قصة بقرة في المقهى

كان بوبي بنس نادل نشيط وحيوي جدًا وكان لديه مقهى شهير ببلده ، وقد كان بوبي محظوظًا جدًا لأنه اكتشف أثناء زيارته إلى قرية والديه ، أن إحدى الأبقار الصغيرة في أحدث قطيع لديهم كانت مميزة بشكل غريب ، فبدلًا من إنتاجها الحليب كانت هذه البقرة تنتج الحليب بالبن .

ولأن بوبي كان ينوي أن يجعل نفسه غنيًا أخذ البقرة مباشرة إلى المدينة ، وعندما وصل وأخبر زوجته بالأمر ، قالت له أنه يجب عليه في البداية أن يعيد تنظيم المقهى بحيث يكون لديهم مكان لوضع البقرة ، كان بوبي متحمسًا جًدا لفكرة وجود البقرة بالمقهى وغير صبور ، لدرجة أنه تجاهل هذه نصيحة زوجته وأخذ البقرة مباشرة إلى المقهى دون أن يعد لها مكان مناسب .

كانت النتيجة مذهلة للغاية فقد ظهرت البقرة في الصحف وعلى شاشة التلفزيون ، وجاء الزبائن من بعيد لتذوق القهوة الطازجة اللذيذة بالحليب ، ومع ذلك رغم الضجة المبدئية التي أثارتها وجود بقرة مثل تلك ، اتضح أن وجود بقرة في وسط مقهى لم يكن أمرًا مريحًا على الإطلاق .

فكل يوم كانت البقرة تكسر عشرين أو ثلاثين كوب ببساطة عن طريق حف ذيلها في المقهى ، بالإضافة إلى الرائحة السيئة التي كانت تفوح في المكان مثل إسطبل مليء بالماشية ، لقد انتشر القشّ الذي كانت ترقد عليه البقرة في كل مكان ، ولم تترك البقرة سوى القليل من المساحة في المقهى ، بحيث كان هناك دائمًا شخصٌ ما يقترب منها كثيرًا .

وهكذا بدأ المقهى يخسر الزبائن بشكل تدريجي ، كما جاءت السلطات للقيام بالتفتيش حينما علمت بوجود بقرة في المقهى ، وفرضت عليه غرامة ثقيلة إما يدفعها أو يغلق المكان ، وهنا أدرك بوبي أنه يجب أن يكون أكثر صبرًا وتنظيمًا ، ينتظر حتى يصبح كل شيء جاهزًا قبل أن تقدم له البقرة الحليب الطازج .

ومع ذلك كان بوبي محظوظًا نوعًا ما حيث أعاد تنظيم المقهى ، وأخذ البقرة إلى القرية وهناك اكتشف أن واحدة من الدجاجات الجديدة وضعت بيض الشوكولاته ، في هذه المرة كان بوبي يعلم أنه يجب عليه التحلي بالصبر ، والانتظار حتى يتم إعداد كل شيء .

فمن الممكن أن يكون له مقهى مع بقرة ودجاج وقهوة باللبن وبيض بالشوكولاتة والكعك ، وعندما تم تنظيم المقهى وأصبح كل شيء في مكانه ، أصبح هو المقهى الأكثر شهرة ونجاحًا في المدينة بأكملها .

القيمة الأخلاقية المستفادة من القصة :
لا ينبغي التعجل في الأمور حتى يتم العمل بشكٍل صحيح ولا يفسد سريعًا ، ففي التأني تكون السلامة وفي العجلة تكون الندامة ، وما من شيء متقن تم انجازه في عجاله ، لذا علينا التريث والتفكير الجيد قبل أن نخو خطوة جديدة في الحياة .