تبدأ القصة بالحديث عن الفتاة المسكينة التي تقضي حياتها ، في الشقاء والجوع والبرد وتكافح من أجل العيش ، ثم تلوح إلى ناظريها فجأة ، مقصوصة من جريدة تصور الحفل الراقص الذي أقيم في المدينة ، والمليء بفساتين شفّة وعقود من الألماس الباهظ الثمن وما يلي ذلك من تأثير وضغط على الفتاة البسيطة كما سيلي ..

بداية القصة :
عملَت على مدى اثنتي عشرة ساعة ، كسَبت خمسة عشر فلساً ، في المساء تعود إلى مسكنها البائس ، تسير على طول الأرصفة المكسوة بالجليد الأبيض ، وهي ترتعد من البرد تحت شالها الرقيق الأسود ، تنسل نحيلة ، حاثة الخطى بتلك العجلة الوجلة التي هي مشية الحيوانات المسكينة المتروكة .

الجوع :
كانت تتضور جوعاً ، فاشترت فضلات لحوم مقددة بخسة الثمن حملتها معها في يدها ، ملفوفة داخل قصاصة من ورقة صحيفة ، وصلت لاهية وتسلقت أدراج الطوابق الستة .

المنزل:
في الأعلى ، كانت عليّتها كئيبة ، كانت شمعة أو بقيّة منها تضيء هذا البؤس ، لا نار مشتعلة والريح تتسرب لاذعة من تحت الباب ، تجفل لها شعلة الشمعة ، سرير ، طاولة ، كرسي ، البرد قارس جعل المياه في الإناء تتجلّد .

تسرع علّها تجد قليلاً من الدفء في السرير ، تحت تلّة الملابس التي تكدسها كلّ ليلة فوق قدميها ، تجلس باندفاع أمام الطاولة الصغيرة ، تُخرج كسرة خبز من خزانة وتأكل لحومها المقددة بنهم ولا مبالاة ، مثلما يأكل الجياع ، وحين تعطش ، تصطبر إلى كسر الجليد في إناء الماء .

هي والبؤس :
إنها طفلة لا يزيد عمرها عن ثمانية عشر عاماً ، لم تخلع شالها ولا قلنسوتها ، حتى تخفف من حدة البرد ، تأكل في منزلها وهي بكامل ملابسها ، وتخبئ بين الحين والآخر يديها المزوقتين في الريح ، لو كان بوسعها أن تبتسم ، لكانت بدت ظريفة .

لكنها عذوبة فاتنة انبعثت من شفتيها الرقيقتين وعينيها بلونها الرمادي الطري ، لكن المعاناة جعلت فمها ينقبض وزرعت في نظرتها قسوة حزينة ، وجهها يرتدي قناعاً متصلباً متجهماً ، قناع البؤساء .

تنظر أمامها بعينين تائهتين وذهن فارغ ، تلتهم طعامها مثل حيوان متعجل ، ثم وقع نظرها على قصاصة الصحيفة الملطّخة بالدهون التي تستخدمها طبقاً ، قرأت ما هو مكتوب عليها ، ونسيت خبزتها .

الحفل الراقص :
أقيم حفل راقص في قصر تويلري ، وقرأت أن المدعوين تناولوا كمية هائلة من النبيذ والمأكولات ، تسعة آلاف زجاجة من الشمبانيا ، وثلاثة آلاف قطعة حلوى ، وستمائة كيلو غرام من اللحم ، وإلى ما هنالك ، ابتسمت ابتسامة غريبة ، وقالت في سرها : إنهم حتماً يدينون جداً..

امرأة :
لكنها امرأة ، فاستوقفها أكثر وصف ملابس النساء ، وقرأت : السيّدة ماتيرنيك : فستان أبيض ذو حزام بنفسجي داكن ، حول عنقها قلادة مرصوفة بالألماس ، منسّقة مع تشابك ساحر من اللؤلؤ والألماس .

تعجب واندهاش وبعض الشر :
اشتدت القسوة على وجهها ، لماذا تملك النساء الأخريات عقوداً من الألماس ، وهي تشتهي فستاناً يدفئها ؟! ، أكملت القراءة : الامبراطورة في فستان بلون أخضر غضٌ ، ومن فوقه نصف تنورة من الشِفّ الأبيض الفضفاض المنسدل كالزّبد ، تتخلله خيوط فضيّة ، ومزيّن عند طرفه الأسفل والصدر بفرو السمّور ، شعرها مشكوك بأزهار كرة الثلج ومجرّد عصابة من الألماس ، وحول عنقها مخمل أسود مزيّن بياقة ذات نقوش يونانية من الألماس الرائع .

الألماس المزيد من الألماس ، ما يكفي لغمر مئة عائلة بالثروات ، توقفت الفتاة عن القراءة ، استقلت في كرسيها وأطرقت في خواطرها ، عبرت أفكار خبيثة عينيها الرماديتين ، لم تعد تشعر بالبرد ، اغراء الشر استولى على ذهنها تماماً .

وحين استيقظت من حلمها ، هزّتها ارتعاشه قوية وتمتمت وهي تلقي نظرة من حولها على مسكنها البائس ، ما الفائدة ؟…ما جدوى العمل ؟…أريد ألماساً..في الغد ستحصل على مبتغاها .

Lars

منشور له صلة

صفات الأبراج بالتفصيل

صفات الأبراج بالتفصيل لكل برج صفات خاصة به تميزه عن غيره، وهذه الصفات تبرز في…

15 دقيقة منذ

الأبراج حسب الأشهر بالارقام

الأبراج حسب الأشهر بالارقام الأبراج هي واحدة من المواضيع المثيرة للاهتمام والتي تجذب الكثير من…

27 دقيقة منذ

الابراج حسب الاشهر

الابراج حسب الاشهر دليلك الكامل للأبراج حسب الأشهر الميلادية والهجرية لطالما ارتبطت الأبراج بالتنبؤات والصفات…

35 دقيقة منذ

توافق الحب والعلاقات حسب الأبراج

توافق الحب والعلاقات حسب الأبراج  بالتفاصيل الحب والعلاقات العاطفية يحملان طابعًا خاصًا يتأثر بصفات كل…

4 ساعات منذ

أحجار الرزق لكل برج

أحجار الرزق لكل برج والحب والعمل والنجاح الأحجار الكريمة تمتلك طاقات روحانية، ويُعتقد أنها تؤثر…

4 ساعات منذ

أسرار حب وكره الأبراج

أسرار حب وكره الأبراج صفات مميزة تثير الإعجاب وتسبب النفور يهتم كل برج بمجموعة من…

5 ساعات منذ