بعد رحلاته الطويلة في المحيط وصل السيد بهلوان إلى حي المرجان ، حي المرجان جميل وهادئ ولكنه هادئ أكثر من اللازم حسب رأي السيد بهلوان ، جلس اليوم الأول والثاني والثالث ، ولكن لم يزوره أحد في منزله في شقائق النعمان إلى أن سمع صراخًا .
إنه ساعي البريد أصابته لسعة من لسعات شقائق النعمان المؤلمة ، فقام السيد بلهوان بمعالجة ساعي البريد ثم علق لوحة تحذيرية لابد أن أهل الحي يخافون زيارته لذا خرج هو حتى يتعرف عليهم فهو يحب كثيرًا اجتماع الجيران .
فدق باب السيد دولفين أولًا قال الدولفين عذرًا يا عزيزي لقد رزقنا بمولود جديد إنه يشغل كل وقتنا فبدا له الوقت غير مناسب للزيارة فصوت الدولفين الصغير يملأ المكان ، ثم زار بيت السيد حبار خرج عليه السيد حبار وقد بدت عليه علامات الانهماك الشديد ، قال الحبار قررت طلاء المنزل من جديد أنا مشغول جدًا بنفث الحبر على الجدران .
وعندما وصل بيت السيدة سلمونة وجد حقائب سفرها عند الباب ، قالت السيدة سلمونة أنا ذاهبة في رحلة مع عائلتي أسافر عبر النهر عكس التيار حتى أعود إلى موطني ، عاد السيد بهلون إلى منزله بعدما رأي الجميع مشغول وفي الطريق تعثر إنها السيدة مفلطحة دفنت نفسها بالرمال وحاول أن يتكلم معها ولكنها لم تكن ترغب فهي لا تحب التعرف بالجيران ،لم ينجح البهلوان في أن يجتمع مع أحد ولكن خطة خطرب في باله ستضمن له اجتماعه مع الجيران .
وفي صباح اليوم التالي استيقظ البهلوان نشيطًا وأعد طعام وفيرًا ودعا إليه أهل الحي لابد أن الجيران سيسرعون إليه هذا المساء ، فمن يقدر أن يقاوم رائحة الطحالب المقلية المقدمة مع جانب طبق لذيذ من العوالق البحرية ، وانتهى من التحضيرات وانتظر وصول الجميع وانتظر وانتظر وانتظر .
لم يأتي أحد إلا السيد سلطعون أكل البهلوان قطعتين ثم قام حزينًا عن مائدة الطعام ، قال السلطعون لا تحزن يا صديقي فأهل الحي دائمًا مشغلون ، وظلت أنوار بيت السيد طوال الليل ولم ينم لابد أن يجد طريقة جديدة يجمع بها أهل الحي حتى لو كانوا مشغولون .
وفي الصباح وصلت عائلة غنائية من الحيتان إخطبوط كبير يحمل في يده دمى مربوطة بخيطان وفرقة من السلاحف البحرية تؤدي حركات بهلوانية ، إنه سيرك المحيط للأوقات السعيدة استدعاهم السيد بهلوان لأمسية فريدة ، وعلى أصوات الطبول شيئًا فشيئًا وخرج أهل الحي يستطلعون وعلت الضحكات في كل الأرجاء ولعبوا وتسلوا وأكلوا معًا وتحدثوا ، ودعا أهل الحي السيرك ليقيم عندهم وصار أهل الحي منذ تلك اللحظة يجتمعون بصورة مستمرة ..
قصة للكاتبة : آلاء عليان