يُروى من قصص التواضع المأثورة  في الإسلام ، عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، مرّ على المٌعلي بن الجارود ، فلقته امرأة من قريش ، فقالت له : يا عمر ، فوقف لها .. !.

امرأة قريش وأمير المؤمنين :
فقالت له : كنا نعرفك مرة عميرًا ، ثم صرت بعد عمير عمر ، ثم صرت بعد عمر أمير المؤمنين ، فاتق الله يا بن الخطاب ، فانظر في أمور الناس ، فإنه من خاف الوعيد ، قرب عليه البعيد ، وما خاف الموت ، خشى الفوت .

خولة بنت حكيم :
فقال لها المعلى : إيهًا إليك يا أمة الله ، لقد أبكيت أمير المؤمنين ، فقال له عمر : أتدري من هذه ، ويحك ! .. هذه خولة بنت حكيم ، التي سمع الله قولها من تحت سمائه ، فعمر أحرى أن يسمع قولها ، ويقتدي بها .

تواضع عمر بن الخطاب :
وروي الفضل بن عميرة ، أن الأحنف بن قيس قال : قدم على عمر بن الخطاب وفدٌ من العراق ، فقدموا عليه في يوم صائف شديد الحر ، وهو محتجز بعبائته ، ملتف بها ، يهنأ بعيرًا من أجل الصدقة : أي يدهنه بالهناء وهو القطران ، فقال : يا أحنف دع ثيابك وسلم ، فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه  من إبل الصدقة ، فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين ، فقال رجل : يغفر الله لك يا أمير المؤمنين ، فهلّا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة يكفيك هذا ؟

فقال عمر : يا ابن فلان ، وأيٌ عبدٍ هو أعبد مني ومن الأحنف هذا ؟ إنه من ولى من أمر المسلمين شيئًا فهو عبد للمسلمين ، يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيدة من النصيحة وأداء الأمانة .

تواضع الأمين والمأمون :
كان الكسائي يؤدب الأمين والمأمون ، ابني هارون الرشيد ، فأراد يومًا النهوض من عندهما ، فابتدرا إلى نعله ليقدماه له ، فتنازعا أيهما يقدمها له ؟ فاصطلحا على أن يقدم كل واحدة منهما فرده منها ، فلما رفع الخبر إلى الرشيد وجه إلى الكسائي من يحضره ، فلما دخل عليه ، قال له : من أعز الناس ؟.

قال : لا أعلم أعزّ من أمير المؤمنين ، قال : بلى ! إن أعز الناس من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه له ، وليا عهد المسلمين ، حتى يرضى كل منهما أن يقدم له فردة منها .

فأخذ الكسائي يعتذر حاسبًا أنه أخطأ ، فقال الرشيد : لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لومًا وعتبًا ، ولألزمتك ذنبًا ، وما وضع ما فعلا من شرفهما ، بل رفع من قدرهما ، وبين عن جوهرهما ، ولقد تبنت مخيلة الفِراسة بفعلهما .

فليس يكبر المرء ، وإن كان كبيرًا ، عن ثلاث : تواضعه لسلطانه ، ولوالديه ، ولمعلمه ، ثم قال : وقد عوضتهما مما فعلا عشرين ألف دينار ، ولك عشرة آلاف درهم على حسن تأديبك لهما ، فهكذا يكون عطاء الملوك .

تواضع المعتصم بالله :
يروى أيضًا عن المعتصم بالله انفرد عن أصحابه ، في يوم ممطر ، فبينما هو يمسي إذ رأى شيخًا معه حمار عليه شوك ، وقد توحل الحمار ووقع الحمل ، وهو ينتظر من يمر عليه ويساعده على رفع الحمل ، فنزل المعتصم بالله عن دابته وخلّص الحمار ، ورفع معه الحمل عليه ، ثم لحقه أصحابه ، فأمر لصاحب الحمل بأربعة آلاف درهم ، فهكذا يكون تواضع الملوك وحسن صنيعهم .

Lars

منشور له صلة

تفسير حلم قول لا إله إلا الله على الجن لابن سيرين

تفسير حلم قول لا إله إلا الله على الجن لابن سيرين رؤية الجن في المنام…

يومين منذ

فنجان برج الحوت اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الحوت اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…

يومين منذ

فنجان برج الدلو اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الدلو اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الدلو ماذا يقول فنجانك يا…

يومين منذ

فنجان برج الجدي اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الجدي اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الجدي ماذا يقول فنجانك يا…

يومين منذ

فنجان برج القوس اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج القوس اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال قراءة دقيقة للرموز والإشارات…

يومين منذ

فنجان برج العقرب اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج العقرب اليوم مع قارئة الفنجان المبدعة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…

يومين منذ