في غابة مالوبا النائية عاش هناك ذكر ذباب يدعى موذي ، كانت لديه مهارة غريبة حيث كان يمكنه أن يصدر صوتًا مثل الأسد ، وقد اكتشف قدرته الخاصة على ذلك بينما كان لا يزال صغيرًا جدًا ، ومع نموه سافر إلى أبعد المناطق في غابه مالوبا حيث لم يكن أحد يعرفه ، و بمجرد وصوله هناك كان يطلق العنان لزئيره ، ويتحرك هنا وهناك مخيفًا للجميع .
كان دائمًا يستخدم نفس الأسلوب ويختبئ خلف الشجيرات ، ويخرج زئيرًا مهددًا به الجميع ثم سرعان ما يطير وراء ضحيته مع هذا الزئير المرعب مرة أخرى ، كان كل الحيوانات بالغابة يتوقعون رؤية أسد مرعب ، ولم يلاحظ أحد منهم الذبابة الصغيرة التي تصدر صوت زئير الأسد .
لهذا كان موذي يكرر حيلته مرارًا وتكرارًا ، بينما كان يسخر من ضحاياه ، قائلًا : “لن تروني أبدًا أنا الأسد أسرع وأقوى مخلوق في الغابة ، يمكنني أن أدمركم بضربة واحدة من مخالبي ، حتى قبل أن تدركوا ذلك” ، ثم يكمل موذي قائلًا لضحيته : هل أنت خائف؟ سيكون من الحكمة أن تكون كذلك لأني أسدٌ شرس للغاية .
ولأن كل الحيوانات كانت مرعوبة اتفقوا على قبول الأسد كملك للغابة ، إنه الأسد الخفي موذي ، وهكذا بدأ موذي العيش بسعادة وكان لديه كل ما يريد ، وعندما كان يحتاج إلى شيء ما أو كان يحب شيئًا من المرح ، كان يقوم فقط بممارسة حيله الصاخبة .
وذات يوم من الأيام جاءت تيجا وهي سلحفاة مجنونة قليلًا، كانوا يقولوا عنها أنها قضت سنوات في العمل في سيرك مع البشر ، حتى أن الجمهور كان يرسل لها القليل من البسكويت ، وحينما علم موذي بقدوم السلحفاة بالطبع لم يفوت هذه الفرصة للحصول على المتعة مع وصول السلحفاة الجديدة .
ولذلك أعد حيلته المعتادة ولكن بمجرد سماع تيجا لزئير الأسد غير المرئي وتلك التهديدات ، بدأت في قتل نفسها من الضحك وأخذت تقول :”ها ها ها ها! أسد شبح! لقد عرفت ذات مرة أسدًا شبحًا ، بالإضافة إلى حمار أصلع وعرس يعرج واضح وكانت المتعة عندما كانوا يرقصوا! هيا ، لنرقص هاهاها ” .
كانت جميع الحيوانات خائفة ترتجف ، وشعرت بالأسف على تيجا فقد كانت تلك المرة الأولى التي يتجرأ فيها أي شخص على التعامل مع الأسد الرهيب بهذه الطريقة ، وكانوا متأكدين أن الأسد الشرس لن تأخذه الشفقة على هذه السلحفاة .
ومع ذلك لم يستطع موذي عضّ أو ضرب السلحفاة ، كان خياره الوحيد هو الاستمرار في الصعود والتهديد ، ومع ذلك ، فإن “تيجا” ظلت تضحك ولم تخاف من تحذيرات الأسد الغاضبة ، وبعد بضع دقائق كان واضحًا أن الأسد لن ينفذ أيًا من تهديداته ، وقد انضم طائر صغير جريء إلى تيجا ساخرًا من الأسد .
وحاول موذي إخافة الطيور الصغيرة ، لكنه لم ينجح وتدريجيًا بدأت الحيوانات الأخرى في الانضمام لهم ، وأخيرًا كانت جميع الحيوانات تضحك على الأسد الخفي ، واصفين اياه بأشياء مثل: “الأسد الذي ينبح لكنه لا يعض” ، “الملك بدون أنياب” أو “الوهمي” ، ” الأسد الملك الذي لا يفعل شيئًا ” ، وهكذا انتهت أيام موذي الذهبية مع السعادة بعد أن هدد كثيرًا وكذب كثيرًا .
القيمة الأخلاقية المستفادة :
أن الكذب لا يدوم ومهما استمر لا بد له أن ينكشف ، وحينها يصبح الكاذب شخصًا مذمومًا وكسيرًا ، ولا يحبه الناس أما الصادق فهو شخص محبوب يتقرب منه الجميع ويحبون قضاء الوقت معه .
القصة مترجمة :
The Invisible King of the Jungle