عباس جندي مجنون ساقوه إلى الخدمة الالزامية للقتال ، في الجبهة ضد إيران ، رغم أن أهله عملوا جاهدين على إعفائه من الخدمة ، ولكن سدى ، فالأطباء أجمعوا أن عباس قادر على حمل السلاح ، لأنه يميز الأيام كالخميس من الجمعة ، ويعرف أيضا الألوان وبدون صعوبة ، وما هو بمجنون .
الجبهة :
رفاقه في الجبهة الأمامية كانوا يثابرون على أكل قصعته ، وجعلوا منه سخرية في كل وقت لبساطته ، وعدم اكتمال عقله ، والله الشافي الحافظ ، ورغم جنونه فقد كانت له روح تستولي على نفسه ، وكان حساساً تجاه الحزن وسريع الغضب ، وفي أوقات حزنه ، لم تكن تخفي ظهورها في عينيه ، ولكن رغم ذلك واصل الجنود ممن معه إيذاءه.
مضايقات وسخرية :
كانوا ينامون في السرداب المظلم ، الذي ينيره ضوء الفانوس النفطي الصغير ، ويكادون يسمعون أصوات القنابل تنفجر ، و لكن رغم ذلك فعندما يعودون من نهاية القتال ، يأكلون قصعتهم إضافة إلى قصعة عباس ، الذي كان يخفيها عنهم تحت سريره ولكن بدون جدوى ، ورغم ذلك عندما صحا من يومه ذات يوما جائعاً.
توجه إلى مكان القصعة ولم يجدها ، فبلغ درجة من الجنون عبر عنها بكلام غير مفهوم ومبهم ، وبكي قليلاً ثم نمت عنه حركات هيستيرية ، وإيحاءات تدل على غضبه وحزنه في آن واحد ، أما الباقون فكانوا يضحكون ويستمرون في السخرية.
غضب :
استحالت عينا عباس جمرتين يتطاير منهما الشرر ، وصاح بصوت كالرعد : أرجو من الله ، أن ينسفكم بيوم واحد ، زاد دعاءه سخرية زملاؤه ، ثم تغطي كل واحد بلحافه وناموا ، دامت هذه الحالة عدة أشهر .
تفكير شارد :
حتى جاء يوم من الأيام ، وأحس عباس بالضيق لقضاء حاجته ، وعليه أن يذهب الى الخارج بعيداً عن السرداب ، فحمل ابريق الماء وخرج وترك الجميع نياماً ، وقد ثابر هذه المرة بإخفاء القصعة عنهم تحت السرير ، يغطيها ببعض أوراق الصحف اليوميه التي كانت تصل الجنود آنذاك ..
وجلس يقضي حاجته ، ثم أخذه التفكير بعيداً ، فهو مسلوب الارادة ولا يتمتع بالذكاء الوقاد كباقي البشر ، فالكل يسخر منه ، إنه سيرجع بعد قليل ، ولكن ماذا لو لم يجد قصعته ؟ سيكون على صراع مع الجوع ، إذا تألبت عليه عوامل سوء الحظ .
القذيفة والسرداب :
وفي الوقت الذي كان يفكر في مصيره بين رفاقه ، فجأة هوت قذيفة من بعيد على السرداب ولحسن حظه كان بعيداً ، فانكمش بغتة يتقي شر خطر الموت الآتي ،في حين جعله هواء القذيفة يطير بعيداً ، وكانت كافية بإصابته بجروح .
حسن الحظ :
بعد لحظات من سقوط القذيفة ، أفاق عباس بعد أن جمع قواه ، ومسح الدماء عن وجهه المغبر ، ثم نهض وركض نحو السرداب المدمر ، وصل إلى المكان الذي تدمر بفعل القذيقة ، حملق في الظلام إلى السرداب .
الدمار والانتصار :
ثم دخل إلي مدخل السرداب فانتفض مذعوراً ثم صاح : قصعتي ، وجد بعد دخوله السرداب المدمر بفعل خراباً وناراً ، تأكل المجال فلم يهتم بالمشهد ، فالجميع قد لقوا حتفهم ، فاستهدى فوراً إلى سريره المغطى بالتراب .
ثم أخرج من تحت السرير القصعة ، التي كانت سالمة لا يغطيها سوى أوراق الجريدة والتراب ، وبدأ يعمل جاهداً ، بإزاحة التراب عنها ، ثم هرع بالقصعة إلى الخارج بسبب ألسنة النار والدخان ، الذي كاد أن يخنقه .
توقف عن السعال ، فتوجه بنظره الى السرداب و حملق فيه ، فأشتد قسوة على المنظر كأنه يستشف ما حصل ، ثم زمجر كأسد هصور ، كأنه يهم بفريسته ، ينظر الى قصعته بنظرة من السعادة ، فنهض وخاطب زملاؤه الموتى : حذرتكم ولم تنصتوا ، أنا عباس فاحذروا دعوتي أيها الأغبياء ..
توقعات الأبراج لعام 2025 وفقاً لبطاقات التارو: ماذا يخبئ لك العام من فرص وتحديات؟ يتطلع…
التوقعات الشهرية لبرج الحوت لعام 2025 عام من الازدهار والتجديد الشخصي يحمل عام 2025 لمواليد…
التوقعات الشهرية لبرج الدلو لعام 2025 عام من التقدم والتغيير الإيجابي يحمل عام 2025 لمواليد…
التوقعات الشهرية لبرج الجدي لعام 2025 عام من النضال والنجاح والاستقرار يعد عام 2025 عاماً…
التوقعات الشهرية لبرج القوس لعام 2025 عام من التطور الشخصي والمكاسب المهنية يحمل عام 2025…
التوقعات الشهرية لبرج العقرب لعام 2025 عام من النجاح المهني والاستقرار العاطفي يحمل عام 2025…