يُحكى أنه كان في قديم الزمان ، وسالف العصر والأوان ملك عظيم الجاه والسلطان ، اسمه الملك النعمان ابن الملك حسان ، وكان الملك النعمان ملكًا على بلاد عظيمة غنية ، فيها من الخيرات أشكال ، وألوان وعنده كل ما يخطر على البال ، وما لا يخطر على البال ، ولكنه لم يكن سعيدًا ولا مرتاح البال ، لماذا ؟ لأنه سمع بشيء غريب لا يوجد إلا في بلاد الأعاجيب !.
ساحر الجبل :
وقال النعمان لنفسه : أنا ملك عظيم ، عندي كل شيء ولكني أريد أن أحصل على هذا الشيء الغريب من بلاد الأعاجيب ، ولن أرتاح حتى أحصل عليه .. ولكن ما هذا الشيء الغريب الذي لا يوجد في بلاد الأعاجيب ، تعالى معي لنسأل عنه ، ونعرف سره إن الرجل الوحيد الذي كانوا يقولون إنه يعرف شيئًا عن سر هذا الشيء الغريب ، هو ساحر الجبل الذي يسكن في بيت كبير ، في قمة الجبل القريب من بلد الملك النعمان .
وكان الناس يقولون إن هذا الساحر يعرف كل شئ ، ولهذا أرسل النعمان أحد ضباطه ليسأل الساحر عن سر هذا الشيء الغريب ، الذي لا يوجد إلا في بلاد الأعاجيب !.
الوصول لبيت الساحر :
هيا بنا نذهب مع رسول النعمان إلى ساحر الجبل ، وسار الضابط في طريقه ، حتى وصل إلى الجبل الذي يسكن فوقه الساحر ، ونظر إلى أعلى فرأى الجبل عاليًا وطريق الصعود إليه صعبًا فأخذ يتسلق الأحجار والصخور، ثم سار في طريق طويل ملتوي حتى وصل إلى بيت الساحر .
الطريق لساحر الجبل العظيم :
وقف أمامه ورفع يده ليدق الباب ، ولكن قبل أن يفعل هذا فتح الباب وسمع صوتًا يقول : أدخل ، فدهش الضابط لأنه لم ير أحدًا !! ولكنه دخل فوجد نفسه في حجرة واسعة ، في وسطها سجادة صغيرة مربعة عليها نقوش غريبة ، وحولها كراسي أشكالها عجيبة ، ولما وقف على السجادة سمع صوتًا يقول له : لا تتحرك ، فنظر الضابط ولكنه لم ير أحدًا ! وإنما شعر بالسجادة الصغيرة تتحرك تحت قدميه ، وتهبط إلى أسفل ، وأحس كأنه ينزل تحت الأرض مسافة بعيدة بعيدة ، وسمع الصوت يقول أنت في طريقك إلى ساحر الجبل العظيم .
الحصان الطيار :
وأخيرًا وقفت السجادة ، ورأى الضابط نفسه في قاعة فسيحة أمام الساحر الجالس على كرسي كبير عال ، فتح الضابط فمه ليتكلم ، ولكن قبل أن ينطق بحرف واحد سمع الساحر ، يقول له : إنى أعرف ما تريد أن تقول وإليك الجواب : السر الغريب الذي لا يوجد إلا في بلاد الأعاجيب ! هو الحصان الطيار وهو حصان له جناحان يطير بهما في الفضاء .
بلاد الأعاجيب والهلاك :
ولكن أحدًا لا يستطيع الوصول إليه لأن بلاد الأعاجيب مملوءة بالأسرار ، وكل من حاول الوصول إلى هذه البلاد هلك ، لأن طريقها صعب وبيننا وبينها صحراء واسعة ونهر كبير ، وبحر وثلاثة جبال عالية ، فقل للملك النعمان إن الوصول إلى هذه البلاد صعب بل مستحيل .
ارجع من حيث جئت :
وسكت الساحر ، ففتح الضابط فمه ليتكلم ، ولكنه أحس السجادة تتحرك تحت قدميه ، ثم رآها ترتفع به إلى أعلى ، حتى وصل إلى الحجرة الأولى وسمع الصوت ، يقول له : الآن ارجع من حيث جئت !.
عودة الضابط إلى النعمان :
فخرج الضابط من الباب ونزل من أعلى الجبل ، وسار في طريقه إلى المدينة ، عاد الضابط إلى النعمان ، وأخبره بما رأى وبما سمع، ثم قال : والساحر يقول لك إن الوصول إلى الحصان الطيار ، في بلاد الأسرار صعب بل مستحيل .
النعمان والمستحيل :
فغضب النعمان وصاح إن الملك النعمان ابن الملك حسان ، لا يعرف شيئًا اسمه المستحيل ، ثم نادى النعمان قائد جيشه وطلب منه ، أن يعد فرقة مكونة من مائة جندي ، وأن يرسل معهم أحد الضباط الشجعان ، ويأمرهم أن يعبروا كل ما في الطريق من صحاري وبحار وجبال ، ثم يحضروا له الحصان الطيار مهما قابلهم من الأخطار .
الصحراء والحيوانات المفترسة والمعارك :
سار الجنود في الصحراء ، وساروا حتى ابتعدوا عن بلادهم ، وغابت بيوتهم عن العيون وأصبحوا لا يرون أمامهم إلا الصحراء ، ذات الرمال الصفراء ، وإذا نظروا وراءهم أو حولهم لا يرون أيضًا ، إلا الصحراء والرمال الصفراء ، وقليلًا من الحشائش الخشنة والنباتات الشوكية ، ثم ساروا إلى الأمام أيامًا وأيامًا وأيامًا والصحراء لا تريد أن تنتهي والنهر الذي يتبعها لا يرد أن يظهر .
وكانوا يقابلون أحيانا بعض الغزلان فيصيدونها ، ويأكلون لحمها وأحيانًا كانت تهاجمهم الحيوانات المفترسة كالأسود والذئاب ، فتحدث بينهم وبينها معارك شديدة .
الرحلة و العاصفة الرملية :
وفي يوم من الأيام هبت عليهم عاصفة رملية هائلة ، فامتلأت الأرض والسماء بالرياح الشديدة المحملة بالرمال ، وأصبحوا لا يعرفون إلى أين يذهبون ؟ فحاولوا الاختفاء داخل خيامهم ، التي كانت تهتز من شدة الرياح ، ولكن بعض الخيام طارت في الهواء ! ودفن كثيرون من الجنود تحت الرمال .
الخوف والموت في الصحراء الواسعة :
وأخيرًا بعد أيام وأسابيع من السير المتواصل ، والتعب الشديد بدأ الماء الذي معهم ينتهي وبدءوا يسقطون على الأرض من شدة التعب ، وحسبوا أنهم تاهوا وخافوا الموت في هذه الصحراء الواسعة ، التي ليس فيها طعام ولا شجر ولا ماء .
الماء في بلاد العجائب :
وفي يوم من الأيام رأوا أمامهم الماء يلمع من بعيد ، في أشعة الشمس الذهبية فوق رمال الصحراء ، فجروا أقدامهم وساروا وهم يشعرون بالأمل ، وساروا ساعات طويلة في الطريق إلى الماء ، دون أن يصلوا إليه !وكلما ساروا إلى الأمام ظهر لهم أن الماء يبتعد إلى الوراء .
ثم فوجئوا بأحد الجنود يسقط على الأرض ، وهو يطلق صيحة رهيبة ويقول بصعوبة ليس هذا ماء أيها الجنود إنه السراب ، يحسبه الظمآن ماء وكلنا سرنا لا نجد شيئًا .
السراب :
نعم إنه السراب إنه صورة السماء تنعكس على طبقات الهواء الساخن ، الذي يلمع فوق الرمال في أشعة الشمس من بعيد ، فيظهر كأنه الماء إنه السراب ، إنه السراب ليس هناك ماء قد هلكنا أيها الرفاق ثم فارق الجندي الحياة وهو يشكو على الله ظلم النعمان .
عودة الجندي وتجهيز الجيش الآخر :
ومرت الأيام ولم يبق من الجماعة كلها إلى عشرة من الجنود ، فاتفقوا على أن يرجعوا إلى النعمان ، ويخبروه بما حدث لهم ، وفي طريق العودة وقع منهم من وقع ، ولم يصل إلا واحد ! رجع إلى النعمان وحكى له كل ما حصل .. غضب النعمان غضبًا شديدًا وطلب من قائد الجيش أن يذهب بنفسه ، ويأخذ معه خمسمائة جندي وعشرين ضابطًا ، ولا يعود إلا بعد أن يحضر الحصان الطيار من بلاد الأسرار .
جمع القائد الجنود وجهزهم بالأسلحة الكثيرة ، والطعام الوفير وكل ما يحتاجون إليه ، ثم سار في طريقه وهو لا يدري هل سيعود إلى أهله ، وبلاده مرة أخرى أو سيهلك في الطريق كما هلك من سبقوه .
القائد والجنود في الصحراء :
سار القائد والجنود في الصحراء التي لا يوجد فيها الماء ، والنبات إلا في القليل النادر وتعرضوا للتعب والعطش وللعواصف الرملية ، وهاجمتهم الحيوانات المتوحشة ، وقتلت منهم عددًا كبيرًا ولكنهم استطاعوا أخيرًا ، أن يعبروا هذه الصحراء ويصلوا إلى شاطئ النهر ، وهناك عند شاطئ النهر وجدوا بعض الأشجار فقطعوها ، وعملوا المراكب اللازمة وركبوا فيها .
الهجوم والهلاك :
ولكنهم فوجئوا بمئات من التماسيح تهاجمهم فانقلبت المراكب وسقطوا في الماء ، وقامت معركة رهيبة مخيفة بين الجنود والتماسيح ، أظهر الجنود شجاعة كبيرة ، ولكن التماسيح الجائعة كانت كثيرة العدد ، فقتلت منهم عددًا كبيرًا حتى لم يبقى من الجنود إلا عشرون استطاعوا الوصول إلى الشاطئ، ورجعوا عائدين إلى بلادهم .
طريق العودة والصعاب :
وكان طريق العودة مليئا بالمصاعب والأهوال ، فلم يصل منهم غير خمسة حكوا للنعمان كل ما حصل ، فقال النعمان : مهما حدث فلا بد من أن أحصل على الحصان الطيار، وسأذهب بنفسي هذه المرة .
النعمان والطريق لبلاد العجائب :
جمع النعمان فرقة مكونة من ألف جندي جهزها بكل شئ ، واستعد للسفر ولكن قبل أن يسافر قرر أن يذهب ليقابل ساحر الجبل ، ليحاول أن يعرف منه شيئًا عن سر هذه البلاد العجيبة ، التي لم يستطع أحد أن يصل إليها .
النعمان وحده في الجبل :
غادر النعمان قصره وذهب وحده إلى الجبل ، الذي يسكن فوقه الساحر ثم أخذ يتسلق الجبل بصعوبة ومشقة ، حتى وصل إلى بيت الساحر ، فدخل ووقف على السجادة .
فأخذت تهبط به إلى أسفل حتى وجد نفسه أمام الساحر ، وقبل أن يفتح النعمان فمه ليتكلم سمع الساحر ، يقول : أنا أعرف ما تريد إنك تريد أن تعرف سر بلاد الأسرار ، وأن تحصل على الحصان الطيار وحضرت إليّ لأساعدك ، ولكني لا أستطيع لأني لا أعرف شيئًا عن بلاد الأسرار ، والأحسن أن تسمع نصيحتي ، ولا تفكر في الذهب إلى بلاد الأسرار .
الساحر والنعمان والنصيحة :
إن الجنود يا سيدي هم الأبطال الذين يحمون البلاد من الأعداء ، ويدافعون عن الحق والخير والسلام ، ولكنك تسببت في قتلهم في سبيل طمعك لتحصل على الحصان المسحور … ماذا تخسر إن لم تحصل عليه ؟ أنت حر ولكني أقول لك قبل أن تنصرف إن أرواح كل هؤلاء الجنود المساكين أمانة في رقبتك ، وتذكر دائمًا أنه لا فائدة في الطمع ، وسكت الساحر وفي الحال تحركت السجادة ، وارتفعت بالنعمان إلى أعلى ، وهو يسمع صوتًا يرن حوله ويقول لا فائدة من الطمع ، لا فائدة من الطمع أيها المغرور .
الطمع الأعمى :
وأخيرًا اختفى الصوت ووصل النعمان إلى الحجرة العليا ، ثم خرج من بيت الساحر وعاد إلى قصره ، أخذ النعمان يفكر في كلام الساحر ، ولكنه صمم على الحصول على الحصان الطيار، مهما كانت النتيجة وكأن الطمع جعله أعمى .
سار النعمان بجيشه إلى بلاد الأسرار ، وسار وتعرض جيشه للأخطار وهلك معظم جيشة ، وبعد أيام لم يبقى إلا النعمان وحده ، ووجد نفسه أمام الجبل الأخير الذي توجد بعده بلاد الأسرار .
الوادي الأخضر :
ظل النعمان يكافح ويجاهد ، ليتسلق الجبل وقد أصبح في أشد حالات التعب وأخيرًا استطاع أن يصل إلى قمة الجبل ، ثم سقط الأرض مغشيًا عليه ، وعندما أفاق نظر أمامه من فوق الجبل فرأى منظرًا عجيبًا ، وصاح يا سبحان الله ما أجمل هذا الوادي الأخضر ، ورأى طريقًا سهلًا على سفح الجبل يوصل إلى الوادي الأخضر .
فأخذ يسير على مهل ، ويقول لنفسه يا سلام ، كأن هذا الوادي الأخضر قطعة من الجنة ، هل هذه هي بلاد الأسرار؟ إنها بلاد جميلة جدًا لم أر أجمل منها في حياتي !.
الاستراحة بعد السفر الشاق الطويل :
ورأى النعمان أمامه شجرة من أشجار التفاح ، فقطف بعض ثمارها وجلس على الحشيش الأخضر ، إلى جوار ينبوع من ينابيع الماء العذب ، في ظل شجرة عالية وقعد يغسل التفاح ويأكل ويشرب ويستريح .
وبعد أن أكل وشرب وضع رأسه على الحشيش الأخضر، وسرعان ما راح في نوم عميق ولم يعرف هل نام ساعة ؟ أو ساعتين أو يومًا أو يومين ! ولكنه عندما فاق وجد الشمس تملأ الدنيا بنورها الجميل ، وشعر بالراحة والعافية بعد هذا السفر الشاق الطويل ، ورأى أمامه أجمل منظر رآه في حياته .
الحصان الطيار في بلاد الأسرار :
رأى أمامه أميرة الوادي الأخضر ، حسناء رقيقة رشيقة في ثوب جميل بسيط من الحرير الأخضر ، وإلى جوارها حصان بديع أبيض اللون كالحمامة البيضاء وله جناحان جميلان يثنيهما إلى جانبيه.
الأميرة والحصان :
وكانت الأميرة وحصانها ينظران إلى النعمان ، بدهشة وعجب ، فقام النعمان وتقدم منها وقال : سلام عليك أيتها الأميرة الخضراء ، يا صاحبة الحصان الطيار ، قالت الأميرة : سلام عليك يا هذا من أنت ؟ ومن جاء بك ؟ إلى هنا وماذا تريد ؟ قال النعمان : أولًا أنا لست هذا ، ولكني الملك النعمان ابن الملك حسان أعظم ملوك الزمان ، فضحكت الأميرة ساخرًة وقالت : هل هذه الثياب القديمة الممزقة هي ملابس الملوك في بلادك العظيمة يا هذا .
ضيق النعمان من سخرية الأميرة :
فتضايق النعمان وقال : جئت بنفسي سافرت سنتين في الطريق ، حتى وصلت إلى بلاد الأسرار وقد رأيت البلاد ولكن أين الأسرار ، قالت الأميرة : عن أية أسرار تتحدث ، ليس عندنا أسرار ، ومن أين جئت بهذا الاسم ، قال النعمان : إن ساحر بلادي يقول هذا.
تعجب ودهشة :
قالت الأميرة إن ساحر بلادك لم يحضر إلى هنا من قبل ، ويسمها بلاد الأسرار لأنه لا يعرف عنها شيئًا ، ولكني أريد أن أعرف لماذا جئت إلى هنا ؟ قال النعمان : جئت لآخذ هذا الحصان الأبيض الجميل ، فدهشت الأميرة ، وقالت : تأخذ هذا الحصان الأبيض الجميل ، لماذا هل هو حصانك ؟ قال النعمان : كلا ليس حصاني ، ولكني أتيت لآخذه لأنه حصان عجيب يستطيع أن يطير بجناحيه .
الملك المجنون :
قالت الأميرة : هذا كلام غريب كيف تأخذ شيئًا ليس ملكك ؟ هل أنت لص ؟هل في بلادك إذا رأي أحدكم شيئًا جميلًا يعجبه يأخذه ؟! حتى ولو لم يكن ملكه ، قال النعمان : لا تتعبي نفسك بهذا الكلام ، لقد مات أكثر من ألف جندي من جنودي في سبيل الحصول على هذا الحصان ، وكنت سأموت أنا أيضًا ، قالت الأميرة : إذن فأنت مجنون يا سيدي ! ولماذا لم تمت أنت أيضا ؟.. قال النعمان : لأن الله أراد لي الحياة ، قالت الأميرة : هذه أول جملة معقولة تقولها ، قال النعمان : ومع ذلك فلا بد من أن آخذ هذا الحصان الطيار .
النعمان والحصان الطيار :
قالت الأميرة إذا أخذت الحصان مني بالقوة ، فلن تقابل في حياتك غير التعب والشقاء ، قال النعمان : على أي حال لقد صبرت عليك كثيرًا ، وأنا لا أسمح للناس أن تناقشني في بلادي بهذه الطريقة ، ومد النعمان يده وأمسك الحصان وجذبه بقوة ، فحاولت الأميرة أن تمنعه ، فدفعها بيده فسقطت على الأرض ، ثم أخذ الحصان وركب فوقه ، وأمره أن يطير به إلى بلاده .
عودة الملك إلى بلاده :
جرى الحصان على الأرض قليلًا ، ثم رفرف بجناحيه وارتفع في الهواء فكاد النعمان يجن من شدة الفرح والسرور ، وأخذ يتصور نفسه راكبًا الحصان الطيار ، وهو يطير في سماء بلاده ، والناس ينظرون إليه بإعجاب ودهشة ويصفقون له تحية وتعظيمًا .
ويقول بعضهم لبعض إن ملكنا ملك عظيم ، إن الملك النعمان ابن الملك حسان أعظم ملوك الزمان ، وأخيرًا وصل إلى بلاده ، وأمر الحصان أن ينزل إلى الأرض فنزل ، وسار الحصان وفوق النعمان في طريقه إلى القصر ، ليغير ثيابه القديمة الممزقة .
الملك والحصان وأهل المدينة :
وكان الناس ينظرون إلى النعمان ، فلا يعرفونه لأن ثيابه كانت قديمة ممزقه ، ولأنه قد غاب عنهم أكثر من سنتين ، فظن الجميع أنه قد مات وكان بعض الناس يشيرون إلى حصانه ، وهو يسير في الطريق ويقولون أنظروا إلى هذا الرجل المجنون الذي ركب لحصانه جناحين ، كأنه يستطيع أن يطير ثم يضحكون منه وينصرفون .
الملك النعمان والتهديد بالسجن :
تضايق النعمان وقال في نفسه أنا سأنتقم من كل هؤلاء الناس ، وعندما وصل إلى القصر وأراد الدخول منعه الحارس ، فقال لهم لماذا تمنعونني ، إنني أنا الملك النعمان .
.. فضحك منه الحراس وقالوا : بل أنت مجنون لأن الملك النعمان مات منذ مدة طويلة ، وإذا لم تنصرف حالًا قبضنا عليك ووضعناك في السجن .
ولوكان حيا لقتلناه بأيدينا :
فخاف النعمان وانصرف ليفكر في طريقه لدخول القصر ، وبينما هو يسير رأى جماعة من الناس يمشون في الطريق ، فوقف على حصانه وصاح قائلًا أيها الناس : تعالوا لتسمعوا فإجتمع الناس حوله ليعرفوا الخبر فقال لهم : إني أنا ملككم النعمان رجعت إليكم مرة أخرى ، فصاح فيه الناس اسكت أيها الرجل المجنون ، ولا تقل هذا الكلام لأن الملك النعمان مات منذ سنتين ولو كان حيا لقتلناه بأيدينا .
فساد وطمع واحتلال :
فدهش النعمان وخاف ، ولكنه قال : ولماذا تقتلونه بأيديكم ؟ قال واحد من الناس لأنه فاسد طماع ، أخذ معه أحسن جنود البلاد ، ليموتوا في الصحارى والجبال ليحضروا له حصانًا ، يلعب به ! فلما جاء العدو لم نجد جيشًا يدافع عن أرضنا ، فاحتل العدو بلادنا بسبب النعمان ، لعنة الله عليه في كل مكان .
فلما سمع النعمان هذا الكلام حزن حزنًا شديدًا ، وترك الناس وذهب لخارج المدينة يفكر في هذه المشكلات ، التي لم يكن يتوقعها وشعر كأن الدنيا بدأت تضيق في وجهه .
دعوة المظلوم :
أخذ يفكر ويفكر وازدادت الدنيا ضيقًا في وجهه ، وأخيرًا تذكر كلام الساحر وكلام أميرة الوادي الأخضر ، وقال لنفسه : نعم لا فائدة من الطمع ويظهر أن الله سينتقم مني ، بسبب هؤلاء الجنود الذين تسببت في هلاكهم ، وتذكر إن أميرة الوادي الأخضر ، قالت له : سأدعو عليك وأقول قلل الله أصدقاءك وكثر أعداءك وضيق الدنيا في وجهك .
الرجوع للأميرة الحسناء :
ثم قال لنفسه نعم لقد استجاب الله لدعائها ، لأنها مظلومة ، وأخيرًا قرر أن يرجع الحصان إلى صاحبته ، ويطلب منها أن تسامحه وأن تدعو الله أن يساعده ، وركب النعمان الحصان وذهب للأميرة ، واقترب منها ، وقال : سامحيني أيتها الأميرة الكريمة ، لقد عرفت أنك على حق ثم قص عليها النعمان قصته وأخبرها بما حدث له في بلاده .
إصلاح الأخطاء :
تبسمت الأميرة شكرًا لله ، وقالت : إذن فقد علمت أن الله استجاب لدعائي ، وأن دعوة المظلوم لا بد أن تجاب ، وقالت الأميرة له : لا تيأس أيها الإنسان لقد فقدت كل شئ في الماضي ، لأنك كنت طماعًا مغرورًا ولكنك الآن تائب مؤمن ، فحاول أن تصلح أخطاءك ، ولا تيأس ارجع إلى بلادك .
وحاول أن تجمع الناس وتكون منهم جيشًا ، تحارب به أعداء بلادك ، حتى تطردهم وتعيد الاستقلال لوطنك ، وما دمت واثقًا من نفسك ، مؤمنًا بربك فإن الله سيساعدك وأنا أيضًا سأساعدك ، خذ هذا الحصان الطيار ، وارجع الى بلادك وعندما تنتصر على الأعداء ، ارجع إلى مرة ثانية وهات الحصان معك .
طرد العدو :
شكرها النعمان وركب الحصان وطار راجعًا إلى بلاده ، وصل النعمان إلى بلاده ، وأخذ يجمع الناس ويدعوهم لتحرير بلادهم ، وتجمع حوله ناس كثيرون ، وقف فيهم خطيبًا ، وقال : أيها الناس يا أهلى ويا أبناء بلدي ، لقد أخطأت كثيرًا في حقكم في السنوات الماضية ، وكانت النتيجة أن احتل العدو بلادنا ، والآن هداني الله إلى الطريق الصحيح ، وعرفت أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، فسامحوني وتعالوا أضع يدي في أيديكم لنطرد العدو من بلادنا .
أصبحت بلادهم حرة قوية :
شعر الناس بالسعادة والسرور عندما سمعوا النعمان يتكلم بهذه الطريقة ، وبعد أيام وشهور تكون في الجبال جيش وطني قوي هاجم جنود العدو ، وأشتبك معهم في معارك شديدة ، وفي أثناء القتال ركب النعمان حصانه الطيار ، وأخذ يطير فوق رؤوس الأعداء ويهاجمهم من الجو ، فدهشوا وخافوا وارتبكوا وانتصر الوطنيون وأصبحت بلادهم حرة قوية .
النعمان والأميرة الحسناء والزواج :
رجع النعمان إلى أميرة الوادي الأخضر ، وحكى لها كل ما حدث ففرحت وسرت ، وقالت له : مبروك أنت الآن ملك عظيم أنقذت بلادك ، قال الملك النعمان : أشكرك أنت السبب في هذا .
هل توافقين على أن تعودي معي إلى بلادي ، لنتزوج وتصبحين ملكة على البلاد ! فكرت الأميرة قليلًا ثم وافقت ، وذهبا إلى بلاد النعمان وعاشا في سعادة وأمان في بيت جميل ، له حديقة واسعة خضراء ، فيها الزهور والطيور التي تحبها حبا كثيرًا .
طفل صغير ونهاية سعيدة :
وبعد بضعة أعوام كان عندهما طفل صغير لطيف اسمه أسامة ، يجري ويلعب في الحديقة مع أمه وأبيه ، ويتمرن على ركوب الحصان الأبيض الجميل .
توقعات الابراج حظك اليوم برج الحوت على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب…
توقعات الابراج حظك اليوم برج الدلو على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب…
توقعات الابراج حظك اليوم برج الجدي على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب…
توقعات الابراج حظك اليوم برج القوس على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب…
توقعات الابراج حظك اليوم برج العقرب على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب…
توقعات الابراج حظك اليوم برج الميزان على الصعيد المهني والصحي والعاطفي نسبة الحظ في الحب…