يُحكى أنه كان هناك إمبراطور عظيم ، والذي كان يحكم بلدًا كبيرًا ، وكانت بلدته مترامية الأطراف ، وقد امتلك هذا الإمبراطور كل وسائل السعادة والراحة ، وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يكن سعيدًا ، حيث لم يكن لديه أصدقاء ، ولم يكن هذا بسبب قسوته أو شدته في التعامل مع الآخرين ، ولكن عدم وجود الأصدقاء كان بسبب هيبته ، حيث أن الجميع كان يخشاه ، بما في ذلك الوزراء والمقربين منه .
لم يكن أحد يستطيع أن يحكي أي سر إلى الإمبراطور الذي ظل وحيدًا يعاني من الحزن الشديد ، وكان لا يعرف ماذا يفعل ، أو كيف يمكنه الخروج من هذه الحالة ، حتى فكر في نفسه قائلًا :”إن الناس ينصرفون عني لأنهم يعلمون أنني الإمبراطور ، ولكن يجب عليّ أن أخفي عنهم ذلك إذا أردت أن أحظى بصديق”.
قرر الإمبراطور أن يقوم بتنفيذ فكرته ، فخرج ذات يوم إلى المدينة وهو يرتدي ملابس العامة ، فتقدم حتى وصل حانوت صغير يقوم بتقديم المأكولات والمشروبات بأسعار بسيطة ، ثم جلس بجوار رجل بسيط من عامة الناس ، حيث كان ذلك الرجل يأكل فتة بالأرز ولحم ضأن ، فطلب الإمبراطور أن يأكل نفس طعامه .
وجد الإمبراطور فرصة جيدة ليتجاذب أطراف الحديث مع هذا الرجل البسيط ، حتى تعرّف على اسمه وشرب معه كوبًا من الشاي وفنجانًا من القهوة ، وبدا حديث الرجل ممتعًا ، وقد عرف الإمبراطور أنه يعمل تاجرًا ، حيث أن لديه دكانًا لبيع الأقمشة في السوق ، فذهب معه الإمبراطور وشاهد بضاعته ، وهناك أُعجب بقطعة قماش حرير ، فأخذها ولكن التاجر رفض أن يحصل على ثمنها منه ، حيث أخبره أنها هدية صداقة ومحبة .
كاد الإمبراطور أن يطير من الفرح بعد أن عاد إلى قصره ، حيث أنه قد حصل أخيرًا على صديق حتى تكررت الزيارات إلى هذا الصديق في دكانه ، كما كان يلتقي به عند الحانوت ليتغذيان أو يتعشيان ثم يتسامران معًا ، وقد قال الإمبراطور لصديقه التاجر أنه يعمل في قصر الإمبراطور ، وحينما سأله التاجر عن عمله قال : أنا أطهو في مطبخ القصر .
كان الإمبراطور لا يريد أن يكذب على صديقه ، حيث أنه كان يقوم في بعض الأحيان بدخول المطبخ من أجل إعداد الطعام بنفسه ، لذلك لم يجد حرجًا في أن يخبر صديقه بذلك ، فقال التاجر : إذن أنت طباخ الإمبراطور ، فضحك الإمبراطور قائلًا : أنا أطهو في مطبخ القصر ، وبينما كان الإمبراطور جالسًا ذات مرة في قاعة الحكم وسط كبار رجال الدولة ؛ دخل عليه الحاجب قائلًا بصوت منخفض : يا سيدي ؛ هناك من يسأل غن طاهي الإمبراطور .
انتبه الإمبراطور إلى الأمر قائلًا : لابد وأنه صديقي التاجر ، حيث أنه كان قد نبّه عن سرعة إخباره إذا سأل أحد عن طاهي الإمبراطور ، فنهض سريعًا وأمر رجاله أن ينتظروه ، ثم ارتدى ملابس الطهاة واستقبل صديقه وقضى معه وقتًا ممتعًا وأكلا وشربا معًا ، حتى ودّعه الإمبراطور من الباب الخلفي حينما أراد أن ينصرف ، ثم عاد الإمبراطور إلى رجال الدولة ، وبينما كانوا هم في حالة استياء ؛ ظهرت ابتسامة عريضة على ثغر الإمبراطور .
القصة من أدب الأطفال العربي للكاتب : محمد عاشور هاشم .
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…