كان هناك نمر يعيش في غابة كثيفة وكان يعرف بفخره الشديد بنفسه وكان يعتقد دائمًا أنه لا يوجد أحدُ أقوى منه ، وذات مرة قام باصطياد فريسة وجلس لكي يأكلوها تحت ظل شجرة حتى جاء غراب وجلس على نفس الشجرة وكان هذا الغراب يعرف بمكره الشديد وفي رغبته الدائمة في إقامة معارك بين الحيوانات الأخرى .
وكان دائمًا يفكر في كيفية تلقين النمر درسًا جيدًا ، ثم قال للنمر سيد نمر لا تغضب مني ولكنك دائمًا تعتقد أنك أقوى في هذه الغابة ولكني أريد أن أقول لك أنك مخطئ تمامًا فيوجد كائن هو الأقوى سيكون الإنسان فأنا أعرفه جيدًا ، فأنا أذهب باستمرار إلى المدينة .
بالاستمتاع لحديث الغراب أصاب النمر قلقًا شديدًا فلم يكن النمر مستعد لتقبل وجود فكرة شخص أخر أقوى منه والجزء الأخطر أن النمر لم يكن قد رأى إنسانًا مطلقًا ، ونتيجة لكل ذلك أصبح النمر شديد الانشغال بحثًا عن الإنسان وبدأ يسأل أي شخص ويسأل جميع من الحيوانات على كيف يبدو الإنسان ولكنه لم يحصل أبدًا على نتيجة إيجابية .
وفي يوم ما التقي مع فيل وسأله سيد فيل هل سبق ورأيت إنسانًا بالطبع نعم فلدي تجربة كاملة معه ولكن استمع لي جيدًا لا تبحث عن الإنسان فهو قوي جدًا وسخر النمر من حديث الفيل وذهب النمر لكي يكمل طريقه وفي طريقه عبر من أمام ثعلب وسأله صديقي الثعلب أنت تعتبر الحيوان الأذكى بيننا ولقد شاهدت العالم كله هل يمكنني أن أسألك هل سبق وشاهدت الإنسان وكيف يبدو.
ضحك الثعلب وقال أهلًا يا سيد نمر هل أُصبت بالجنون لا تقحم نفسك في المتاعب فالإنسان كائن شديد القسوة وأقوى منك بكثير لو حاولت البحث عنه سوف تؤدي بنفسك إلى متاعب أنت في غنى عنها فغضب النمر من الثعلب ، وتحرك النمر ليكمل طريقه وبالفعل ، فوجد إنسانًا جالسًا تحت ظل شجرة لكي يستريح فكلمه وقال له صديقي كيف حالك أصاب الإنسان بالذعر ولكنه تماسك وقال وما شأنك بي عليك أن تكمل طريقك صدم النمر من تلك الكائن الذي لم يبدي له أي اهتمام ولكنه كان مشغولًا بالإنسان فقال يا صديقي كل ما في تفكيري أني أبحث عن الإنسان .
أريد أن أراه مرة واحدة هل هو فعلًا أقوى مني أنا متأكد أنه ليس من الكائنات الذكية أريد أن أراه على الأقل مرة واحدة وأعرف كيف يبدو وأطمئن الإنسان بعد استماعه لحديث النمر ، وبدأ في الضحك ثم قال هل تريد حقًا رؤية الإنسان إذا أردت ذلك فعليك فعل ما أقوله لك أربط نفسك في الشجرة وبالتأكيد سوف ترى الإنسان كيف أستطيع أن أقيد نفسي في الشجرة ولماذا لا تقيدني أنت فابتسم الإنسان ووافق واستمر في الضحك وهو يقيد النمر ثم التقط فأس وأصاب النمر في أذنه فصرخ النمر وقال اترك لي أذني الثنية لقد فهمت الآن الكائن الذي يسمى الإنسان ليس أي شيء سواك فأنت أمكر كثيرًا مما تخيلت وقال أعدك أني لن أظهر في طريقك مرة أخرى .