كان ياما كان ، في قديم الزمان ، كانت نملة شقية جدًا ، لا تسمع الكلام أبدًا ، وكانت هناك ملكة جميلة ، أخذت النملة ، كي تعيش معها في مملكتها الكبيرة ، والرائعة ، ولكن النملة لم تكن تسمع تعليمات ملكتها ، وكانت كثيرًا ما تعصي أمرها ، وفي يوم من الأيام ، طلبت الملكة من النملة الشقية ، أن تعود إلى المملكة مبكرًا ، وألا تتأخر في العودة إليها .
ولكن النملة الشقية لم تسمع كلام الملكة ، ولم تهتم لأوامرها ، وما طلبته منها ، فأخذت تتجول ، وتلعب ، وتمرح ، هنا ، وهناك ، وقد كانت فرحة ، وسعيدة جدًا لذلك ، وكان الوقت يمر تباعًا ، وهي غير مهتمة بأي شيء ، وظلت تكابر ، وتعاند هكذا ، إلى أن حل عليها المساء ، وحل الظلام في كل مكان ، حول النملة .
تأخرت النملة كثيرًا ، وإلى جانب الجو المظلم ، ساء الجو كثيرًا في لحظات معدودة ، وبدأت عاصفة قوية مخيفة ، ولم تتمكن النملة من العودة مرة أخرى ، إلى المملكة ، فقد كان الطريق ، والأحوال الجوية ، يعوقها كثيرًا ، فلما تأخرت النملة ، قامت الملكة على الفور ،واستدعت النمل الموجود في المملكة كله ، حتى يدخلوا حجورهم ، ويحتموا بها من الجو القاسي ، والعاصفة الشديدة .
وأمرت الملكة حارسها أن يغلق على الفور ، الأبواب الرئيسية ، والأساسية في المملكة ، وأن يحكم غلقها جيدًا ، وتأهل الجميع إلى النوم ، والتدفئة ، وبعد وقت طويل ، تمكنت النملة الشقية من العودة إلى المملكة في وقت متأخر كثيرًا ، فوجئت النملة الشقية جميع الأبواب مغلقة ، فأخذت تنادي ، وتطرق الأبواب ، ولكن دون جدوى ، وهي وحيدة في ذلك الجو القاسي ، والبرد القارس .
بعد فترة ، أخذت النملة تصيح ، وتنادي على الحارس بأعلى صوتها ، فسمع الحارس صياح النملة ، وخرج على الفور ، ليرى ما الأمر ، فوجد النملة قد عادت بعد تأخر شديد ، وفي ساعة متأخرة من الليل ، ولكن الحارس قد رفض أن يدخل النملة إلى المملكة ، لأن الملكة قد حذرتها كثيرًا من التأخر عن العودة ، ولكنها لم تنصاع أبدًا إلى الأوامر ، والتعليمات .
فندمت النملة ندمًا شديدًا ، لأنها لم تسمع الكلام من البداية ، وبدأت النملة تشعر بالخوف الشديد ، والبرد القارس ، وبعد وقت قليل ، بدأت الأمطار تنهال عليها من كل جانب ، فشعرت بالإجهاد ، والإعياء الشديد ، كل ذلك كان يحدث ، والملكة كانت تراقب النملة الشقية من أعلى شرفة الغرفة الخاصة بها ، وتعمدت أن تترك النملة الشقية بعض الوقت ، حتى تتعلم درسًا ، لا تنساه أبدًا ، وتتعلم أن تسمع الكلام بعد ذلك .
وفجأة ، وبينما تنظر الملكة من شرفة غرفتها ، على النملة الشقية ، فلاحظت أن النملة قد التصقت سريعًا بباب المملكة ، من شدة البرد ، وفرط إعيائها ، فانزعجت لأمرها ، وحزنت للحالة ، التي ألمت بها ، وعلى الفور ، أمرت الملكة حارس المملكة ، من بعيد ، بأن يفتح الباب إلى النملة ، ويدخلها سريعًا ، فدخلت النملة الشقية على الفور ، إلى المملكة ، وكانت متعبة كثيرًا ، ومنهكة للغاية ، ولا تستطيع التحدث بسهولة .
تمالكت النملة الشقية نفسها ، واعتذرت كثيرًاإلى الملكة ، وندت على فعلتها ، ووعدت الملكة على ألا تعود لفعلتها مرة أخرى ، وأن تسمع كلام الآخرين ، لأنهم حريصون على مصلحتها .