قصة سرقة على طريق عام

طلبت الحاجة يمنة ، من ولدها عبد القادر زيارة قبر زوجها ، في البلدة المجاورة وما كان على عبد القادر سوى تلبية طلبها ، ولكنه انتظر حلول فصل الربيع حيث يعتدل الجو ، وتكسو الطرقات الألوان والأزهار .

عبد القادر يوفي بوعده لوالدته :
حل فصل الربيع ، وأوفى عبد القادر بوعده لوالدته ، بزيارة قبر والده فأصطحب زوجته رشيدة ووالدته ، في سيارته الجديدة والتي قد اشتراها منذ بضعة اشهر ، وكان الطريق إلى تلك البلدة طويلاً ، فكانت تلك البلدة تبعد حوالى 300 كيلو متراً ، وعند بلوغ منتصف الطريق شعر عبد القادر بالجوع .

فقرر التوقف عند أحد المطاعم المطلة على الطريق ، لتناول الطعام ثم إكمال سيره ، فتوقف عبد القادر عند أحد المطاعم الشعبية ، وأنزل والدته وزوجته ودخل إلى المطعم ، واختار طاولة يسهل منها متابعة سيارته ، وذهب لطلب الطعام وبراد شاي ، ثم عاد إلى الطاولة ، مرة أخرى ينتظر الطعام .

بعد مرور ربع ساعة ، آتى النادل ومعه الطعام وبراد الشاي ، وبدأ عبد القادر يلتهم الطعام جائعاً ، واندمج في تناول الطعام المشوي ، وما إن أنهى تناول الطعام حتى طلب من النادل الفاتورة ، ودفع له ثمن الطعام ورحل .

سرقة السيارة :
وما إن هم عبد القادر بالسير ، حتى تطلع بنظرة تلقائية إلى مكان سيارته ، فلم يجدها وقف عبد القادر في مكانه ، وحاول فتح عينيه أكثر ثم ركض ، وإذ بسيارة قديمة تقف أمام سيارته ، وتحجب الرؤية عن سيارته ، وما إن اقترب حتى أسرعت تلك السيارة القديمة بالسير ، وكان على متنها ثلاثة شبان .

عودة الامل من جديد :
رأى عبد القادر سيارته ، ودبت في روحه الحياة ، مرة أخرى فقد ظن في بداية الأمر ، أن سيارته الجديدة قد تعرضت للسرقة ، وكاد قلبه يتوقف عن النبض ، ولكن ما لبث أن رآها حتى عادت له الحياة مرة اخرى .

الإبلاغ عن السرقة :
أسرع عبد القادر ، وفتح سيارته وانتظر قدوم زوجته رشيدة ووالدته الحاجة يمنة ، والتي كانت تسير مستندة على عكازها ، وما إن دخل عبد القادر السيارة حتى وجد حقيبة السيارة الأمامية مفتوحة وفارغة .

وكان قد وضع بها أوراقه الخاصة ، وبعض من المال ليس بقليل ، وهنا علم عبد القادر أن سيارته تعرضت للسرقة ، وعلى الأرجح يكون هؤلاء الشبان الثلاثة ، الذين كانوا على متن السيارة القديمة ، والتي أسرعت بالسير عند اقترابه هم من قاموا بسرقتها .

ركبت زوجته ووالدته السيارة ، وتوجه عبد القادر لقسم الشرطة ، للإبلاغ عن السرقة وخرج ليكمل سيره ، وفي الطريق لمح سيارة تشبه تلك السيارة القديمة ، التي كانت تقف بجوار سيارته ، وما إن اقترب حتى لمح الشبان الثلاثة ، يحاولون تغيير إحدى عجلاتها ، والذي تمزق فتظاهر عبد القادر ، برغبته في مساعدتهم ، ونزل من سيارته ، ولكنهم منعوه من مساعدته .

القبض على المتهمين :
في هذا الاثناء لمح عبد القادر حقيبته ، التي سرقت منه وهنا تحول شكه إلى يقين ، فقام  بالاتصال بالشرطة فى الحال ، وبعد مرور عشرة دقائق أتت سيارة الشرطة ، وألقت القبض على الشبان الثلاثة ، واستعاد عبد القادر حقيبته ، وفحص أوراقه وماله ، وتأكد وجودهم ورحل مكملاً مسيرته ، وشكر الله على سلامة سيارته ، واسترداده لماله وأوراقه .