في قديم الزمان كان هناك ملك ، طاعن جدًا في السن ، وكان له أبناء ثلاثة راشدون ، فطلب منهم والدهم المثول أمامه ، وقال لهم : يا أبنائي لقد تقدمت في العمر ، وأعباء الحكم ترخي بثقلها على كاهلي ، لذلك ينبغي أن أتخلى عنه لأحد منكم ، ولكن بما أن العرف لدينا ، لا يجيز للأمير العازب بأن يصبح ملكًا ، أتمنى منكم جميعًا أن تتزوجوا ، ومن يختار الزوجة الأفضل ، سوف يخلفني في العرش .

هكذا قرر كل منهم الذهاب في طريق مختلفة ، وسووا الأمر على هذا النحو ، صعدوا قمة برج شاهق جدًا ، وراح كل أمير منهم وفقًا لإشارة معينة ، يطلق سهمه في اتجاه مختلف عن أخويه الآخرين ، وفي الأمكنة التي سقطت فيها سهامهم ، توجب عليهم البحث عن زوجات المستقبل .

سقط سهم الأمير الأكبر سنًا ، في مكان في المدينة ، حيث يعيش أحد أعضاء مجلس الشيوخ ، وكانت له ابنة جميلة جدًا ، فذهب هناك وتزوجها ، واصطدم سهم الأمير الثاني بأحد البيوت الريفية ، حيث كانت تجلس فتاة شابة جميلة الملامح ، وابنة لسيد غني ، فذهب الأمير إلى هناك وطلب يدها ، وتزوجها بالفعل .

وشق سهم أصغرهم طريقه عبر غابة خضراء ، وسقط في بحيرة ، ورأى الأمير سهمه يطفو بين أعواد القصب ، وفوقه تقعي ضفدعة ، وتثبت نظرها نحوه ، ولأن أرض المستنقع لم تكن آمنة على الإطلاق ، لم يجرؤ الأمير على المجازفة ، فجلس ينتظر ويعتريه يأس شديد .

سألت الضفدعة : ما خطبك أيها الأمير ؟ ، فقال لها: ما خطبي ؟ لا أستطيع الوصول إلى ذاك السهم ، حيث تجلسين ، فقالت له : اجعلني زوجتك ، وسوف أعطيك إياه ، فقال لها : ولكن كيف يمكن أن تكوني زوجتي أيتها الضفدعة الصغيرة ؟ فقالت له: هذا ما ينبغي أن يكون ، أنت تدرك أنك أطلقت سهمك من أعلى البرج ، يحدوك الأمل بأن تعثر في المكان الذي سقط فيه ، على زوجة محبة ، وهذه ستجدها فيّ أنا ، فقال لها الأمير : أنتِ حكيمة جدًا كما أرى ، أيتها الضفدعة الصغيرة ، ولكن أخبريني ، كيف يمكن أن أتزوجك وأعرفك إلى والدي؟ وماذا سيقول العالم ؟

قالت الضفدعة : خذني معك إلى البيت ، ولا تدع أحدًا يراني ، قل لهم إنك تزوجت فتاة مشرقية ، لا ينبغي أن يراها الرجال ، باستثناء زوجها بل لا ينبغي أن يراها امرأة أخرى حتى .

فكر الأمير قليلاً ، كان السهم يطفو بمحاذاة ضفة البحيرة ، فأخذ السهم من الضفدعة الصغيرة ، ووضعها هي في جيبه ، وحملها معه إلى المنزل ، ثم ذهب إلى فراشه ، يزفر تنهدات عميقة .

في الصباح التالي علم الملك أن كل أبنائه قد تزوجوا ، فطلب منهم المثول أمامه ، وقال لهم : حسنًا يا أولاد ، هل أنتم راضون جميعًا عن زوجاتكم ؟ ، فقالوا : راضون تمامًا في الحقيقة ، يا أبانا وملكنا ، فقال لهم الأب: حسنًا سنرى من اختار منكم الزوجة الأفضل ، لتبدأ كل واحدة من بناتي الثلاث بحياكة سجادة حتى يوم الغد ، ومن تكون سجادتها الأجمل ، تكون هي الملكة .

هرع الأميران إلى زوجتيهما في الحال ، أما الأمير الصغير فوصل إلى المنزل ، واليأس يعتصر قلبه ، سألته الضفدعة: ما الأمر؟ ، فقال لها : ما الأمر ؟ لقد طلب والدي بأن تقوم كل واحدة من زوجات أبنائه ، بحياكة سجادة ومن تكون سجادتها الأجمل ، تصبح هي في المنزلة الرفيعة ، وقد بدأت على الأرجح زوجتا شقيقي بالعمل على نولهما للتو ، ولكن أنت أيتها الضفدعة الصغيرة ، بإمكانك أن ترجعي سهمي وأن تتكلمي كالبشر ، ولكن ليس بمقدورك أن تحيكي سجادة ، حسبما أرى .

فقالت له الضفدعة : لا تخف ، اذهب للنوم وقبل أن تستيقظ ستكون السجادة جاهزة ، استلقى الأمير على فراشه وأخلد إلى النوم ، هنا قامت الضفدعة تناجي السماء من خلف النافذة ، وسرعان ما أتت إليها حوريات سبع ، غزلن السجادة وتركنها في أبهى شكل .

في اليوم التالي مثل الأمراء أمام الملك ، وبسطوا سجاداتهم أمامه ، فبدأ ينظر إلى ما تم وعندما أتى إلى السجادة الثالثة ، صرخ أن هذا هو بالضبط ما أراد ، ومنح المكان الأول ، لزوجة الإبن الأصغر ولكن بقي اختبار آخر ، وطلب أن تحضر كل زوجة من زوجات أبنائه كعكة شهية في اليوم التالي .

عاد الأمير الصغير إلى زوجته الضفدعة الصغيرة ، وبدا شارد الذهن فسألته عم حل به ؟ فأخبرها أن والده يرغب في اختبار آخر ، للدلالة على المهارة ، وقال لها : أنا لست واثقًا أننا سننجح كما حدث بالسابق ، ولكنها أخبرته ألا يقلق ويستلق بالفراش ، وفي الصباح سوف تكون الكعكة جاهزة .

ثم أخذت تناجي السماء مرة أخرى ، وبالفعل هبطت الحوريات وحضّروا لها الكعكة ، التي انبهر بها الملك ، وطلب من أبنائه أن يحضروا زوجاتهم ، فأخبر الأمير الصغير الضفدعة ، فقالت له: عندما يسألك والدك ، أخبره أنني قادمة ولن أتأخر ، وبالفعل وعن ثقة أخبر الأمير والده ، وإذا بالأبواب تفتح عن آخرها ، وقدمت من خلفها أميرة غاية في الجمال ، شديد البهاء والصفاء ، جلست بينهم ، فسأل الملك الأمير ، لماذا لم يخبره من قبل بأن زوجته بهذا الجمال .

فأخبره الأمير همسًا بكل ما حدث ، فنصحه والده الملك ، بأن يأخذ جلد الضفدعة من منزله ويلقيه بالنار ، فتظل الأمير على هيأتها لا تتبدل إلى ضفدعة مرة أخرى ، ففعل الأمير وعاش سعيدًا إلى الأبد ، مع زوجته الجميلة .

Lars

منشور له صلة

تفسير حلم قول لا إله إلا الله على الجن لابن سيرين

تفسير حلم قول لا إله إلا الله على الجن لابن سيرين رؤية الجن في المنام…

20 ساعة منذ

فنجان برج الحوت اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الحوت اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…

23 ساعة منذ

فنجان برج الدلو اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الدلو اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الدلو ماذا يقول فنجانك يا…

23 ساعة منذ

فنجان برج الجدي اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج الجدي اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول برج الجدي ماذا يقول فنجانك يا…

23 ساعة منذ

فنجان برج القوس اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج القوس اليوم مع قارئة الفنجان المتميزة لدينا. من خلال قراءة دقيقة للرموز والإشارات…

23 ساعة منذ

فنجان برج العقرب اليوم الاحد 6/10/2024 اكتوبر تشرين الاول

فنجان برج العقرب اليوم مع قارئة الفنجان المبدعة لدينا. من خلال تحليل الرموز والإشارات في…

23 ساعة منذ