الأشجار في جزيرة العرب قليلة ، ومع ذلك فلنا مع رسول الله مواقف وذكريات لا تنسى ، فلا ينسى التاريخ موقفًا شجاعًا للرسول صلى الله عليه وسلم الشجاع الكريم تحت أخت لي قبلي .
رسول الله والكافر :
خرج عليه السّلام ذات يوم ليستطلع أخبار الكفار القادمين لمحاربته ، ووجد الشجرة أختي ، فرأى أن يستند إليها ويستظل بها ، وفاجأه واحد من الكفار ، وكان يحمل سيفًا ، وقال للرسول الكريم صلّ الله عليه وسلم : من يستطيع أن ينقذك الآن من يدي ؟ لم يهتز الرسول ولم يخف ، بل أجاب في هدوء وثبات : الله.
عفو رسول الله عن الكافر :
اضطرب الرجل وخاف وارتعش ، وسقط السيف من يده ، فأخذه الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وسأل الرجل نفس السؤال :من يستطيع أن ينقذك الآن من يدي ؟ .. لم يجد الرجل ما يجيب به ، بل زاد خوفه واضطرابه فعفا عنه الرسول الشجاع الكريم .
قصة شجرة الحديبية :
أما قصتي أنا مع الرسول ، فيكفيني فخرًا أن القرآن الكريم سجلها ، فخلد ذكرى في التاريخ ، وبين المسلمين ، كان الرسول صلّ الله عليه وسلم قد بعث بعثمان ابن عفان إلى قريش ، ليبلغهم أن المسلمين يريدون زيارة الكعبة ، وشاع عند المسلمين أنّ الكفار قتلوا عثمان ، فقرر الرسول صلّ الله عليه وسلم أن يحارهم ، ودعا المسلمين للبيعة على القتال ، وتمت البيعة تحتي ، ونزلت عنها الآية القرآنية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) صدق الله العظيم .
البيعة والصلح :
سمع كفار مكة بالبيعة فخافوا وفزعوا ، وعاد عثمان من مكة ولم يكونوا قد قتلوه ، وجاء رسول الله لهم يعلن رغبة قريش في ألا يقوم بينها وبين المسلمين حرب جديدة ، لمدة عشر سنوات ، ويحمل شروطًا للصلح بين الجانبين .
شروط صلح الحديبية :
وسميّ هذا الصلح بصلح الحديبية ، وفيه ألا يدخل المسلمين مكة هذا العام ، ولهم أن يحجوا في العام التالي ، ويبقوا في مكة ثلاثة أيام ، وأن يعيد محمد إلى قريش من يأتي منها إلى صفوف المسلمين ، ولا تعيد قريش من يذهب إليها من المسلمين ، ويكون من حق العرب أن ينضموا إلى محمد أو إلى قريش ، وليس لأحد الطرفين أن يعتدي على حلفاء الآخر .
موافقة الرسول على الصلح :
لم يرض الكثيرون من أصحاب محمد عن هذا الصلح وغضبوا ، لأن هذا الاتفاق يجعلهم يعيدون إلى قريش من يأتي إلى المدينة مسلمًا ، وتصوّروا أنّ ذلك يثبت ضعفهم ، ولكن الرسول صلّ الله عليه وسلم قبل هذا الاتفاق ووقع عليه .
الصلح في صالح المسلمين :
ومع الأيام ، تبيّن للمسلمون وأنا معهم ، أنّ الاتفاق كان في صالحهم ، فإن أعاد المسلمون إلى قريش ضايق أهل مكّة ، لأن هؤلاء كثر عددهم ، فعسكروا على الطريق بين مكة والمدينة ، وقام الكفار وأغاروا على قوافلهم ، لدرجة أنهم طلبوا من الرسول أن يستبقيهم عنده في المدينة ، ولا يردهم إلى مكة ، هذا بينما لم يخرج واحدٌ على سيدنا محمد ليذهب إلى قريش ، بل لقد اهتزت قلوب كثيرة لموقفه العظيم.
نقض الصلح وانتصار المسلمين في مكة :
وبدأت القبائل تدخل في الدين الجديد ، مما جعل قريشًا تضيق بالصلح ، وتنقض الاتفاق ، وتتعرض لقبيلة خزاعة ، التي انضمت إلى الرسول عليه السلام ، وهنا أعلن النبي انتهاء هذه الاتفاقية ، وذلك الصلح ، وما هي إلى أيام ، حتى رأيت عشرة آلاف من المسلمين المسلحين : يزحفون على مكة ، ووجدت قريش نفسها غير قادرة على محاربتهم ، فتقدموا بلا أية مقاومة ، لكي يدخلوا مكة فاتحين منتصرين .
يوم الشجرة :
ولكن أحد لم ينس يومي ، يوم الشجرة ، حين عاهد المسلمون النبي على القتال وأقسموا : النصر أو الموت … وجاء نصر الله والفتح ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وسمعت المسلمين في كل أرجاء الجزيرة ، يرددون كلمات الرسول عليه الصلاة والسلام أمام الكعبة بعد أن دخل مكة .
لقد حرم عليهم أن يسفكوا دمًا ، أو يقطعوا شجرة ، واهتزت فروعي ، وأغصاني وأوراقي ، لهذه الوصية الكريمة ، ثم اهتز قلبي وأنا أسمع بقية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر قريش ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم .. قال اذهبوا فأنتم الطلقاء.
نبوءة الرسول :
وظللت واقفة مكاني ، أسمع بعد ذلك أخبار انتصار المسلمين من بعد محمد ، في أيام أبي بكر الصديق ، ثم في أيام عمربن الخطاب ، وعرفت أن نبوءة الرسول بأن بلاد فارس والشام واليمن ستدخل الإسلام قد تحققت ، وأن نبوءته لسراقة بن مالك بأنه سيلبس سوار كسرى قد تحققت !
فبعد فتح المدائن عاصمة فارس ، استدعاه عمر إليه ، وألبسه ذلك السوار ، لقد سمعت كل هذا من الكثيرين الذين كانوا يزوروني للتبرك بي ، وليذكروا يومي العظيم ، حين جلس الرسول تحتي ، يتلقى البيعة من المسلمين ويسمع العهد على النصر أو الموت .
قطع الشجرة خوفًا :
وقد خاف عمر بن الخطاب من كثرة زواري ، فأمر أن يقطعوني ويقتلعوني من جذوري ، ولم أهتم بذلك ولم أحزن ، يكفي أن شجرة الإسلام أصبحت تظلل الملايين من المؤمنين بالنبي الإنسان ، ورسالته العظيمة ، عليه أفضل الصلاة والسلام .
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…
توقعات الأبراج اليوم | حظك اليوم - مرحباً بكم في أبرز التوقعات اليومية لجميع الأبراج.…
abraj alyawm نعرض لكم في هذا المقال أحدث توقعات الأبراج اليومية ونصائح الحظ الفلكي. اكتشف…
فنجان الابراج اليوم مع قارئة الفنجان المميزة. انضموا إلينا لاكتشاف ما تخبئه لكم النجوم من…