قصة كليلة ودمنة ” الصياد والغزالة”
يحكى أنه في يوم من ذات الأيام قد قام صياداً بالذهاب إلى الغابة ومعه قوسه والأدوات الخاصة بالصيد، ومن ثم أصاب بقوسه غزالاً فأخذه وعاد به إلى بيته، وفي خلال طريقه للرجوع إلى بيته اعترض الطريق خنزير بري، وإذ رأه الصياد بقذفه بسهمه ونفذ السهم بعيداً فهجم الخنزير على الصياد وتهجم عليه بأنيابه القوية وأصابه بضربة قوية ألقت بالقوس من يده وسقط الاثنان على الأرض موتى.
فمر عليهما الذئب وحين رآهما تكلم في نفسه قائلاً هذه وجبه وفيرة فيوجد رجل وخنزير وغزالة، سأخذهم لتناولهم في الغد أما اليوم سوف أكتفي بأكل هذا القوس إنه يكفى فقط ليومي، وفي خلال محاولة أكل القوس انقطع الوتر فاندفع طرف القوس للثعلب وإذا يصيب حلقه فمات هو الآخر، وتعد هذه القصة عبرة ومثل لسوء العقاب حين يكثر الشخص في الجمع والادخار للمستقبل.
قصة القرود والطائر
كان هناك يوجد يوما ما مجموعة من القرود تعيش في داخل الجبل وكان الجو ليلاً بارداً والأمطار قوية والرياح عاصفة للغاية، فرغبوا أن يوقدوا ناراً ليستدفئون بها وحين رأوا حشرة اليراعة التي كانت ساطعة جداً في الظلام اعتقدوا أنها ممكن تكون هي شرارة النار فأسرعوا في جمع الحطب بعدد كبير وأخذوا يلقون بالحطب على الحشرة وينفخون بأفواههم فيها نفخاً قوياً جداً باعتقاداً منهم أنها سوف تقوم بالاشتعال وتكون هي مصدراً للتدفئة في هذه الليلة الباردة جداً.
ثم أتى طائراً ووقف على شجرة بمكان قريب منهم ورأي ما يقوم به القرود وأخذ يتطلع إليهم وقال لهم أن الشرارة التي هم ينفخون فيها ليست نار وأنهم أجهدوا أنفسهم هباءً، فلم يصدق القرود كلام الطائر فقرر أن ينزل من على الشجرة ليكون قريباً منهم ويقنعهم بالتوقف عن مما يفعلوه.
وفي ذلك الوقت رأي رجلاً الطائر وعلم ما يرغب أن يقوله للقرود وقد نصحه قائلاً أن الشيء الصلب لا يمكنك تقويمه ببساطة ولا ينقطع بالسيوف فلم يأخذ الطائر كلام الرجل بجدية وذهب إلى القرود ليقول لهم أن الحشرة ليست هي شرارة نيران فأمسك أحد القرود بالطائر وضربه حتى مات، وهذه القصة تعبر عن نهاية الشخص الذي لا يأخذ بنصيحة الآخرين ويتجاهلها.
قصة الغراب والثعبان
كان هناك غراباً يعيش داخل عش فوق شجرة في وسط الجبل، وكانت يوجد في الشجرة جحر لثعبان وكان كلما يضع الغراب بيضه يأتي الثعبان بقصد ويأكلها، فكان الغراب يحزن حزناً شديداً لما يقوم به الثعبان فذهب الغراب يتحدث عن الامر إلى صديق له، وطلب منه أن ينصحه ويقول له المشورة في أمر يرغب في فعله.
فقال له صديقه وماذا تريد أن تفعل؟ فأجاب الغراب لقد قررت أن أنتظر الثعبان في هذه الليلة حتى يغفو في النوم ثم أنقر عيناه لكي يبتعد عني وأستريح من أفعاله، فقال له صديقه هذه الحيلة لن تأتي بنفعاً ولن تبعد الثعبان عنك وسوف تعرضك للخطر وستصبح مثل الطائر الذي يسعى لقتل السرطانة فمات بدلاً منها.
فقال له هل لي أن أقترح عليك شيء إن تمكنت من أن تفعله ستتخلص من متاعب الثعبان دون أن تعرض ذاتك للخطر، قال الغراب ما هي فكرتك، فقال له انطلق وطير بعيداً واخطف قطعة ثمينة من مجوهرات إحدى النساء ثم ارجع ولكن احرص على أن تشاهدك كل العيون لحين تصل إلى جحر الثعبان وتضع بالجحر الحلي، فيتتبعك الناس حتى يأخذون الحلي ومن ثم يقتلوا الثعبان، وبهذه الطريقة تتخلص من الثعبان بدون أن مخاطر على نفسك وتحافظ على سلامتك.
قصة القملة والبرغوث
في إحدى المرات يقال أن على فراش أحد الرجال الأغنياء كان توجد قملة منذ زمن طويل، فكان اذا يأتي الرجل في المساء وجلس الرجل على فراشه تنشط القمله وتمص من دماه ما يكفيها وهو نائم لا يشعر حتى تشبع، وفي ليلة من الليالي أتى إليها برغوثاً ليقضي معها معاها بعض الوقت، فاستضافته القملة وقالت له: أبقى معي هذه الليلة فأنا لدي الكثير من دم لذيذ ويوجد فراش مريح لننام عليه، فبقي معاها البرغوث ومكثوا الليلة معها حتى أتى الرجل الى فراشه فهجم عليه البرغوث فلدغه لدغه قوية جداً حتى أيقظت الرجل من نومه مفزوعاً، فقام الرجل من الفراش وأمر الخدم أن ينظفوا الفراش فلم يروا إلا القملة فأخذوها وقتلوها بين أظافرهم، بينما فر البرغوث هارباً بعيداً.
قصة في في العجلة الندامة
يوما ما حكى الفيلسوف: في يوم قيل أن هناك أمرأة ما قد ولدت طفلا جميلاً وسعد به أبوه بشكل كبير، وبعد عدة أيام أتى وقت الطهور فقالت لزوجها: خذ الطفل حتى أغتسل واعود، وذهبت الى الحمام والطفل مع زوجها وكانا يجلسان أمام باب البيت، فلم تبقى طويلاً حتى أتى رسول الملك يطلب من الزوج ان يذهب معه الى الملك، فلم يجد الزوج أحد ليترك معه الطفل سوى ابن عرس “وهو عبارة عن حيوان صغير مثل القطط، وهو كان قد رباه الزوج من صغره، فترك الطفل معه وأغلق عليهما باب البين ومن ثم ذهب الى الملك، وبعد وقت قليل من بين أحجار البيت خرجت حية سوداء كان على وشك أن تقتل الطفل ولكن ابن عرس قفز عليها فقتلها وأكلها حتى أصبح كل فمه دماء حمراء، وحين عاد الرجل وجد ابن عرس في الامام ويقف كمن قام بطولة، فلما رآه الزوج وكله دماء فقد عقله دون تفكير ظناً انه قام بقتل ابنه وأكله، فأخذ يضرب ابن عرس بعكازه الثقيل فوق رأسه حتى الموت، وعندما سكن سمع صوت صغيره حياً وسليماً وجانبه رأس الحية التي أكلها ابن عرس، فحين فهم الرجل حقيقة الأمر وكيف بسبب العجلة قتل حيوانه المفضل، فأخذ يبكي ويصرخ ويقول: ياليت لم أرزق بهذا الطفل، فكنت لم أغدر هذا الغدر بحيواني الوفي.
قصة السمكات الثلاثة
في يوم من الأيام، داخل بركة من الماء كان يوجد ثلاث سمكات، وكانت كل سمكة شكلها مختلف عن صاحبتها، فكانت السمكة الأولى مميزة بألوانها المبهجة، فكانت تتفاخر بهذا ولا تأتي بالطعام لنفسها، وكانت السمكة الثانية كان لها قدرات عقلية فائقة، ولكنها كانت كسولة جداً، وكنت تعتقد أنها تعرف كل شيء فتكاسلت عن السعي، أما الثالثة فكانت سمكة نشيطة، كانت لها حكمة أكثر من صاحباتها، فكانت تسعى للعمل وتمرن نفسها على خوض المواقف الصعبة.
وفي يوم من الايام رأت تلك السمكات صيادا قريب من البركة يصطاد، فأخذت السمكة المجتهدة مسرعة تحذر صاحباتها وتوقول لهم يجب أن يهربوا، وبالرغم من هذا لم يستمع إليها أحد، وقالت تلك السمكتان أن بمقدرتهم على التقاط الطعم دون أن يصطادهم الصياد، وبالفعل هربت تلك السمكة النشيطة، وعندما ألقى الصياد بصنارته، قامت السمكة الجميلة لتأكل الطعم دون أن يحس الصياد بها ولكن لم تتمكن وقام الصياد بتحريك صنارته وأصطاد هذه السمكة بمهارة.
حين قام الصيام بإلقاء صنارته مرة أخرى، قالت السمكة الذكية أن يمكنها أكل الطعم والهرب من خلال ذكائها، ولكن حين اقتربت إلى هذا الطعم، استطاع الصياد ان يصطادها، ولكنها قامت بالفرك حتى هربت من يده، ولكن قفزت بعد أن زعفنها قد انقطع.