في حادثة غريبة من نوعها يتم سرقة سيارة بركابها ، ففي عام 2016م حينما كان أحد المواطنين متجهًا للعاصمة الأردنية عمان ، لعلاج ابنته التي تعاني من مرض التوحد على نفقة الدولة ، وقعت له تلك الحادثة .
إذ أنه أثناء وقوفه أمام أحد الفنادق الموجودة بمنطقة الجبيهة في عمان ، اضطر وزوجته للدخول إلى الفندق تاركين أطفالهم الخمسة ومعهم العاملة المنزلية في السيارة ، وهي على وضع التشغيل من أجل استمرار عمل التكييف لراحة الأطفال الصغار .
وإذا بشخص مجهول يقفز في السيارة ، ويقوم بسرقتها وبداخلها الأطفال والعاملة ويهرب بها سريعًا ، تزامن ذلك مع لحظة خروج المواطن وزوجته من الفندق ، الأمر الذي أصابه بالذهول ولكنه تدارك نفسه على الفور ، وطلب النجدة من بعض الموطنين الأردنيين الذين كانوا بالجوار .
فلبوا ندائه على الفور وقاموا بمساعدته في مطاردة ذلك الشخص المجهول ، الذي كان يقود السيارة بسرعة جنونية ، وقد دامت المطاردة بينهم لأكثر من ربع ساعة ، وأسفرت في النهاية عن انقلاب السيارة بعد اصطدام السارق بحواجز أسمنتية صلبة .
وعلى الفور قام المواطن ومعه بعض الشباب الأردني بإخراج الأطفال والعاملة من السيارة ، ونقلهم على الفور إلى المشفى لتلقي العلاج ، أما الجاني فتم القبض عليه وتسليمه للأمن الأردني ، وتعد تلك الدقائق التي استغرقتها الحادثة أحرج وأصعب وقت قضاه ذلك المواطن ، فقد كان بين أطفاله والموت شعرة واحدة .
ولكن الله سبحانه وتعالى يعطي الأمل دائمًا ويهب العطايا ، فحينما علمت المملكة بأمر تلك الحادثة تكفلت سفارتها في الأردن بكامل علاج الأطفال ، وتوفير السكن والرعاية لهم لحين متابعة الطفلة الصغيرة مريضة التوحد ، ولعل هذا كان له أكبر الأثر في تخفيف حدة المعاناة والألم التي سببتهما تلك الحادثة المريعة .
أما عن السائق فلم يتضح أنه شخص مختل أو لديه نوع من الجنون العقلي ، وإنما سارق محترف مطلوب في العديد من الجهات الأمنية الأردنية ، وعليه عدة أحكام واجبة التنفيذ في قضايا النشل والسرقة ، وتنتهي القصة بحبس المتهم وعودة السكينة إلى أسرة المواطن المغترب .