وصله اخطار من المدرسة بتغيب ابنه لأسبوعين متتاليين ، فأصابته الدهشة ، وتوجه إلى إدارة المدرسة مستنكراً ، ومد بالخطاب إلى المدير متسائلاً : كيف هذا ؟ ، أجاب المدير : كما ترى ، ابنك متغيب عن المدرسة مدة أسبوعين .

استنكار :
احتد الأب صارخًا : ولكنه يخرج يوميًا حاملاً حقيبته ، ويتجه إلى المدرسة بسعادة بالغة ، ويتكدر كثيرًا من يومي الأجازة ، أجاب المدير : قد يكون هذا صحيحًا ، لكنه لا يأتي إلى المدرسة .

ذهول ثم تفكير وتخطيط :
أخذ المدير يحدق بالأب المذهول ، ولشعوره أنه غير مصدق أردف قائلاً : إذا أردت أن تتأكد من صدق قولي ، فاذهب وانظر في جميع فصول الصف السادس ولن تجده ، عاد الأب إلى البيت حائرًا في ما يصنع ، وبعد تفكير عميق قرر لا يفتح ابنه بما علم ، وألا يشعره بشيء البتة .

يوم آخر:
وفي صباح اليوم التالي ، استيقظ فوجد ابنه متأنقًا ، ومتجهزًا للخروج ، فتركه يمضي واقتفى أثره ، كان الطفل يسير في ممرات ملتوية ، ويعدل بين لحظة وأخرى إلى اصلاح هندامه ، وفي بعض الأحيان يخرج مشطًا من حقيبته ، ويسرح خصلات شعره القصير ، حتى إذا بلغ المنعطف الذي يؤدي إلى مدرسته تجاوزه وانحنى يمينًا ، ليتصور جدارًا قصيرًا ، ويمد يده لاقتطاف وردة حمراء ، تدلت من غصن شجرة أحد البيوت الفخمة ، وسقط على الأرض بتوازن إنسان تدرب على هذه الحركة حتى أتقنها ، وأخذ يصلح هيئته ، نافضًا التراب ، الذي علق بثوبه ومعيدًا تسريح شعره للخلف .

انتظار واستفهامات :
وعندما رضي بهيئته حمل حقيبته ، وتباعدت خطواته حتى إذا بلغ إحدى البوابات توقف بجوارها ، وأسند حقيبته إلى جدار تلك البوابة بعد أن أخرج منها منديلاً ، أخذ يمسح به وجهه ورقبته باهتمام ، ووضع الوردة بيده اليمنى منتظرًا في مواجهة تلك البوابة .

حب مراهق :
مضت لحظات قصار ، وصر الباب صريرًا ثقيلاً ، لتبزغ منه فتاة ترتدي مريولاً يشي بأن صاحبته في المرحلة الثانوية ، وعندما أغلقت تلك الفتاة الباب تقدم منها الصبي ، وناولها تلك الوردة الحمراء ، وحمل لها حقيبتها ، وانطلق يسير أمامها ، ونظراته وعيناه تحدقان بشرز إلى كل عين تحاول اختراق بيشة تلك الفتاة ، وفمه يطلق سيلاً من الشتائم لكل من يحاول أن يقذف كلمة في طريقها ، حتى إذا بلغت باب مدرستها ناولها حقيبتها ، وتبعها بعين متلهفة حتى غيّبتها بوابة المدرسة عنه .

وقت ضائع :
فقذف بحقيبته جانبًا ، وجلس بجوار حجّة كانت تبيع لوزًا سودانيًا وهنديًا ، وفصفصًا وعيناه لا تملان من التحديق بتلك البوابة المغلقة العريضة ، وكلما تباطأ الوقت زادت حركته توترًا ، وكثرت التفاتاته ، وقد أمضى وقته باللعب منفردًا ، بألعاب شتى ، ثم انتقا إلى شجرة سدر ، وأخذ يقذف حبيباته الناضجة ، بالحجارة ، دون أن ينكفئ لجمع ما تساقط ، حتى إذا مل انطلق إلى أحد الدكاكين وعاد يحمل مشروبًا باردًا ، لم يكمل شربه ، وتبرع بالجلوس بدلاً من تلك الحجّة العجوز لتغيب زمنًا من الوقت ، وتعود ليترك لها بضاعتها وبعض النقود البسيطة التي باع بها خلال غيبتها .

الفتاة مرة أخرى :
وينطلق راكضاً في دوران محموم ، حول سور المدرسة ، حتى إذا تجاوز النهار انتصافه ، وارتفع صوت جرس المدرسة ، معلنًا انتهاء اليوم الدراسي ، تناول حقيبته ، وتسمر أمام تلك البوابة يحدق بالفتيات الخارجات ، وإذا أطلت تلك الفتاة من بوابة المدرسة ، ركض باتجاهها وحمل لها حقيبتها ، وأقفلا عائدين ، وقد أطلق لسانه بالشتائم ، لكل من يحاول أن يقذف كلمة في طريقها !!

سؤال المختص :
تعجب الأب من تصرفات ابنه ، وذهب في اليوم التالي إلى مدرسة الابن لمقابلة الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة ، للبحث في حالة ابنه المراهق !

Lars

منشور له صلة

التوقعات العاطفية للأبراج لعام 2025 هل سيكون هذا العام عام الحب

التوقعات العاطفية للأبراج لعام 2025 هل سيكون هذا العام عام الحب مع اقتراب عام 2025،…

9 دقائق منذ

توقعات الأبراج المهنية لعام 2025 عام من الفرص المتقدمة والنمو المهني الكبير

توقعات الأبراج المهنية لعام 2025 عام من الفرص المتقدمة والنمو المهني الكبير مع حلول عام…

15 دقيقة منذ

تأثيرات كوكب المشتري على الأبراج لعام 2025

تأثيرات كوكب المشتري على الأبراج لعام 2025 عام 2025: فرص وحظوظ كوكب المشتري وتأثيراته الإيجابية…

21 دقيقة منذ

الأبراج التي ستتزوج في عام 2025

الأبراج التي ستتزوج في عام 2025 العام 2025: عام الحب والرومانسية وفقًا لتوقعات الأبراج -…

33 دقيقة منذ

توقعات برج الحوت اليوم الجمعة 8/11/2024 نوفمبر 2024

توقعات برج الحوت اليوم تتوقع النجوم أن يكون لديك يوم مليء بالحساسية والإلهام. قد تجد…

41 دقيقة منذ

توقعات برج الدلو اليوم الجمعة 8/11/2024 نوفمبر 2024 – توقعات حظك وبرجك اليوم

توقعات برج الدلو اليوم تتوقع النجوم أن يكون لديك يوم مليء بالإبداع والتجديد. قد تشعر…

42 دقيقة منذ