نقص عليكم اليوم قصة ممتعة ، من ضمن مجموعة قصص كليلة ودمنة ، ومن خلال حكايتنا اليوم ، سنكتسب الكثير من الإيجابيات ، التي ستترك بداخلنا آثارًا بناءة ، نحيا على إثرها ، تعالوا نتعرف على قصة الثعلب والعصفور الصغير ، من خلال السطور القادمة .

في صباح يوم استيقظ الثعلب من نومه ، وكان يشعر برغبة شديدة في الطعام ، لكنه لم يتوفر لديه في منزله أي طعام يأكله ، فتأهب للخروج إلى الغابة ، باحثًا عن أي طعامٍ يسد به جوعه ، فكان كلما شاهد أرنبًا ، ينقض عليه ، ليقوم بافتراسه .

لكن لحسن الحظ ، كان الأرنب في كل مرة يفر سريعًا من الثعلب ، ظل الثعلب في حيرة من أمره ، وظل يبحث هنا ، وهناك لعله يحظى على فريسته ، التي بها يسد جوعه ، فلم يجد شيئًا ، حتى كاد أن يموت من فرط جوعه ، هذا بالإضافة إلى إعياءه الشديد ، الذي قاساه خلال فترة بحثه عن فريسة يأكلها .

أخرج الثعلب من تفكيرة فكرة اصطياد الأرانب ، وظل يبحث عن الفئران ، وكان كلما رأى فأرًا صغيرًا ، يسرع بشدة ليمسك به ، فيفر سريعًا إلى جحره ، ليختبأ ، ويحتمي به ، وبينما هو في حيرته ، إذ رأى عصفورًا يبدو عليه حداثة السن ، قد شغل بالتقاط الحبوب من الارض ، هنا شعر الثعلب أن الفرصة قد سنحت إليه .

فأسرع منقضًا بسرعة غير مسبوقة ، وأمسك الثعلب بالعصفور الصغير ، تعجب العصفور من ذلك ، وشعر بالارتباك ، وسأل العصفور الثعلب : ” أيها الثعلب ، فيما ترغب أن تفعل بي ، فأنا كما تراني ، صغير جدًا ، لن تستفيد من افتراسي ، ولن أشبعك أبدًا ” ، هنا شعر الثعلب أن العصفور الصغير على حق مما يقوله ، وبدا عليه الاقتناع .

استأنف العصفور قائلًا : ” أيها الثعلب العظيم ، إن تكرمت علي وتركتني ،فلك مني ثلاث نصائح في غاية الأهمية ، ستنفعك كثيرًا في حياتك ، ولكني أعطيك النصيحة الأولى ، وأنا معك ، أما الثانية ، فلن أفصح لك عنها ، إلا إذا تركتني أطير إلى غصن الشجرة ، وبالنسبة إلى النصيحة الثالثة ، فلم أخبرك بها ، إلا وأنا طائر في الجو ” .

استأنف العصفور قائلًا : ” صدقني يا عزيزي ، لن تندمأبدًا ، فأنا حتمًا لا أكفي لإشباعك ، ومن خلال نصائحي الثلاث ، ستتمكن بكل سهولة من الحصول على فريسة ثمينة ، تسد بها جوعك ” ، بدا على الثعلب الاقتناع ، ووافق على عرض العصفور ، وقال له : ” هيا أخبرني بالنصيحة الأولى ” ، قال العصفور : ” ما دمت حيًا ، لا تندم على ما فاتك ” .

قال الثعلب : ” وما النصيحة الأخرى ؟ ” فطار العصفور على الغصن ، وقال : ” إياك أن تصدق جميع ما يقال ، وكل ما تسمع ” ، ثم طار في الجو ، وقال : ” لو أنك كنت التهمتني ، كنت سأشبعك قليلًا ، وكنت سددت جوعك بي ” ، هنا غضب الثعلب ، وعلم أن العصفور قد خدعه ، ولكنه قال له : ” تمهل ، فما النصيحة الثالثة ؟ ” ، رد العصفور قائلًا : ” لا تهمل أي نصيحة تبقى عليك ” ، ثم طار العصفور سريعًا .

استأنف الثعلب مسيرته للبحث عن فريسة ، ورأى لافتة ، تقتضي بأن يكون حذرًا ، فيوجد بئر قريب ، فلم يصدق ، كما نصحه العصفور ، ووقع في البئر ، ومات .

By Lars