يحكى أنه ، في قديم الزمان ، كانت تعيش مجموعة من القرود في الغابة ، وقد كان من بينهم قرد صغير ، كان دومًا حزين ، وكثيرًا ما كان يبكي ، حيث أن الله ، سبحانه وتعالى ، كان قد خلقه بدون ذيل ، مثل بقية القرود في الغابة ،  كان ذلك يؤرقه ، حيث لم يكن يستطيع أن يتسلق الأشجار ، ولا أن يتأرجح فوقها ، كعادة القرود .

وكانت القرود تسخر منه ، وكثيرًا ما يضحكون عليه ، ويخبرونه بأنه ليس كباقي القرود ، ولم يكونوا يلعبون معه ، وكان ذلك القرد الحزين المسكين ، يلعب وحده أسفل الشجرة ، وكان للقرد كلب صديقه ، كان يجلس معه تحت الشجرة .

وذات يوم ، لاحظ الكلب أن القرد حزين ، فسأله عما به ، فأخبره القرد ، بأنه حزين ، لأن القرود لا تلعب معه ، فأخبره الكلب ، بأن يحمد الله ، حيث أن الله رزقه سرعة مهولة ، تمكنه من الركض ، أسرع من باقي القرود ، إلا أن القرد لم يقتنع .

ذهب القرد إلى أمه ، وأخذ يبكي ، ويسألها عن سبب خلقه بتلك الطريقة ، فأخبرته الأم ، أن يحمد الله ، ولا يفكر بتلك الطريقة ، إلا أنه لم يحمد ربه ، وقرر القرد أن يذهب بنفسه ، إلى حكيم الغابة ، وهو الفيل ، ليطلب منه ذيلًا ، وأثناء سير القرد في الطريق ، وجد الكلب صديقه .

فسأله الكلب ، وقال : ” إلى أين تذهب أيها القرد ؟ ” ، فرد القرد قائلًا : ” إلى حكيم الغابة ، لأطلب منه ذيلًا طويلًا ” ، اندهش الكلب ، وأخبر القرد قائلًا : ” إن ما تفعله خطأ ، فأنت بذلك تعترض على قضاء الله ” ، فقال القرد : ” لا تتدخل أيها الكلب ، واتركني وشأني ” .

ذهب القرد إلى حكيم الغابة ، فوجد حجمه صغيرًا جدًا ، يقارب حجم القرد الصغير ، ولكنه بهيئة فيل ، فسأله : ” هل أنت حكيم الغابة بالفعل ؟ ” ، فرد الفيل : ” نعم ، ولا تتعجب من شكلي ، فأنا مرتاح كثيرًا ، وأحمد الله على ذلك ، وعلى الرغم من جسمي ، فأنا لدي عقل حكيم ، لذلك أصبحت حكيم الغابة ، كما ترى ” .

فأخبره القرد بأنه يريد ذيلًا طويلًا ، حتى يلعب مع القرود ، رد الفيل قائلًا : ” ولكنك يا أيها القرد ، عندك شيء مميز ، فأنت سريع جدًا ، فلو كان لديك ذيل ، لن تتمكن من الركض بسرعة ” ، فاقتنع القرد ، وحمد الله ، وشكر الفيل ، وأسرع إلى الكلب ، واعتذر له ، وأخبره بأنه لا يريد ذيلًا ، حتى يتمكن من اللعب ، والركض معه .

By Lars