفاقت واكتشفت ما حدث ، انهارت تمامًا وهي تبكي حالها ، وأصابتها حمى أودت بحياتها وماتت .
عقب وفاة ميرنا بعدة أيام ، حيث وجدت جثتها على الطريق ، ولا يعلم أحد من فعل بها هذا ، قامت صديقتها بالجامعة وهي تعمل صحفية ، بنشر قصة ميرنا وما حدث معها ، باليوم التالي ولكن سُحبت الأعداد من السوق ، وتم تهديد المسكينة بالطرد من العمل ، فصمتت .