كنت أدرك بعمق أنه لا يفهمني ، كان بيني وبينه جدار كالسماء أو كيان كامرأة ، نعم ، كامرأة أخرى تتقاسمني هذا الزوج المشغول أبداً عني ، يدخل مساءٌ وكأن الظلام يمتطيه من آخر الدنيا ، يعسكر في مكتبه حتى يقترب الصباح ، ويغفو إلى جانبي كبركان أخمده الإعياء لبضع سويعات .
عشق صامت :
تتقاتل أيامي سنة بعد سنة ، لم تتكلل حياتنا بالنجاح الذي يجب ، ولم نرزق الطفل ، ولم أعرف كيف نطرد الصمت من بيتي ، يدخل متعباً يغيب في أوراقه لساعات ، يطلب فناجين من قهوته فنجاناً وراء الآخر ، ينتابني الشعور بأنني خادمة أكلما دخلت عليه بفنجان لا يصاحبه الكلام .
أتطلع إلى صلابته ، في شعره الليلي الذي قاوم سنواته الأربعين ، في سواد عينيه الذي يرسو على طبقات من الهيبة ، في يده البارعة بامساك قلم لا يستريح .
رغبة :
كان مثيراً كله ، كان كائنا لا يوقف عن إثارتي بصمته ، أو بهذا الصمت كان يغتالني ، مرات ، ثم مرات ، ومرات أخرى يعيد اغتيالي بالصمت ذاته ، أشتاق إليه ، أشتاق إلى رجولته لأغطي ضعفي ، أتحين الفرص كذئبه مفترسة ، وأشعر باللحظة الحاسمة التي سينجح فيها الهجوم ، لكن اللغة تخونني ، وتنتحر أبجدية جسدي الأنثوي في تقاطيع ذاكرتي المحاصرة ، بطفولة مطوقة ، وصِبا مسيج .
عدم تفاهم :
لا.لا..يا محمد.. لا أستطيع ، أستغيث بنداء لا أعرف إن كانت تترجمه عيوني ، فلا أظن منذ أن تزوجنا أنه حدث وفكّ رموز أعماقي ، في الوقت الذي يتنفس في حفيف أوراقه في مكتبه الموصد ، كنت أجالس صورته ، وأتنفس رائحته من على الوسائد وتحت أغطية الفراش ، وأنام وصورته تحدثني ، وأنامله التي لا وجود لها تتخلل شعري ، ثم يسرقني النوم لأستفيق صباحاً على يوم جديد يوطد طول المسافة بيننا .
كل الأيام نقاط صمت متواصلة ، كلها تتار هائج من الوحشة يجتاحني ، كلها تيار شوق لحبيب يقاسمني النصف الآخر من حياتي ، النصف الأكبر منه عن بعد ، يا الله !!
محاولة للتقرب :
كان يسألني ذات يوم ، يبدو لي أنك بعيدة عني لماذا لا تدخلي عالمي . ؟ كانت ذاكرتي ما تزال محاصرة ، كان دفتر القيم والعيون الآمرة يسري في دمي ، مازلت فتاة مهذبة في نظري ، فعن أي عالم كان يتحدث ؟ اشياؤه مرتبة ، البيت هادئ ، وأنا مطيعة ، ومجيء الأطفال مشيئة إلهية ، كان يبدو لي والداً أحياناً ، وأحيانًا أخاً أكبر ، وأحيانًا كنت أهواه لأنه زوجي ما جدوى أن أخلط الأمور إذن .
النهاية والانهيار :
لقد عجلت في انهاء عمرنا المشترك ، أو ربما بالغت في كوني فتاة مهذبة ، جاء آخر يوم نقضيه معاً قبل أن ننفصل ، حين دثرني بليل عينيه الغاضبتين ، وكنت ما أزال أبحث عن مزيد من الارتواء به ، رغم تلك الكلمات القاسية التي تعصف ثغره ، وهو يقول : لا يمكن أن تكوني امرأة من لحم ودم ، أنت دمية سخفية ، لا يمكن أن تسلي رجلاً .
أردته يغضب مني أكثر ، أحببت عقابه رغم بكائي ، أحببت رحيله رغم الشوق إليه ، أحببته رغم ارتمائه في حضن زوجة جديدة ، علمتني كيف تغمره بذراعيها ، وكيف تحسن الابتسام ، وكيف تكون جمال البيت وروحه بقليل من القيم ، وقليل من التصورات .
صفات الأبراج بالتفصيل لكل برج صفات خاصة به تميزه عن غيره، وهذه الصفات تبرز في…
الأبراج حسب الأشهر بالارقام الأبراج هي واحدة من المواضيع المثيرة للاهتمام والتي تجذب الكثير من…
الابراج حسب الاشهر دليلك الكامل للأبراج حسب الأشهر الميلادية والهجرية لطالما ارتبطت الأبراج بالتنبؤات والصفات…
توافق الحب والعلاقات حسب الأبراج بالتفاصيل الحب والعلاقات العاطفية يحملان طابعًا خاصًا يتأثر بصفات كل…
أحجار الرزق لكل برج والحب والعمل والنجاح الأحجار الكريمة تمتلك طاقات روحانية، ويُعتقد أنها تؤثر…
أسرار حب وكره الأبراج صفات مميزة تثير الإعجاب وتسبب النفور يهتم كل برج بمجموعة من…