هناك في أعماق الجبل العظيم وفي متاهة ضخمة من الأنفاق التي أنشأها السحرة العظام ، عاش هناك مسجون ولكنه كان مسجون غريب فلم يكن سوى مخلوق فظيع يعرفه الجميع باسم كراتون ، لقد تم سجنه هناك من قبل السحرة بعد ترويعه المستمر للسكان المحليين .
ولقد كانت تلك المتاهة السحرية ذات مدخل ومخرج واحد فقط ، وكان يتغير موقعها كل يوم ولكن في يوم من الأيام استطاع رجل شرير يدعى جيفا أن يصل إلى تلك الأرض ، وكانت رغبته الوحيدة هي أن يسيطر ويحكم شعوب تلك الجبال عن طريق تخويفهم جميعًا ، وكان جيفا في عجلة من أمره لتحقيق رغبته .
وعندما سمع عن كراتون فكر في تحريره ، لكي يساعده في خططه الشريرة بغض النظر عن مدى خطورة الوحش ، لذلك سافر جيفا إلى الجبل العظيم وبرفقته جميع عبيده ، حيث كان هناك الكثير منهم وكانوا يخافون من سيدهم ، لدرجة أنهم لم يأخذوا وقتا طويلًا للعثور على مدخل المتاهة .
وكان أحد هؤلاء العبيد رجل حكيم للغاية ، فاكتشف الطريقة التي يعرف بها موقع المخرج كل يوم من الخارج ، وعندما كان جيفا داخل الجبل أخبره العبد الحكيم بذلك بعد أن شرح له نظام المتاهة ، حيث قال له: عندما تخرج من المتاهة يجب عليك الانتظار حتى الليل ، وتأكد من عدم الخروج خلال النهار .
فقاطع جيفا المتغطرس العبد الحكيم وقال له أنه لا يريد أن يسمع أكثر ، ثم دخل جيفا المتاهة خلال الظلام الدامس ، وبدأ جيفا يبادر بالنداء ودعوة الوحش ، موضحًا للوحش نواياه وأخبره جيفا أنه سوف يحرره من المتاهة ، إذا ساعده في ترويع الناس هناك لمدة عشر سنوات على الأقل .
وهنا صاح الوحش الذي أعجبته خطة جيفا ، لأن كل ما أراد فعله هو الهروب من المتاهة وإثارة انتقامه القديم ، وبعد عدة أيام وجدوا بعضهم البعض في وسط الظلام الدامس ، وهناك قاموا بتدعيم اتفاقهم الرهيب وبعد أن اتبع جيفا ما أوصى به العبد سرعان ما وجدوا طريق الخروج .
وعندما اقتربوا منه بدأ ضوء الشمس الرائع في البزوغ ، وتذكر جافا كلمات العبد الحكيم بعدم الخروج فجلس جيفا الشرير ينتظر غروب أشعه الشمس ، ولكن الوحش الذي رأى نفسه حرًا في النهاية ، لم يرغب في الاستماع إلى هذا الحديث عن الانتظار ونسى موافقته السابقة على صحبة جيفا ، لقد غادر كراتون المتاهة مسرعًا .
ومن داخل المتاهة سمع جافا صرخات كراتون الرهيبة من العذاب ، لقد كان خائفًا ولكنه كان أيضًا في حاجة للذهاب ورؤية ما حدث للوحش ، وعلى الرغم من أنه كان لا يزال يتذكر كلمات عبده الحكيم ، إلا أنه قرر أن يخرج ، وبمجرد أن لامس الهواء وجهه دخلت أشعة الشمس العجيبة عيناه ، وعم الظلام حول جيفا .
لقد فقد بصره كما حدث لكراتون قبل لحظات ، وهكذا فإن تلك الكائنات الشريرة أصبحت مكفوفة بسبب الشر الذي كانوا يضمروه للناس ، ولم يتمكنوا حتى من رؤية كيف انتهت خططهم ، وظلوا يعاقبون إلى الأبد في حياة من الظلام الدامس ، جنبًا إلى جنب مع مخلوقات أخرى معاقبه بسبب شرهم .
القيمة الأخلاقية المستفادة :
حينما يضمر الشرير الشر للآخرين ينكوي بناره ، فمن حفر حفرةً لأخيه وقع فيها أما من تحلى بالأخلاق الطيبة وعمل على نشر الخير بين الناس ، فإن الله يزرع محبته في القلوب ويرزقه من فضله بغير حساب .
القصة مترجمة عن :
Kraton’s Labyrinth