أصبحت قضية المعلم والطالب من أكثر القضايا المتداولة على الساحة ، وذلك لتدهور العلاقة فيما بينهما خلال الآونة الأخيرة ، وهو الأمر غير المرغوب فيه على الإطلاق ، حيث أن من شأنه تدهور منظومة بأكملها ، ولأن التعليم هو العامل الرئيسي الذي يرفع من شأن الأشخاص والأوطان فإن تدهوره يعني تراجع عن التقدم والرقي والنجاح .

تبدو القضية بين المعلم وتلميذه في تطور سريع ومستمر كل يوم ، فبالأمس قد يعتدي طالب على معلمه واليوم قد يحدث العكس ، وهكذا تسير الأمور في دائرة مغلقة وهو ما حدث لبطل قضية اليوم والذي جاء من فئة الطلاب الذين تم الاعتداء عليهم من قِبل مدرسيهم ليتسببوا لهم في إصابات بالغة ؛ حتى تجمعهم ساحات المحاكم في نهاية الأمر .

قام ولي أمر أحد الطلاب بتوجيه اتهام إلى أحد المعلمين لقيامة بضرب ابنه الذي يدرس في المرحلة الثانوية بالصف الثاني ، أكد ولي الأمر أن المعلم اعتدى على الابن بضربة شديدة أصابت العين ؛ مما أدى إلى تمزق بغشاء العين اليمنى ، وتمكن من الحصول على تقرير طبي من أجل التأكيد على حالة الطالب الطبية السيئة ؛ والتي تستدعي التحقيق مع المعلم .

جاء على لسان والد الطالب أن المعلم قام بضرب ابنه على عينه لأنه طلب منه أن يذهب إلى دورة المياه ؛ فرفض المعلم في البداية ولكن قام الطالب بالإلحاح عليه ليسمح له بالذهاب إلى دورة المياه ، غير أن المعلم استشاط غضبًا من ذلك الإلحاح الذي لا طائل منه ؛ مما جعله يقوم بتسديد ضربة قوية للطالب في عينه اليمنى والتي تسببت في تمزق غشاء العين .

وتبعًا لرواية الوالد أيضًا فإن المدرسة لم تفصح له عن حقيقة الأمر وشرعت في التكتم على ما حدث ؛ لذلك قام باصطحاب ابنه الذي ظهرت عليه علامات الاعتداء إلى المستشفى كي يطمأن على حالته ، وهناك أكد الأطباء أن غشاء العين اليمنى قد تمزق بفعل الاعتداء عليها ، وبذلك حصل الأب على التقرير الطبي الخاص بحالة ابنه ، وقامت إدارة المدرسة بمنح الطالب إجازة للراحة لمدة خمسة أيام .

لم يتوانى والد الطالب عن تقديم شكواه ضد المعلم في الإدارة التعليمية التي قامت بفتح ملف التحقيق بالفعل ، كما أكد أنه سيقوم بتقديم شكوى أخرى إلى الجهات المعنية بالقضايا الجنائية ؛ وذلك لأن هذه القضية تحمل بين طياتها شقين أحدهما إداري والآخر جنائي ؛ وذلك تبعًا لما ورد ذكره على لسان الوالد الذي يشعر بالمرأة لما حدث لابنه داخل الصرح التعليمي الذي يتلقى فيه تعليمه ؛ والذي من المفترض أن يكون حصن أمان للطلاب ولكنه تحول إلى مسرح الإهانات والاعتداءات .

وذكر أحد المصادر بالإدارة التعليمية التي تتبعها قضية الطالب أن الإدارة قد قامت بفتح ملف التحقيق في هذه الواقعة ، كما أكد أنهم يعلمون جيدًا ضرورة الاحتفاظ بحق الجميع داخل مكونات الصورة المدرسية والمشهد التعليمي ، وأوضح أيضًا ضرورة الحرص الشديد من أجل تطبيق القانون والنظام ، وهو يهدف بذلك إلى بناء بيئة تعليمية تحقق الأغراض والأهداف المنشودة من التربية والتعليم .

إنها القضية التي لازالت مفتوحة ومستمرة بين المعلم وتلميذه مع اختلاف الأدوار في بعض الأحيان ، فتارةً يكون المعلم هو الجاني وتارةً أخرى يكون هو المجني عليه ، وهذا أعجب ما قد يكون في الأمر أن المعلم وتلميذه يصبحان أعداء في هذا الزمان المليء بعجائب الأمور .

أثارت قضية هذا الطالب الذي كاد أن يفقد إحدى عينيه غضبًا شديدًا في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي ؛ وخاصةً بعد أن تم نشر صورة لعين الطالب وهي تبدو شديدة الاحمرار ، وطالب معظم من تفاعلوا مع هذه القضية بمعاقبة المعلم أشد عقوبة ممكنة ليكون عِبرة لغيره ممن يحاولون الاعتداء على التلاميذ بشكل وحشي .

By Lars